تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز – حفظه الله - تنظّم جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية يوم غد الثلاثاء الملتقى العلمي الأول عن (تقويم جهود المناصحة وتطوير أعمالها)، وذلك بمشاركة مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، والإدارة العامة للأمن الفكري بوزارة الداخلية. مركز محمد بن نايف للمناصحة.. النشأة أنشئ مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية استجابة للظروف الطارئة التي حدثت نتيجة اعتناق عدد من أبنائنا الشباب الأفكار المتطرفة والغلو والتنطع في الدين، وبالتالي ترجمة ذلك إلى التكفير ومن ثم إلى التفجير، الذي ضرب بعض مدن المملكة، فكانت ضرورة الموقف تؤكد أن الإرهاب فكر يتحول إلى فعل، فكانت المواجهة للإرهاب مواجهة فكرية تقوم على المناصحة والإقناع للمتطرفين والمغرر بهم كإستراتيجية فكرية، ولهذه الأسباب كان توجيه من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، بإنشاء المركز. المدخل الرئيسي لمركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة وقد مرت النشأة بثلاث مراحل هي: الأولى، بمسمى لجان المناصحة بتاريخ 1427/10/12 ه. والثانية، بمسمى مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية بتاريخ 12/ 10/ 1427ه، والثالثة، الانتقال إلى العمل المؤسسي بمسمى الإدارة العامة مركز محمد بن نايف للمناصحة بتاريخ 1/ 4/ 1431ه. ويسعى المركز إلى تحقيق الأهداف التالية: 1- مكافحة الغلو والتطرف (الانحراف الفكري) كركيزة أساسية للتصدي لسلوك العنف (الإرهاب). 2- إعادة تأهيل المستفيدين لتحقيق التوازن الفكري والنفسي والاجتماعي. 3- تقديم المساعدات الاجتماعية والإنسانية لتحيق الدمج الاجتماعي. 4- إجراء الدراسات والبحوث التخصصية. برنامج المناصحة يُعد برنامج المناصحة أول خطوة في جهود مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، وهو أسلوب لتعديل الأفكار الخاطئة حول بعض القضايا الشرعية، بهدف بناء مفاهيم شرعية صحيحة تستند على منهج الوسطية والاعتدال. ويقدم البرنامج خدماته من خلال برنامج المناصحة العلاجية والذي يعتبر حوار هادئ ومناقشة بناءة وموعظة حسنة، من قبل ذوي الكفاءات الشرعية والنفسية والاجتماعية، لإزالة الشبهات وتصحيح الأفكار من خلال توفير المعارف الشرعية الصحيحة المستمدة من الكتاب والسنة بهدف مساعدة المستفيدين على التخلي عنها، عبر لقاءات فردية أو دورات وحلقات علمية متنوعة التخصص. ويهدف برنامج المناصحة العلاجية إلى تصحيح أفكار الموقوفين من الشبهات الفكرية التي وقعوا فيها بالاستناد إلى القرآن الكريم والسنة النبوية، ويتم ذلك داخل مقرات التوقيف من خلال جلسات دراسة حالة للتشخيص والتقييم النفسي مع الأخصائي النفسي، وجلسات إرشاد منفردة قصيرة في حدود الساعتين تقريباً مع لجنة من المشايخ، وجلسات الدراسة المطولة، أي الدورات العلمية من خلال المحاضرات العلمية. رعاية في المركز كما يقدم المركز ضمن برنامج المناصحة، "المناصحة الوقائية" إذ يتم القيام بحملات توعية وقائية توجه إلى بعض المناطق والمحافظات والمدن والهجر، تستهدف كل مكونات المجتمع من المحاضرات والندوات والخطب والدورات العلمية والمسابقات الثقافية وتنفذ في الجوامع والمساجد وفي المدارس للجنسين وفي النوادي والساحات العامة. وتهدف المناصحة الوقائية إلى وقاية المجتمع من أفكار الغلو والتطرف والتشدد وتعريف المواطنين والمقيمين بخطورة هذه الأفكار واطلاعهم على تجارب الذين وقعوا في فخ الإرهاب والتكفير، وذلك من خلال إقامة المحاضرات والندوات والمسابقات الثقافية واللقاءات المفتوحة التي تستهدف كل شرائح المجتمع في المساجد والجوامع، والجامعات ومدارس البنين والبنات، والأندية الرياضية والأدبية، والساحات العامة، والمنازل للأسر بالكتب والأسئلة على محتواها والجوائز عليها. كما يقدم المركز أيضا ضمن برنامج المناصحة "المناصحة الموجهة" إذ يتم استهداف بعض الأسر التي يلاحظ عليها أو على أحد أبنائها فرد أو أكثر اعتناق أفكار خاطئة أو أن منهم من ذهب إلى مواطن الصراعات والفتن وذلك لدراسة أحوال تلك الأسر والتواصل معها من قبل لجان المناصحة من الجنسين وفي تخصصات مختلفة. وتهدف المناصحة الموجهة إلى تصحيح الفكر لدى بعض الأسر التي وقعت في الفكر المتطرف أو أحد أو أكثر من أبنائها ودراسة حالتهم من الجوانب الشرعية والنفسية والاجتماعية، من خلال بالزيارات المنزلية للأسر المحددة مسبقاً من الجنسين من قبل لجنة مكونة من أعضاء لجان المناصحة من تخصصات مختلفة ومن كلا الجنسين. ويقدم المركز المناصحة النسوية والتي تستهدف مناصحة العناصر النسائية داخل مقار التوقيف أو خارجها من قبل لجان مناصحة من العنصر النسائي المؤهل تأهيلاً شرعياً ونفسياً واجتماعيا كما يشاركن ضمن برامج المناصحة الأخرى التي تستهدف مكونات المجتمع. جانب من زيارة وفد اعلامي أجنبي الى المركز وتهدف المناصحة النسوية إلى محاورة العناصر النسائية اللاتي وقعن في الفكر المتطرف ومناصحتهن والقيام بدراسة أحوالهن النفسية والاجتماعية لتصحيح الأفكار المغلوطة والمشوشة والغلو في الأوساط النسائية، وذلك في صورة فردية للموقوفات، أو في صور محاضرات وندوات في البرامج الوقائية، أو في صور زيارات منزلية للأسر المستهدفة. كما يعنى المركز بالعناية بدراسة ومراجعة الكتب والمذكرات والنشرات والمطويات وكذلك ما يتعلق بالصوتيات أو المرئيات التي تعطى للموقوفين والمستفيدين أو توزع أثناء تنفيذ البرامج الوقائية المجتمعة. وذلك بهدف التأكد من خلو الكتب المدروسة من الأفكار والآراء المتطرفة والمغلوطة ومراجعة وتقييم الكتب والمواد الإعلامية المرشحة للاستفادة منها في مناشط المناصحة المختلفة، عبر تشكيل لجنة مكونة من ثلاثة أساتذة من أعضاء لجان المناصحة متخصصة وفق نوعية المادة المطبوعة المراد دراستها وتقييمها. برنامج الرعاية والتأهيل ويعد برنامج الرعاية والتأهيل أحد البرامج التي يتبناها المركز إذ يمثل المرحلة الثانية لإستراتيجية مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية ويهدف إلى تعزيز السلامة الفكرية للمستفيد وإكسابه المهارات التي تسهم في إعادة اندماجه في المجتمع وليعود عضواً صالحا يؤدي دورة الاجتماعي بكفاءة واقتدار. ويتألف برنامج الرعاية والتأهيل من أربعة مكونات برامجية رئيسة وهي: (البرنامج التعليمي - البرنامج التدريبي والمهني- البرنامج الرياضي والثقافي- البرنامج المفتوح). أما البرنامج التعليمي فيتكون من مجموعة البرامج التخصصية وهي البرنامج الشرعي ويسعى لتعزيز بناء المفاهيم الشرعية الصحيحة على منهج الوسطية والاعتدال, وتقويم المفاهيم الخاطئة، والبرنامج النفسي ويقوم بدراسة حالة المستفيد وتعليمه مهارات بناء الذات والتخلص من المخاوف وضبط الانفعال وخطوات التفكير الايجابي، والبرنامج الاجتماعي ويهدف إلى تعليم المستفيد المهارات الاجتماعية التي تساعده على تجاوز ما قد يواجهه من مصاعب بعد الخروج وتسهم في تكيفه واندماجه في المجتمع وتوفير الدعم الاجتماعي له و لأسرته، وبرنامج الإرشاد بالفن التشكيلي وهو برنامج معرفي، يدمج بين نظريات التأهيل النفسي والعمليات التشكيلية وتقنياتها المتنوعة للاستبصار بالذات والدوافع والحاجات النفسية, والبنى المعرفية وأثرها على سلوكياته، والبرنامج التاريخي والذي يوعي المستفيدين بالتاريخ الإنساني عبر مختلف العصور، مع محاولة ربط الأحداث التاريخية بالأحداث الجارية. ويعد البرنامج التدريبي والمهني المكون الثاني من مكونات برنامج الرعاية والتأهيل، ويهدف إلى إكساب المستفيد المؤهلات العلمية والمهنية التي تساعده في الحصول على عمل أو تعزيز مؤهلاته الوظيفية بعد التخرج من المركز. لقطة من المركز أما المكون الثالث لبرنامج الرعاية والتأهيل هو البرنامج الرياضي والثقافي ويتم من خلال هذا البرنامج الإسهام في المحافظة على صحة المستفيد وشغل أوقات الفراغ لديه بما هو نافع ومفيد. ويتم خلال برنامج تجربتي المكون الرابع لبرنامج الرعاية والتأهيل إقامة محاضرات وندوات لعدد من الشخصيات المرموقة في المجتمع للالتقاء بالمستفيدين. ويتمثل المكون الأخير من برنامج الرعاية والتأهيل في البرنامج المفتوح إذ يتم فيه الإسهام في تعزيز نجاح كافة البرامج التي يقدمها المركز وتحقيقها لأهدافها من خلال الاستفادة من تجارب المستفيدين السابقين وأيضا الشخصيات الاجتماعية المعروفة. رعاية المستفيد يقدم المركز العديد من الخدمات للمستفيدين أثناء خضوعهم لبرامج الرعاية والتأهيل، وذلك من لحظة وصولهم حتى الإفراج عنهم وتقدم خدمتها من خلال برامج الخدمات العامة والتي تشمل خدمات الاستقبال، خدمات الإعاشة، الخدمات الصحية، خدمات المغسلة، خدمات الحلاقة، خدمات النظافة والصيانة، خدمات الاتصال الهاتفي، استخراج الوثائق، فتح الحسابات البنكية، الوكالات الشرعية، تصحيح أوضاع الأسر غير النظامية. كما يتم تقديم أسرية للمستفيدين، وذلك من خلال برنامج الزيارات العائلية والتي تشمل الزيارة العامة، الزيارة الخاصة (الخلوة الشرعية)، الزيارة المفتوحة، زيارة المرضى، زيارة المناسبات والأعياد، الإجازات، الزيارات الطارئة (حالات الوفاة). بالإضافة إلى برنامج الخدمات التعليمية وتشمل التعليم العام والمعاهد ومراكز التدريب والجامعات، والبرنامج المفتوح ويشمل التسوق والنزهة اليومية وتنسيق الحدائق ومشاهدة المباريات. برنامج الرعاية اللاحقة كما يقيم المركز برنامج الرعاية اللاحقة والذي يهدف إلى تقديم العون والمساعدة للمستفيدين بما يحقق التوافق الذاتي والاجتماعي والتكيف مع البيئة المحيطة به. وتقدم خدمات البرامج من خلال برنامج رعاية الأسرة والذي يهدف إلى احتواء أسرة المستفيد وتعزيز دوره في عملية إصلاحه واحتوائه ومساعدته على الاستقامة الفكرية والسلوكية. ويقدم برنامج رعاية الأسرة الدعم المادي والمعنوي والصحي لأسر المستفيدة من خلال إجراء دراسة الحالة، كما يقدم لهم الخدمة الاجتماعية. ويعد برنامج المفرج عنهم أحد البرامج التي يقدم برنامج الرعاية اللاحقة خدماته من خلالها ويهدف إلى مساعدة المستفيدين في تجاوز ما يواجههم من مشكلات والإسهام في إيجاد الحلول لها. ويقدم الإعانة المادية للمفرج عنه عندما تتطلب حالته ذلك، كما يسهم في جهود إعادة المفرج عنه لعمله السابق أو إيجاد وظيفة جديدة من خلال برنامج التدريب المنتهي بالتوظيف، ويساعد المفرج عنه في إعادتهم للمؤسسة التعليمية التي كان يتعلم بها وانقطع عنها أو تسهيل حصوله على فرصة تعليمية جديدة، كما سهل لهم الحصول على ما يحتاجونه من وثائق ومستندات رسمية ذات ارتباط بمتطلبات حياته العامة. كما يقدم برنامج الرعاية اللاحقة خدمته أيضا من خلال برامج التنسيق والتي تهدف إلى الحصول على المعلومات اللازمة عن المستفيد وتنسيق الجهود مع الجهات الأخرى، وذلك من خلال التثبت من إكمال بطاقة المعلومات الخاصة بالمستفيد (عنوانه - وسائل الاتصال)، وتقييم سلوك المستفيد بعد الإفراج عنه بالتنسيق مع الجهات المختصة بمباحث المناطق، ومتابعة إجراءات التسويات المالية والحقوق للمستفيدين مع الجهات الرسمية الأخرى. بالإضافة إلى برنامج التكيف والاندماج والذي يهدف إلى مساعدة المستفيد المفرج عنه على التوافق الذاتي والاجتماعي والتكيف مع البيئة المحيطة والاندماج في المجتمع، وذلك من خلال الدعم النفسي والمعنوي والصحي والمادي للمستفيد التي تثبت حاجته للدعم.
