لا تكاد تأتي الساعة السادسة صباحا حتى يفتح حسن الغراب باب القهوة التي تجاوزت شهرتها حدود محافظة الاحساء، وبعد نحو نصف ساعة من الافتتاح يتوافد المسنون والموظفون على حد سواء لتناول الشاي وتبادل الحديث، حيث لا يخلوا من الحكاوي الشعبية، والقصص الاجتماعية الطريفة، بلغة لا يتقنها الا مسنون بلغ بعضهم ال95 عاما، امام اقرانهم بالعمر ممن يصرون على القدوم واحتساء الشاي، والاستماع لجيل الشباب وتناقل القصص معهم في المقهى التاريخي الشعبي في وسط مدينة القطيف "قهوة الغراب". ولا يعد حسن الذي يخدم متبرعا في المقهى الشعبي رجلا عاديا في الموقع، بل هو المحبوب الذي يربط جميع الخيط، ويمتد تاريخية "قهوة الغراب" كما تسمى وتعرف في كامل محافظة القطيف إلى عشرات العقود من الزمان، إذ يرتادها الكبار في السن منذ نحو 70 عاما، كما ارتبط اسمها مع أيام الشباب لدى بعضهم، ويتذكر الحاج أبو أحمد (90 عاما) أين كان يجلس قبل نحو 50 عاما، وكيف أن كل شئ من حول المكان تغير، إلا ذات المكان لا يزال يقاوم التغيير، وهو ما ترك بصمة التميز على المكان. تعد قهوة الغراب القهوة التاريخية الباقية الوحيدة في محافظة القطيف محافظة على شكلها الخارجي التراثي والداخلي، كما أن خدماتها لا تزال على الطريقة القديمة حتى في تقديم الشاي، ما جعل السياح الغربيين يضعونها في كثير من الأحيان على جدول الزيارات على اعتبار تميزها التراثي، الأمر الذي يلاقى بترحاب كبير من قبل رواد القهوة.