خسر الاتحاد بطولة "السوبر السعودية" الاولى وكل المؤشرات التي سبقت مواجهة الكأس التي جمعت الاتحاد بطل الكأس بالفتح بطل الدوري توحي بان الاتحاد في طريقه لخسارة لقب البطولة الأولى والتي كانت الجماهير الاتحادية تمني النفس بان يكون فريقها الكروي صاحب الاولوية في تحقيق لقب هذه البطولة لتضاف للعديد من الاولويات التي يتمتع بها الاتحاد طوال تاريخه العريق. خسر الاتحاد لان سياسة الترقيع لم تعد تجد وان هذه البطولة يجب ان تكون درسا بليغا للادارة الاتحادية ولمن يهمه امر هذا الكيان الكبير وان العمل مالم يكن منظما ويتم وفق استراتيجية ومنظومة عمل فلا يمكن انتظار نتائج ايجابية وهذا ما تجلى بوضوح في مباراة "السوبر". ولعل البداية جاءت من خلال الاعداد المتواضع للفريق الاتحادي الذي لم يرتق للشكل المطلوب في الوقت الذي كانت الجماهير الاتحادية تنتظر عملا ايجابيا من قبل ادارة النادي وتجاوز سلبيات الموسم الماضي بعد تحقيق لقب كأس خادم الحرمين الشريفين للاندية الأبطال ولعل تصريح المدرب الاسباني بينات عقب الخسارة من الفتح في مواجهة الكأس يشير الى انه من يتحمل مسؤولية اقامة معسكر داخلي لتزامن توقيت المعسكر مع شهر رمضان المبارك وكان بالامكان تدارك الامر باقامة معسكر في احد مدن المملكة حتى يتم على الاقل السيطرة على مواعيد النوم وبرنامج التغذية في ظل توفر جميع مقومات السهر والافراط في التغذية اثناء شهر رمضان. وبخلاف سوء الاعداد فان المواجهات الودية التي خاضها فريق الاتحاد لم تكن بالشكل المطلوب ولم تحقق الفائدة المرجوة من مثل هذه المواجهات وكانت العشوائية واضحة في بداية فترة الاعداد ولم تكن المواجهات الودية واضحة واتضح من خلف الكواليس ان ادارة الكرة كانت عاجزة عن خوض أكبر قدر ممكن من المواجهات الودية القوية وأصبح الاتحاد عاجزا عن ملاقاة اندية القادسية والرائد والشعلة بعد ان كانت تلك الاندية تتمنى مواجهته في كل الظروف. وبخلاف ان الاعداد كان سيئا والمباريات الودية لم ترتق للشكل المطلوب غلبت قضية ملف الديون برمته على تحضيرات الاتحاد لمباراة كأس "السوبر" فليس من المعقول ان فريقا يستعد لخوض مباراة تحدي على كأس بطولة يكون حتى الثانية والنصف فجرا ليلة المباراة في اجتماعات ونقاشات تخص ملف الديون مع بعض اللاعبين وفي يوم المباراة تواصلت الاجتماعات مع اللاعبين المتمسكين بموقفهم في الحصول على حقوقهم كافة وهذا حق مشروع فالادارة كانها كانت تسعى للوصول لليوم الاخير لتضع اللاعبين الرافضين أمام الأمر الواقع وتجبرهم على الرضوخ لمطالبها، ولكن هولاء اللاعبين لم تنطل عليهم سياسة الاستجداء وتمسكوا بموقفهم في مطالبهم كاملة دون تنازل او تاخير حتى الوساطات لم توت ثمارها وضاع الاتحاد في زحمة تلك المطالب وتأثر في النهائي بعدم مشاركة لاعبيه الاجانب، وخصوصاً البرازيلي ليونادرو بونفيم الذي كان جاهزا للمشاركة من خلال دخوله فترة الاعداد منذ وقت باكر وخوضه اكثر من مواجهة ودية مع الفريق وانسجامه مع المجموعة نوعا ما. ويظل التساؤل الاهم لماذا وصل حسم ملف اللاعبين الاجانب والذي كان يعول عليهم المدرب الاسباني بينات كثيرا لدعم صفوف الفريق إذ وصل الثلاثي اللبناني محمد حيدر والبرازيليان جوبسون وبيانو قبل المواجهة بوقت قصير وحتى على الصعيد الفني لا يمكن الزج بهما واشراكهما لعدم كفاية التدريبات التي خاضوها مع زملائهم في الفريق. خسر الاتحاد بطولة "السوبر" ولكنه لم يخسر كل شي وبالامكان افضل مما كان والان أمام ادارة الاتحاد فرصة لمراجعة حساباتها ولعل اول ما تحتاجه هذه الادارة استعادة قوتها وشخصيتها وهيبتها أمام لاعبي الفريق والا تكون المشاكل المادية سببا في الخضوع للاعبين فاللاعب مهما كان له حق فيجب على الادارة المسارعة في توفير حقوق اللاعبين اولا وتسليمها لهم اول باول والا تعطي لنفسها فرصة لتكون ادارة ضعيفة ثم ياتي الأمر الأهم وهو علاج ازمة الديون فالادارة حسب الانباء المتواترة مطالبة بتوفير سبعة ملايين ريال فورا لتتمكن من تسجيل المحليين والاجانب ويجب الا تكابر الادارة فبعد عجزها عن توفير مستحقات اللاعبين في الفترة الماضية الا بعد دخول قيمة الدفعة الاولى من عقد الرعاية الفرعي مع شركة صلة ويجب ان تكون الادارة اكثر شفافية بان الوضع المادي جدا صعب ويجب الجلوس مع مندوبي العضو الداعم الذي اثبت وبالدليل القاطع انه الوحيد المنقذ للاتحاد من ازماته منذ بداية دعمه للنادي شاء من شاء وابى من ابى فالنادي مقبل على التزامات مالية صعبة وخانقة للنادي، وخصوصاً في فترة الانتقالات الشتوية فبخلاف استحقاقات بقية اللاعبين وفي مقدمتهم أسامة المولد الذي يطالب ببقية الدفعة الاولى من عقده خلاف ان قضايا سوزا والشربيني لم تحسم بعد والمخاوف من ان يتم الزام الاتحاد بمبالغ ستزيد العبء على النادي، وتحتاج الادارة الى شفافية اكبر بشان عقد الرعاية الرئيسي وعقد تشغيل الجوال فالغموض الاداري سيزيد الامور تعقيدا وقد يزيد الفجوة بين العلاقة بين المدرج الاتحادي، ومجلس الادارة ويصعب وقتها السيطرة على الامور عندما تفلت زمامها من يد الادارة. الاتحاد خسر أمام الفتح