سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الدريس ل «الرياض»: «اليونسكو» تعاني من قصور وعي بعض الدول بأهميتها ودورها العالمي أكد أن الانتماءات الدينية والقومية لمسؤولي المنظمة لا تعني التشكيك بهم
أكد الدكتور زياد بن عبدالله الدريس- نائب رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو والمندوب الدائم للمملكة - أن العقبة المالية أصبحت معضلة كبيرة في المنظمة خصوصاً بعد القرار الأمريكي غير العادل بالامتناع عن دفع حصتها في ميزانية اليونسكو بسبب انضمام فلسطين لعضويتها. وأضاف الدكتور الدريس أن هناك عقبة أخرى وهي مزمنة وتختلف من دولة لأخرى، تتعلق بوعي وإدراك المسؤولين والمعنيين في الدول الأعضاء بأهمية اليونسكو ودورها في خدمة الأهداف المتعلقة باختصاصاتها بوصفها منظمة للتربية والثقافة والعلوم والاتصال. الموارد المالية معضلة كبيرة في المنظمة خاصة بعد امتناع أمريكا عن دفع حصتها بسبب انضمام فلسطين لعضويتها وأفصح مندوب المملكة الدائم في اليونسكو بأن المسؤولين في منظمة اليونسكو وفي كافة المنظمات الدولية هم بشر ولديهم انتماءاتهم الدينية والقومية التي وإن تخففوا منها بوصفهم موظفين دوليين فإن لا أحد منهم يزعم بأنه تخلى عن هويته المرجعية تماماً. وقال الدريس "هذه الحقيقة ستجعلنا نعي بالتأثيرات والتحيزات التي تتلبّس بعض هؤلاء المسؤولين، لكن هذا لا يعني التشكيك المطلق في نزاهتهم كما تكرسها بعض أدبيات النظرية التآمرية التي تغالي في تفسير الأدوار المشبوهة للمنظمات الدولية وأجنداتها". وأشار إلى أن مسألة تغيير المواقف تبقى هي قضية مرتبطة بقوة الدولة العضو ووضوح الموقف لدى ممثلها في المنظمة ووعيه بما يجب أن يقوم به للتعبير عن مواقف بلاده من القضايا التي تتداولها المنظمة. النظام السوري لم يمنع همجيته عن الإنسان فكيف يُرتجى منه حماية التراث واستنكر الدكتور زياد الدريس ممارسات النظام السوري الذي وصفه بالهمجي، مضيفاً: "همجيته أصبحت منظومة سلوكية متكاملة" وتابع "إن كان النظام السوري لم يمنع همجيته عن الإنسان المستضعف، فقتل بوحشية مقززة الأطفال والنساء والشيوخ، فكيف به وهو يُرتجى منه حماية التراث العالمي الذي يزيّن مدن هذه الأرض الفاخرة بكنوزها". وتحدث الدريس عن دور منظمة اليونسكو في حماية التراث العربي والإسلامي والعالمي المهدد في بلاد الشام قائلاً إن الخيارات المتاحة محدودة بسبب الوضع الأمني المنفلت على الأرض. ولفت إلى محاولة خبراء اليونسكو زيارة المواقع الأثرية المقصوفة لتحديد وتقييم الأضرار التي لحقت بها، لكن محاولاتها باءت بالفشل بسبب سوء الوضع الأمني. لذا لم يكن هناك من خيار سوى إصدار بيانات للتعبير عن القلق من تخريب الكنوز التاريخية. مساعي إسرائيل لتهويد القدس لم تعد خافية.. ونسعى لمواجهة تحايلها على القانون الدولي وفيما يخص المساعي الإسرائيلية لتهويد القدس بين الدريس بأنها ليست جديدة ولم تعد خافية حتى على الذين يريدون إخفاء رؤوسهم عنها. وقال:"نحن في المجموعة العربية في اليونسكو نتابع بقلق واهتمام ما يجري هناك ورغم إدراكنا بأن اسرائيل تستخدم منطق القوة في عبثياتها بتاريخ القدس إلا أنها أيضاً تحاول أن تجعل تصرفاتها هذه مبنية على مرجعيات قانونية دولية.. وهنا يأتي دورنا الذي لا عذر لنا في الامتناع عن أدائه وهو مواجهة هذا التحايل على القانون الدولي بما يناقضه ويعرّيه أمام العالم، على الأقل حتى تحين الفرصة لاستخدام أداة أكثر قوة في حماية القدس من التخريب الاسرائيلي" وأضاف:"لقد استصدرنا في دورة المجلس التنفيذي الماضية لليونسكو قراراً يلزم إسرائيل باستقبال بعثة خبراء دولية لمعاينة وضع الآثار والمقدسات في القدس الشريف لكن الحكومة الإسرائيلية بعد أن رضخت للضغوط الدبلوماسية من خلال ممثلها داخل المنظمة ووافقت على استقبال البعثة ها هي الآن وقد حان وقت زيارة البعثة حسب الاتفاق الدولي بدأت تضع العراقيل والتفسيرات المغلوطة للقرار والاشتراطات التعجيزية لمجيء البعثة إلى القدس حتى تتهرب من التزامها بتمكين البعثة من أداء مهامها، وهو الأمر الذي سيظهر بوضوح في برنامج دورة المجلس التنفيذي القادمة بإذن الله حيث ستكون فرصة للمجموعة العربية لتعرية مصداقية إسرائيل التي تروّج لها بعض الدول الغربية".