مساء الإثنين الثامن من شهر ابريل 2013م لم يكن عادياً بالنسبة للاتحاديين ولا أبالغ إن قلت بأنه كان كالكابوس عليهم، هنالك من صدق الخبر وآخرون كذبوه ووصفوه بكذبة "ابريل" حتى وصلت لهم رسالة نصية من "جوال الاتحاد" تؤكد الفصل الأخير من علاقتهم بقائدهم "محمد نور" الذي غادر أسوار النادي بمخالصة مالية لا تليق به وبتاريخه وبإنجازاته مع "المونديالي"، بالفعل كانت نهاية نور مع الاتحاد محزنة ومؤلمة للاعبٍ أسعد الجماهير الاتحادية كثيراً طوال ال 17 عاما التي ارتدى فيها شعار الفريق وكسب خلالها شهرة محلية وقارية وحفر اسمه بماء من ذهب عطفاً على ماقدمه لناديه. عشق «المونديالي» بكل حواسه وضحى من أجله.. فهل يستحق هذه النهاية؟ محمد نور لاعب من ذهب عشق الشعار الاتحادي بكل حواسه وضحى كثيراً من أجله، لم يكن قائدا داخل الميدان فقط بل كان كذلك خارجه، ابن مكة كان وفياً لناديه طوال سنوات مشاركاته حتى إن جماهير الاتحاد اعتادت منه أروع صور الوفاء، رغم كل ظروفه التي تعرض لها إلا أنه كان حريصاً على خدمة "العميد" ولو بقدم واحدة، لم يعترف "أبو نوران" يوماً بظروف عائلية ولا صحية ففي كل مرة كان يقهر تلك الظروف وفاءً للاتحاد، لا أنسى عندما لعب نور بقناع على الوجه بعد اصابته بكسر في عظمة الوجه، ورغم تحذيرات الأطباء إلا أنه فعل ذلك من أجل عشقه، نور الذي فتح أبواب منزله للاتحاديين إذ كان يستضيفهم فيه بين فترة وأخرى لحل المشاكل والخلافات وتهيئة الفريق للمباريات أيستحق هكذا نهاية؟، قائد تفوق على بعض الشرفيين ودعم الخزينة الاتحادية في اصعب الظروف بالملايين أيرحل بمخالصة مالية حاله كحال اللاعبين المنسقين؟. محمد نور آدم الذي ولد في مكةالمكرمة عام 1978م ارتدى شعار الاتحاد في 1996م، وكان وجهه خيراً على الاتحاديين الذين حققوا في تلك الفترة الثلاثية الشهيرة التي كانت بداية العصر الذهبي للعميد، توج "ابو نوران" مع الاتحاد ب 13 بطولة محلية كان للدوري نصيب الأسد منها إذ حققه سبع مرات أعوام (97-99-2000-2001-2003-2006-2008م)، وكأس ولي العهد ثلاث مرات أعوام (97-2001-2004م)، وكأس الاتحاد السعودي عامي (97-99م)، وكأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال (2009م). البلوي وعد الاتحاديين بمفاجأة فهل كان يقصد تنسيق «القوة العاشرة»؟ أما البطولات الخارجية فكانت ل (الأواكس) صولات وجولات فيها إذ قاد الاتحاد لتحقيق البطولة الآسيوية ثلاث مرات لعل أشهرها تلك التي تحققت في عام 2004م بعد ملحمة تاريخية في كوريا أمام سيونجنهام الكوري الجنوبي كان نور أحد أبطالها بتسجيله الهدفين الثالث والرابع في المباراة التي انتهت بفوز اتحادي بالخمسة بعد أن انتهت موقعة الإياب بخسارة اتحادية بالثلاثة، وفي عام 99م سجل نور في النهائي هدفاً من أهداف فريقه في المباراة التي انتهت بفوز الاتحاد على جونام الكوري 3-2، وفي 2005م استضاف الاتحاد العين الإماراتي في نهائي آسيا فصنع (مفتاح جدة) ثلاثة أهداف وسجل الرابع إذ قاد فريقه للتتويج بالذهب، وفي ذات العام لعب نور دوراً بارزاً في تتويج الاتحاديين بلقب دوري أبطال العرب، ومن البطولات الخارجية التي حققها محمد نور مع الاتحاد بطولة أندية الخليج عام 1999م، والسوبر السعودي المصري عامي (2002م-2004م). وقاد محمد نور (القوة العاشرة) الاتحاد للعالمية وشارك معه في بطولة العالم للأندية 2005م، وفي أولى مباريات البطولة سجل هدفاً في شباك الأهلي المصري قاد به "المونديالي" لدور الأربعة قبل أن يغادر على يد ساوباولو بعد خسارة مشرفة 2-3 سجل فيها نور هدفا. اليوم وبعد 17 عاماً مليئة بالألقاب والإنجازات والتضحيات أغلق "أبو نوران" صفحة الاتحاد، حتى وهو يودع النادي مطعوناً من الخلف بقرار إداري - حد وصف وكيل أعماله- لا يزال نور حائراً هل يلعب لنادِ آخر غير الاتحاد حتى يرد على الإدارة برئاسة محمد الفايز بأنه قادر على العطاء؟، أم لا يرتدي شعار نادِ غير الاتحاد ويعتزل كرة القدم؟، أي حب تحمله في قلبك يا ابن مكة. الرئيس الاتحادي محمد الفايز حاول تبرئة موقفه وكسب الاتحاديين في صفه عندما أعلن عن تكفله بحفل تكريمي لنور نظير ماقدمه للاتحاد، لا أعلم سر هذه الثقة من الفايز وكأن "نور" ينتظر منه بادرة كهذه بعدما حدث له، لا أبالغ ان جزمت بأن نور يدرك بأن الحفل الذي يتحدث عنه الفايز لا يتجاوز (كيكة وشاي)!!. ختاماً، أتذكر بأن رئيس الاتحاد الأسبق وعضو شرفه منصور البلوي ظهر اعلامياً قبل مباراة الاتحاد والهلال ووعد الاتحاديين بمفاجأة خلال أسبوع، اليوم مر على حديث البلوي أو "البعبع" -كما يحب أن يُنادى به- قرابة الأسبوعين ولم تُعلن مفاجأة في الاتحاد إلا تنسيق القائد الذهبي محمد نور من الكشوفات الاتحادية، فهل هي هذه المفاجأة التي وعد بها البلوي خصوصاً وأن توقيع المخالصة المالية بين الاتحاديين ونور تم في منزله؟.