كشف الخبير الأمني بالأنشطة المعلوماتية الدكتور فايز عبدالله الشهري أن مواقع التواصل الاجتماعي هي المجال الأرحب للترويج لثقافة المخدرات والتواصل بين العناصرالإجرامية المشاركة في مختلف أنحاء العالم، لافتاً إلى أن ذلك يعود لكون الرقابة على الشبكة العنكبوتية أمر يصعب تحقيقه، إضافة إلى عدم وجود قانون دولي يحمي الأفراد ويحدد الأفعال المجرمة عبر الشبكة. جاء ذلك خلال محاضرة له بعنوان «الشبكات الاجتماعية.. الفرد في عصر الجماهير» نظمها نادي المدينةالمنورة الأدبي أول من أمس، قدم لها الخبير الأمني بشرطة المنطقة الدكتور نايف المرواني. وأكد الشهري الذي يشغل منصب الأمين العام المساعد للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات أنه لا توجد إحصائية أو جهة مركزية تحصي الجرائم الإلكترونية بالمملكة، وقال إن استغلال طاقات الشباب بفتح مجالات التعليم والتدريب الحديث أمامهم الذي يؤهلهم لتسخير طاقاتهم الشبابية الخلاقة للرقي والتقدم بعالمهم الواقعي لهي أولى الخطوات الواقعية الفاعلة لدفعهم إلى العالم الواقعي وجعلهم فاعلين فيه، وأضاف الشهري الشباب اليوم، لا يمكن تجاهلهم،فالواقع بالنسبة لشباب الأمس هو امتداد لتاريخهم الذي يسعون للحفاظ عليه والتغني به وتجسيده من خلال أيديولوجيات حقيقية يقود دفتها ولي الأمر داخل المنزل ويستقي الشاب ثقافتها من بيئته.أما اليوم فهم إفراز تربية مصطنعة استمدوا ثقافتها من خلال عالم المواقع الاجتماعية الافتراضي. وقال الشهري: وقع العديد من الشباب الذين يمثلون 60% من سكان العالم ضحايا المفاهيم العصرية، حيث يشهد جيل الشباب اليوم تغيراً لم يسبق له مثيل على مر التاريخ، نتيجة تأثره بالقنوات الاجتماعية الجديدة وتشكلت معها هويتهم الجديدة.وحذر الشهري من الإفراط في استخدام هذه المواقع التي تؤدي إلى انعزال الفرد عن أسرته والبعد عن المشاركة الفاعلة مع أفراد أسرته ومجتمعه،وذكر أن غياب الرقابة الأسرية والمجتمعية على الأبناء دافع قوي في أحداث سلوكيات غير مرغوبة وأفعال غير مقبولة وقال: هناك كثير من العقول في مجتمعنا تأثرت بهذه المواقع ولوثت بأفكار واتجاهات غريبة منوهاً أن أصحاب الفكر المتطرف استخدموها لنشر ثقافتهم والتواصل فيما بينهم والتبشير بما يحملونه من معتقدات بجميع إنحاء العالم، مؤكداً أن أكبر عملية نسبت للإرهاب في 11 سبتمبر نفذت بالاستعانة بمواقع التواصل الاجتماعي والبريد الالكتروني وقال الشهري إن شبكات التواصل الاجتماعي تستخدم لتحقيق مصالح خاصة على مستوى المؤسسات العالمية والأفراد للترويج لهدف اقتصادي أو ثقافي أواجتماعي يتبناه المرسل الذي يستهدف الجماهير.وشهدت المحاضرة العديد من المداخلات أكدت في مجملها أن المؤسسات النظامية المقننة لم تعد المصدر لتلقي المعلومة فيستوجب نشر وعي ثقافة الإعلام الجديد والتعامل معه بوسط بين الهلع والتخويف منه وبين الاستفادة المثالية من مميزاته،وختم الشهري محاضرته بسؤال لم يتفق الحضور في الإجابة عليه، لو لم يكن لك حساب في قنوات التواصل الاجتماعي فكيف سيكون حالك لأفضل أم لأسوأ ؟