دشن معالي وزير النقل رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الحديدية الدكتور جبارة بن عيد الصريصري ظهر أمس الأربعاء تقنية النقل المزدوج للحاويات في احتفال أقامته المؤسسة بهذه المناسبة حضره عدد من مسؤولي الجهات الحكومية والمؤسسات والشركات في قطاع النقل البري والبحري. حيث أطلقت المؤسسة أول رحلة لقطار البضائع بالعربات الجديدة التي تسلمت الدفعات الأولى منها وعددها (106) عربات من أصل (200) عربة تم تأمينها بموجب عقد أبرمته مع شركة (America Johnstown Corporation ) الأمريكية مطلع العام الماضي بقيمة (53) مليون ريال في خطوة تاريخية تهدف إلى إدخال هذه التقنية الحديثة في عملياتها التشغيلية. بهذه المناسبة قال الرئيس العام للخطوط الحديدية/ خالد بن حمد اليحيى: إن المؤسسة تتطلع إلى تحقيق فوائد اقتصادية كبيرة بإدخال هذه التقنية الجديدة التي تعتبر الأحدث عالمياً في مجال نقل الحاويات وستصبح الخامسة على مستوى العالم في اعتمادها بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية والمكسيك وكندا والصين. وأضاف اليحيى أن إدخال هذه التقنية المتطورة في المرحلة الراهنة سيكون له انعكاسات إيجابية على مستوى كفاءة وجاهزية الأسطول حيث سيمكن المؤسسة من مواجهة الطلب على نقل الحاويات الذي يتزايد سنويا بمعدلات غير مسبوقة دون اللجوء إلى استثمارات ضخمة في البنية التحتية، جدير بالذكر أن الإحصائيات خلال الخمس سنوات الأخيرة تظهر أن عدد الحاويات المنقولة في كلا الاتجاهين بين الدمام والرياض ارتفع من (172) ألف حاوية نمطية في عام 2000م ليصل إلى (283) ألف حاوية نمطية في العام الماضي 2004م بزيادة تقدر ب(60٪)، وتعتبر التقنية الجديدة إحدى الخطوات المهمة لمواجهة حركة نقل الحاويات المتوقعة عند بدء تشغيل مشروع الجسر البري الذي سيربط ميناء جدة مع ميناء الدمام والذي يعتمد نجاحه التجاري على وجود أسطول عربات بتقنيات متطورة تسمح بتدفق سلس للبضائع والمشحونات التي ترد من وإلى موانئ المملكة، لذلك فإن قيام المؤسسة بتأمين هذه التقنية يعد قراراً استراتيجياً يخدم أهداف التشغيل على المدى البعيد. ويمثل خطوة استباقية رائدة لمواجهة متطلبات تشغيل مشروع الجسر البري السعودي. وقال اليحيى إن عربات النقل المزدوج تمتاز بمواصفات فنية عالية فالقواعد الفولاذية المطورة تعمل على امتصاص أعلى للمؤثرات الديناميكية التي تحدث أثناء المسير، كما أنها مزودة بنظام كبح بضبط آلي متوازن مع مقدار الحمولة على العربة، ووزن محوري يبلغ 22,5 طناً أي وزن كامل العربة مع حمولتها يمكن أن يصل إلى 100 طن، موضحاً أن العربات الجديدة تختلف عن العربات الأخرى بأن طول الواحدة منها يزيد بحدود 4 أمتار وارتفاع حمولتها يصل إلى (6,5) م، وأن هذه الخواص الفنية تتناسب مع المواصفات الفنية لبنية الخطوط الحديدية والمنشآت المحيطة مثل الجسور بعد أن تم إدخال التعديلات اللازمة. مضيفاً أن أهم خاصية لعربات التحميل المزدوج للحاويات تتمثل في طاقتها التحميلية للحاويات النمطية التي تبلغ ضعفي عربات نقل الحاويات العادية حيث تتسع العربة الواحدة منها إلى عدد (4) حاويات نمطية مقاس (20) قدماً أو حاويتين مقاس (40) قدماً، وهذا يعني أن حمولة قطار الحاويات المزدوجة تزيد طاقته التحميلية عن قطار الحاويات المفردة بمقدار 60٪ لنفس طول القطار أو بمقدار 31٪ لنفس طاقة السحب. وبالمقابل فإن تكلفة عربة التحميل المزدوج لا تزيد عن 18٪ من تكلفة العربة العادية وهذه المزايا تتيح للمؤسسة نقل كميات أكبر من الحاويات بعدد أقل من القطارات مقارنة بالوضع الحالي مما سينتج عن فوائد تشغيلية سيكون لها مردود كبير على تحسين مستوى الأداء واقتصاديات تشغيل القطارات من خلال الاستغلال الأمثل لأسطول النقل والموارد البشرية ورفع الطاقة التشغيلية للخط الحديدي وتقصير فترات الانتظار عند تقاطعات السكك الحديدية مع الطرق والحد من إرباك حركة المرور في المناطق التي يقاطع فيها الخط الحديدي مع طرق السيارات حيث سيصبح باستطاعة المؤسسة تسيير قطارات أقصر طولاً وأقل عدداً لنقل الحاويات، إضافة إلى خفض تكاليف صيانة الأسطول وصيانة البنية التحتية. يذكر أن المؤسسة قامت بإجراء أول تجربة لهذه العربات من خلال تسيير قطار مكون من (59) عربة محملة من ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام نهاية الشهر الماضي للتأكد من نجاح التعديلات التي أجرتها على شبكة خطوطها لتكون جاهزة وملائمة لحركة قاطرات العربات المزدوجة عليها، حيث تم تخفيض منسوب الخط الحديدي أسفل بعض الجسور البرية لضمان تواجد الخلوص المطلوب بين الحاويات العليا وبنية الجسور وكذلك التنسيق المكثف مع المتعهد عن تحميل ومناولة الحاويات لضمان استكمال استعداداته من المعدات وإجراءات العمل الخاصة بهذه التقنية، وتستمر المؤسسة حالياً بالتعاون مع شركة متخصصة بفحص العربات الجديدة للتأكد من سلامتها ومن المتوقع وصول آخر دفعة منها نهاية هذا العام. من جهة أخرى ترأس معالي د. جبارة الصريصري اجتماع مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الحديدية الثاني للعام المالي الجاري صباح أمس الأربعاء بمقر المؤسسة بالدمام. كما ناقشت ميزانية المؤسسة للعام المالي المنصرم. وقال معالي الرئيس العام للمؤسسة م. خالد بن حمد اليحيى إن معالي الوزير اطلع على النمو الكبير الذي حققته المؤسسة بإيراداتها التي بلغت (246) مليون ريال بزيادة قدرها 26٪ عن العام الماضي. وأضاف اليحيى أن أهم الإنجازات تمثل في الزيادات الكبيرة في مجال نقل الركاب الذي تجاوز سقف المليون راكب خلال العام الماضي. فيما بلغ حجم المشحونات 240 ألف طن وبلغ عدد الحاويات المنقولة 280 ألف حاوية.. إضافة إلى العديد من الإنجازات في تحسين كفاءة القطاع وزيادة الإنتاجية.
