فقدنا علما من إعلام التعليم وأحد رواده في الاحساءوالشرقية إضافة الى ريادته في الصحافة تتلمذ على يديه العديد من من نجوم الوطن في مختلف المجالات وكان خلال رحلته التعليمية كمعلم ومسئول ومدير متميز ببساطته وحسن خلقه. وكنت أراه وأنا فتى صغير في مناسبات الاعياد حيث اعتاد ابناء الاحساء تبادل الزيارات فيما بينهم وبالتالي كانت تشهد مجالس الأسر في الهفوفوالمبرز هذه اللقاءات حيث تتاح لنا نحن الفتية الصغار السلام على الرجال الكبار . فشاهدته في مجلس خالي ..كما شاهدته أكثر من مره في مجالس أخرى ولا زلت اذكر ذلك الموقف الجميل له في مكتبة الشيخ عبدالله الملا وكان يجلس الى جواره في المكتبة القديمة بالشارع العام وكيف احتفى بي عندما شاهدني وأنا أتسلم من الشيخ الملا الجليل رحمه الله حصتي من المجلات المحجوزة عندما قال باسما وبصوته الخفيض: (أصابك ما أصابنا يا ولدي من حب للقراءة وما أحسنه من حب) فرد عليه الشيخ عبد الله: تراه من المبرز. وأضاف يأتي كل أسبوع ليأخذ مجلاته وعندما عرف بعدها (أسرتي) حملني سلامه وتحياته لمن يعرف من أفرادها ..وتمضي الأيام وتتكرر اللقاءات في فترات متباعدة وفي مناسبات تعليمية وبعدها اجتماعية. ومنذ اللحظة الأولى التي تلتقي به تشعر بدماثة خلقه وبساطته وسعة اطلاعه وحرصه رحمه الله على السؤال عن معارفه ممن تتلمذوا عليه وما أكثرهم في الإحساء والشرقية. كان نموذجا فريدا في التعليم والصحافة والأخلاق. لذلك كان موضع احترام لكل من تعامل معه أكان طالبا أم معلما أم حتى مواطنا يشاركه الحياة في هذه المدينة ام تلك.. تذكره الاحساء كواحد من أبنائها الذين تفخر بهم وتعتز وسوف تذكره الشرقية حيث عمل فيها واستوطنها في سنواته الأخيرة .وماذا بعد الحياة قصيرة مهما طالت ومصيرنا الرحيل يوما ما.. ولانملك الا الدعاء بأن يحسن ختامنا وان يرحم فقيدنا الكبير الشيخ عبدالله أبونهية ويتقبله قبولا حسنا.. انا لله وانا اليه راجعون.