قدم مدرب الشباب البلجيكي ميشيل برودوم نفسه مدربا من الطراز الأول يتمتع بكثير من المقومات الإيجابية والتعامل الاحترافي ساعده على ذلك كوكبة من النجوم في الفريق ووجود إدارة ذات فكر عال، هنا نسلط الضوء على أحد الجوانب الفنية في فكر هذا المدرب. فمن الطبيعي أن يبدأ المدرب المباراة بوضع تكتك وخطط يرسمها من خلال تصوره وقراءته بحكم معرفته لفريقه ومتابعة خصمه ومعرفة ظروف ما قبل المباراة ولكن وما أن تبدأ المباراة إلا وتتغير العديد من الأمور التي قد تسبب كثيرا من الحرج للفريق فقد يأتي هدف سريع يبعثر الأوراق أو يصاب أحد اللاعبين ما يجعله يقوم بتغيير اضطراري أو لا يكون لاعبوه في يومهم أو يطرد أحدهم أو يفاجأ بنقاط قوة في خصمه لم يحسب لها حساب فيتجه شوط المباراة الأول بعيدا عن المأمول. هنا نشاهد برودوم دائما ما يتابع أحداث الشوط الأول وهو يرى أسلوب فريقه ومستوى أدائه وتحركات خصمه وطريقة لعبه وظروف ومستجدات المباراة بشكل عام حيث تدعيم خطته والتدخل بالحلول المباشرة التي قد لا يسعفه الوقت لحل كثير منها خلال الشوط الأول الأمر الذي يجعله خلال فترة ما بين الشوطين يعيد حساباته ويرتب أوراقه ويقوم بالتعديلات اللازمة في التكتيك والخطة ويغير من طريقة وأسلوب اللعب ليعالج ويصحح كثيرا من الأخطاء من أجل الخروج بنتيجة المباراة ما يجعل هناك حلول وحظوظ قائمة خلال شوط المباراة الثاني. فكثير ينظر إلى فترة ما بين الشوطين على أنها فترة استراحة يستمع فيها اللاعبون لبعض التوجيهات والعبارات الحماسية وكذلك يلتقطون أنفاسهم لاستعادة جزء من مخزونهم اللياقي ليكونوا أكثر استعدادا وتركيزا وعطاء خلال الشوط الثاني. ولكن وعلى الجانب الآخر نجد برودوم قد قام بقراءة الشوط الأول بدقة وبرؤية فنية واكتشف جميع نقاط الضعف سواء في فريقه ليتجنبها ويعالجها أو في الخصم ليستغلها ويستفيد منها وتعرف أيضاً على نقاط القوة في فريقه ليدعمها أو عند الخصم ليوقفها. من هنا تكتسب فترة ما بين الشوطين في فكر المدرب برودوم دورا مهما يكون فيه عمل متجدد وتغيير في التكتيك قبل التشكيل الأمر الذي استفاد منه فريق الشباب بأقل مجهود في تغيير مجرى كثير من المباريات وأحداث الفارق وقلب النتائج واعتلاء الصدارة بالرؤية الفنية التي تقرأ الأحداث وتتعامل مع المستجدات على طريقة برودوم.