رمية الفراق دار نقاش بيني وبين صديقي، كانت كلماتي الأخيرة حاسمة وقاطعة .. "انا علي حق.. الحياة لا معنى لها ولا يوجد حياة بعد الموت" ولكي أثبت صحة ما أؤمن به، اخذت المسدس وصوبته نحو رأسي وأطلقت الزناد وانفجر دماغي. الا ان شيئا ما مازال يبعث في نفسي الضيق لو كان ماقلته صحيحا، فكيف بالامكان أنني أكتب الآن ؟! وقت مستقطع للقهوة العامل الأول: ماذا تشاهد؟ العامل الثاني: اعمال الشغب، الناس ينهبون ويطلقون النار على بعضهم البعض. لقد احرقوا كل شيء العامل الأول: يا إلهي! كيف ساءت الامور الى هذا الحد؟ العامل الثاني: لا أدري . "ينظر الى ساعته" .. يجب علي العودة الى العمل الآن. خطة رجل ينوي العيش طويلا كان هناك رجل اتم عامه المائة والعشرين، واليك حكاية عمره الطويل : "اعتقد انني اعلم لماذا" .. قال مرة " الناس لا يصلون لسن المائة والعشرين لأنهم لا يخططون الوصول اليه !" ولأن الرجل بصدد امر ما، فقد أمسك قلما وبدأ التخطيط بشغف لكل سنة من عمره في ورقة صفراء "هنا في هذه السنة سأتخرج" وأشار الى الرقم 28 وضع علامة اكس على العام 32 وتنهد قائلا " هنا سأعمل كل طاقتي لأشق طريقي الى مستويات لا يصلها الا القليل" العام 41 ؟ هذه السنة التي أرزق فيها بالأطفال والتي من المفترض ان تكون سنة ممتعة . "في سن الحادية والسبعين هذا السن المشؤم ستبدأ مرحلة الأحفاد". وكما تخمن، فقد بدى موضوع التخطيط مضحكا بالنسبة للأهل والاصدقاء، لكنه تجاهل تعليقاتهم وقال " عندما أبلغ المائة والعشرين من الذي سيضحك حينئذ؟" (لا أحد من الذين يعرفهم بكل تأكيد ، حيث سيكونون جميعا في توابيتهم) جرت الحياة كما خطط لها الرجل تماما، من التخرج للعمل، ومن الاطفال مرورا بالاحفاد.. الى أن بلغ يوم ميلاده العشرين بعد المائة، حيث اتبعت الأيام مسيرة خطته المحكمة. الا انه يجب القول انه عندما بلغ المائة والعشرين تعب من الحياة والمضي قدما. لكن عندما قدم احفاد احفاد احفاده لزيارته جمعهم بالقرب منه ولوح بأوراقه الصفراء وهز رأسه قائلا " لقد خططت الى العام 120 ولم أخطط الى 121 " !