حتى اللحظة لا يمكن الجزم ما إذا كان المذيع الذكي جدًا بتال القوس قد تورط في قضية (إصبع إيمانا) حينما بث عبر برنامجه (في المرمى) ما قال إنه اعتراف من اللاعب الكاميروني بحقيقة الصورة التي أقامت الإعلام ولم تقعده، وهو ما نفاه اللاعب وناديه الجديد الأهلي الإماراتي. أقول لا يمكن الجزم لأن القوس لوح بأن في كنانته الكثير من السهام التي سيطلقها ردا على الشاتمين والشامتين حين قال في تغريدة له عبر (تويتر): "لمن أطلقوا شتائمهم لا تستعجلوا.. الحلقة المقبلة الاثنين، والاثنين ليس ببعيد.. انتظروا"، وهو تحد كبير من إعلامي لا أرى أن من السهولة بأن يضع مهنيته على المحك. ثمة حلقة لا زالت مفقودة في القضية، فإيمانا وناديه ينفيان أن يكون المؤتمر الصحفي قد أتى على شيء من حكاية الإصبع، بينما بتال يتحدث عن تصريح جرى على هامش المؤتمر وهنا ما قد يجعل الأمور تذهب بعيدا جدا، وأبعد من مجرد إثبات مصداقية. شخصيا، لست مع من يأخذ على بتال فتحه لملف قضية طويت بنفي إيمانا وما قيل عن هروب المصور، فالأمر لا يخلو من مهنية كبيرة، ولو نجح بتال في مهمته الاستقصائية فسيكون كمن جاء بالذئب من ذيله؛ لكنه وحتى اللحظة لم يفعل، بل أراه وضع مهنيته على مكسر عصا. الأعظم من ذلك ليس مهنية بتال فهو ومهما بلغت مكانته الإعلامية ومعه الزميل ظفر الله المؤذن، وهو المراسل الذي يفترض أنه من أتى ب(رأس غليص) فلن تكون بأهمية مهنية مؤسسة إعلامية بحجم (العربية)، لا يمكن أن ترتهن ثقلها الإعلامي لمزاجية مذيع، أو تهور مراسل. القضية الآن أكبر من مجرد إصبع لصورة (ديجتال) قيل ولا زال يقال الكثير عما إذا كانت حقيقية أم مفبركة بالفوتوشوب، لأن من تورط فيها إعلاميون كبار كالقوس والمؤذن، وبرنامج له قيمته، وقناة لها وزنها في فضاء الإعلام، ويكفي أن شعارها الذي تراهن عليه هو "أن تعرف أكثر". حلقة الاثنين التي يترقبها الكثيرون أصبحت شائكة بحيث تعددت أضلاعها ما بين المصور وصحيفته الالكترونية اللذين ينتظران براءتهما، وهما من احتفى بخبر العربية كثيرا وطارا به، ومن حقهما ذلك، وكذلك إيمانا وناديه الإماراتي اللذين دخلا مع بتال معركة كسر عظم، ولا أنسي لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي والتي هي من القضية كالقطب من الرحى، وآخرون دورهم فيها لا يعدو أنهم يريدون جنازة ليشبعوا فيها لطمًا، وقد فعلوا ولكن لم يكن لطمأنة بل أهازيج فرح بالصيد الثمين. وحده نادي الهلال الذي بات لا ناقة ولا جمل له في تلك المعمعة؛ إذ انتهى دوره برحيل إيمانا، بل إن دوره انتهى قبل ذلك حينما حقق مع اللاعب ونفى التهمة، قبل أن يؤكد نفيه في لجنة الانضباط، وبالتالي فأي محاولة لحشر الهلال في القضية التي أعيد فتح ملفها ب (فعل فاعل) لا تعدو سوى تفريغ شحنات احتقان من أناس لم يكف الهلال يوما من تأزيمهم. المحايدون أيضاً لا شأن لهم في القضية الشائكة التي تم تدويلها ما بين الرياض ودبي غير البقاء على المدرج لمشاهدة معركة كسر العظم، وقد قال خبراء المدرجات قديما: (اللي في المدرج يتفرج)، وإنا لمتفرجون!