للعام الثاني على التوالي تحتفل رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت ثاتشر بعيد الميلاد وعطلة رأس السنة لوحدها من دون أن يفكر ابنها مارك أو ابنتها كارول أن يقضيا هذه المناسبة معها ليؤنسا وحشتها في هذه السن المتقدمة(86 عاماً). ولولا القائمة على رعايتها ومديرة منزلها كيت لوجدت "السيدة الحديدية" نفسها وحيدة على مائدة عشاء ليلة عيد الميلاد تجتر ذكرياتها في 10 داونيغ ستريت حينما كان الكل يسعى لارضائها وخطب ودها. فالابن السير مارك ثاتشر الذي قدرت ثروته في وقت ما ب 64 مليون جنيه استرليني، قبل سقوطه في فضيحة لطخت سمعته لدوره في انقلاب غير شرعي في أفريقيا، يقضي عطلة عيد الميلاد للسنة الثانية على التوالي في فندق ساندبايبر الذي تكلف الإقامة فيه 1800 جنية استرليني بالتمام والكمال في الليلة الواحدة تحت شمس البارابادوس وشواطئها الرملية البكر. ويتفاوض الابن حول اقتناء عقار تقدر قيمته بملايين الجنيهات الاسترلينية في الجزيرة ليقضي عطلاته مثل بقية علية القوم من أمثال المغني البريطاني الشهير السير كليف ريتشارد وسيمون كويل الشخصية التلفزيونية والمنتج التلفزيوني البريطاني المثير للجدل. الضعف والهزال أعاقا حركة المرأة الحديدية فكانت مديرة المنزل كيت الساعد والعضد في الشيخوخة أما شقيقته التوأم كارول فهي الأخرى مشغولة بمباهج الحياة واحتسائها قطرة قطرة فهي تستمتع بالتزلج على الجليد في منتجع كلوسترز بسويسرا ومن قبل قضت عطلة العام السابق تحت شمس الجنوب الإيطالي بصحبة اللورد ماكلباين وزير الخزانة في حكومة والدتها وصديقها المقرب. من بقي إذاً إلى جانب الأم العجوز-86 عاماً- التي تعاني من الشيخوخة القاسية التي افقدتها الذاكرة وعدد من الجلطات الدماغية الثانوية التي اعاقت حركتها؟ لا أحد سوى كيت المخلصة. وعلى الرغم من حالة النسيان والتشوش التي تعاني منها ثاتشر إلا أنه من المؤكد أنها تحس بالألم والمرارة لعدم وجود ابنائها حولها في هذه المناسبة العزيزة على قلوب الغربيين. وفي بادرة وفاء نادرة، اتفق الشرطيون الساهرون على أمن وحماية"السيدة الحديدية" على زيارتها في منزلها بمنطقة بلغرافيا الفخمة في لندن وتهنئتها بالعيد. من المفارقات في فيلم"السيدة الحديدية" الذي تلعب فيه الممثلة الأمريكية ميريل ستريب دور ثاتشر(ينتظر بدء عرضه في بريطانيا هذا الأسبوع) ان تكون كارول متواجدة قرب امها في غالب الاحيان غير ان واقع الحال يكذب ذلك. ففي حقيقة الأمر كانت كارول دائماً قريبة من والدها دينس الذي رحل في عام 2003 عن 88 عاماً. ما أقسى الدهر حينما يعقك ويعضك بنابه وما أصدق من قال " قلبي على ابني انفطر وقلب ابني على حجر"!!