الموضوع ذو جذور عميقة في الماضي، وله كتب وأبحاث متعددة، وما زال مترسخا في الذاكرة على نحو كبير، ونراه اليوم يطفو إلى السطح بين فترة وأخرى بفعل الصراعات والحروب التي تنشأ. بطبيعة الحال لم يكن مثل الماضي في شدته وقوته وأساليبه المختلفة، حيث كان في الماضي يعتمد على الأقوال والرايات والشعارات في هذا الصراع، وخير مثال على ذلك «الحروب الصليبية»، وكلها كل ذات طبيعة دينية. لكن في وقتنا الحاضر، لم تكن مثل زخم الماضي، بل تقتصر على اقتباس قول من مرجع ديني. سوف أشير إلى ما صدر على لسان قادة الاحتلال في فلسطين كعبارة «الأسد الصاعد»، التي استُخدمت في الحرب بين إيران وعصابات الاحتلال، وكذلك «عربات جدعون» التي اقتُبست من التوراة، وتُستخدم الآن في إبادة سكان غزة بأبشع جريمة قتل في التاريخ أمام ديمقراطية وحقوق إنسان مزيفة، التي لن تخدم سوى الرجل الأبيض في تحقيق مصالحه، والاستعمار الإمبريالي القديم خير مثال. إن التصريحات اليومية التي تصدر من المستوطنين، من أمثال «ابن جفير» و«سموتريتش»، تبعث على الاشمئزاز والاستفزاز، وهي ذات أصولية متطرفة، فأين الإعلام الغربي من تلك التصريحات المستهجنة؟! والشيء الذي يثير التعجب هو ما يطلقه بعض قادة الاحتلال عن خطر الأصولية الإسلامية، والقول إننا ندافع عن القيم الحرة التي نشاركها معكم أيها الغرب. حقا إن ذلك مثار تعجب. وأحب أن أشير إلى النزاع باكستاني والهندي الأخير، حيث اختارت الهند لعملياتها العسكرية مسمى «سنيدور»، الذي يحمل رمزية دينية، حيث إنه إشارة إلى اللون الأحمر القرمزي الذي تضعه العديد من النساء الهندوسيات على جباهن بعد الزواج. والسؤال الذي يطرح نفسه: لما هذه الاقتباسات أو الرمزية الدينية؟ الإجابة في أن التعصب الإثني والعقائدي جعل من الديمقراطية وحقوق الإنسان مجرد شعارات زائفة أمام العالم.