بلغ الإجرام بمهربي المخدرات إلى هذا الحد من "الوقاحة" و "الغباء" حين عمدوا إلى استخدام الطيران الشراعي في محاولة لتهريب (3) أكياس مملوءة بحبوب مخدرة وزنها (172) كيلو جراماً.. عبر أجواء هجرة "سبهاء" في محافظة رفحاء.. ** ليس هذا فحسب.. ** بل ان العملية تمّت بدرجة كبيرة من التنظيم بحيث شارك فيها (10) أشخاص تسعة منهم سعوديون مع كل أسف.. وساعدتهم على الأرض (4) سيارات حاولت إشغال القوات الأمنية عن تتبع الطائرة الشراعية وهي تحلق في سماء الهجرة.. مما أدى إلى تبادل إطلاق النار بين رجال الأمن وبين هؤلاء المجرمين لقطع الطريق عليهم في تحقيق أهدافهم وإدخال هذه الكمية من المخدرات إلى "البلد" وتدمير عقول الناس بها.. ** وإذا كانت الأجهزة الأمنية المختصة قد أثبتت مجدداً- هذه المرة– أنها على درجة عظيمة من التنبه واليقظة.. وحالت دون وقوع هذه الجريمة.. فإن الأهم من ذلك هو أن يقف المجتمع بأسره.. ضد كل محاولات الإجرام.. وإن تعددت الأساليب والطرق والوسائل التي تعود أن يستخدمها المجرمون مما قد لا يخطر على بال بشر.. ** وإلا فمن كان يتوقع أن يُستخدم هذا النوع من الطيران "السياحي" في مثل هذه العملية الدنيئة؟ ** وإلا فمن كان يفترض أن يكون المجرمون قد توصلوا إلى استخدام هذا النوع من الطيران في التهريب..؟ ** وإذا كانوا قد استخدموه في تهريب هذه الحبوب المخدرة اليوم.. فإنهم قد يستخدمونه في تهريب أسلحة ومتفجرات وغيرها من الأسلحة الفتاكة.. وقد يستخدمونه وغيره لتهريب "القتلة" و "السفاحين" إلى بلادنا.. بهدف استئناف جرائمهم الخطيرة من الداخل بعد أن تمكنت أجهزة الأمن المختصة من تطهير البلاد من الخلايا النائمة.. ومن أكثر أشكال الإجرام التي كانت تتهدد السلامة العامة.. ** وفي الوقت الذي نهنئ فيه قوات الأمن على هذا الإنجاز الجديد ولا نستغربه منها.. فقد أثبتوا على الدوام أنهم يمثلون الحصن الحصين لهذا الوطن وأهله.. فإننا لابد وأن نفتح عيوننا وعقولنا أكثر على كل محاولات المجرمين للنفاذ إلينا.. ** فإذا كانوا قد استخدموا هذه المرة هذا النوع من الطيران في تسريب هذا الكم الكبير من المخدرات إلينا.. فإنهم وبكل تأكيد سوف يفكرون في ألف طريقة وطريق جديدة للوصول إلى المملكة وتحقيق أهدافهم القذرة ضدها.. وضد كل إنسان فيها.. وبالتالي فإننا لابد وأن نفترض الأسوأ.. وأن نكون على درجة كبيرة من اليقظة.. والتخلي عن اللامبالاة.. وحسن النية .. تجاه أي ظاهرة.. أو حالة أو مظهر "مريب" حتى نضمن السلامة لأنفسنا ولوطننا.. ** والله معنا.. وهو القادر على أن يخذل المجرمين.. ويردَّ كيدهم إلى نحورهم.. ** أما نحن المواطنين.. فإن مهمتنا تقتضي التخفف من "الطيبة" و"حسن النية" تجاه كل ما يُعرِّض سلامتنا للخطر.. لأن المجرمين لا يخافون الله.. وهم يعرفون هذه "الطبيعة" فينا.. وسوف يحاولون استغلالها إلى أبعد الحدود ويحولونها إلى "غفلة" قد ندفع ثمنها غالياً لا سمح الله.،،، *** ضمير مستتر [** تتنوع طرق وأساليب الإجرام.. لكنها تُحبط بتزايد الوعي بيننا.. واليقظة تجاه كل ما يدور من حولنا ]