قبل فترة قررت أن لا أكتب أي موضوع جديد عن السفارات لأن الوضع لم يتغير كثيراً رغم كل ما كتبه الكتاب والإخوان الصحفيون وما زلنا نقرأ كل يوم عن تبريرات ووعود! لكن ما دفعني لإنهاء مقاطعتي لهذا الموضوع كان حدث جديد سأتطرق إليه لاحقاً. كما هي العادة وكما توقعنا حدثت حملة صحفية غربية على السعودية وهذا ليس بمستغرب وإن كانت متأخرة قليلا عن وقتها والأسباب خلفها معروفة للغاية خصوصا الموقف القوي للسعودية من إعلان الدولة الفلسطينية . لكن المراقب الجيد للإعلام الغربي ووسائل الميديا الغربية سيتضح له النسق المميز للحملات الغربية فكلها تركز حول عدة نقاط أنهكت من كثرة طرحها وإعادتها .لكن تستوقفك بعض الملاحظات التي أقل ما يقال عنها أنها مضحكة أو كوميدية إن شئنا! في احدى الحملات يقول أحدهم إن السعودية يجب أن تشتري الغذاء لشعبها ! فيبدو أن السيد مزج بيننا وبين الصومال ومعلوماته الجغرافية مضروبة فأراد أن يركب الموجة دون أن يعلم !على العموم لم نكن نريد من سفارتنا ردا سياسيا بقدر ما كان تصحيحا لمعلوماته الجغرافية والتي سيتضح للعموم جهله المركب بما يقول! موقف آخر أحدهم كتب موضوعا عن احد الشخصيات السياسية السعودية ووضع صورة لشخص آخر ! هذا يدل أن كاتب المقال حتى لا يعرف هيئة الشخص الذي كتب عنه المقال !مثال آخر في حملة سابقة شن احدهم هجوما على السعودية وقال إنها تهاجم إحدى مناطقها وهي البحرين ولم يكن يعرف أن البحرين دولة أخرى !فان دل فإنما يدل أنه بعيد كل البعد عما يدور في المنطقة . للأسف فالبرغم من بساطة الرد على هؤلاء وغيرهم لم أرَ أي تحرك لتبيان الحقائق من سفارتنا في الخارج بل هي في سبات إعلامي إلا إذا استثنينا القليل ! هناك أشياء كبيرة قدمتها المملكة للعالم ولكن لم تأخذ حقها من التغطية الإعلامية وجزء من الخطأ يقع علينا كمثال. قد لا يعلم الكثيرون أن سعر النفط منذ عام 1950 إلى الان لم يتغير ! تبدو معلومة غريبة لكنها صحيحة فسعر برميل النفط كان عام 1950 غرامين ونصفاً من الذهب والآن سعر برميل النفط غرامين ونصف من الذهب الذي تغير هو فقط هو قوة شراء الدولار ضعفت بسب التضخم ! السؤال هو من حافظ على الاقتصاد العالمي كل هذه السنين؟ من حافظ على أسعار السوق حتى لا تضر المستهلك أو المصدر ؟فلولا سياسة السعودية المتزنة لكانت الأسعار حاليا أضعاف ما هي عليه! لكن للأسف الغربيون يأخذون الأمر ببساطة لأنهم لم يتعبوا فيه ولو كنا نقوم بتذكيرهم فيه بشكل مستمر لتذكروا قيمة ما نفعله للعالم فعلاقات الدول لاتحكمها المجالات ! من هي أكثر دولة في العالم تتبرع لمساعدة الآخرين إذا قارنا نسبة التبرع للدخل القومي فإننا سنرى أن المملكة هي الدولة الأولى متقدمة عمّن سواها بأضعاف المرات .نحن مستعدون لذكر عشرات الأشياء التي خدمت فيها السعودية العالم ككل وتذكير الغربيين بها لكن للأسف لم تكن التغطية الصحيفة كما نأمل بسب عدم وجود سياسة إعلامية نشطة من سفارتنا أين صحف العالم من المركز الجديد لمكافحة الإرهاب في الأممالمتحدة الذي تبرعت به السعودية! الآن نرجع لسبب كتابة هذا المقال لقد قرأت مؤخرا مقالاً لكاتب غربي كتب مقالاً عن السعودية مر مرور الكرام على سفارتنا !لو كتب نفس المقال كاتب سعودي لطالبت سفارة تلك الدولة بمحاكمته بتهمة الإرهاب! إن الصديد الذي خرج من فم ذلك الكاتب يجب أن لا يمر دون محاسبة !نحن نعرف الصحافة الغربية وحريتها لكن ما تكلم به الشخص يتجاوز حرية الصحافة ولو علم انه سيحاسب ويسأل عما قال لما تجرأ على ذلك ولو انه قال 10% مما قال عن إسرائيل لاتّهم الآن بمعاداة السامية وقوطع وطرد من وظيفته ولرفعت عدة قضايا ضده ! لكن اغلب الإعلام الغربي أصبح يعرف سياسة السكوت وعدم التعليق لسفارتنا ! لو قمنا بالمطالبة بحقوقنا ورفع القضايا كما يفعل غيرنا ومخاطبة الإعلام الغربي بأدواته فإننا سنتعب في البداية قليلا لكن سنرتاح بعدها كثيرا لأننا سنضع حدا للتعديات غير المقبولة !أنا لا أطالب بتكميم أفواه الإعلام الحر فهو جزء من الحضارة الغربية لكن أطالب بان يكون تعامله معنا بموضوعية . أليس من الأفضل وضع سياسة إعلامية خارجية تراعي وتدافع عن مصالحنا وتظهر الوجه الحقيقي للمملكة بدل الرد الشهير من سفارتنا (لا تعليق)!