وجدت نفسي أتخيل أن طاقة عجيبة لحياتي فتحت، طاقة لكل شيء يمر أمامي ألمس الناس والأحداث حيث تبدو مسموعة عنفوان الحركة وعنفوان الموقف، منذ كنت صغيرة أعابث الريح والتراب، وأملأ أكفي بقطرات المطر..، منذ فقهت الحياة، ورائحة الطين والمبتل، وطباخ الرطب، وانتظار الرطب الجني.. الطاقة فتحت على أشياء كثيرة في حياتي مرت منذ زمن أحداث راسخة في الذاكرة، أحداث لا أملك إلا ان ابتسم لها، وربما تضحكني، ركضة خوف من رؤية مدرسة، وحتى تاريخه لا أدري لماذا كانت المدرسات يسببن لنا رعبا.. أحداث استعرضها الشريط من خلال النافذة.. اشخاص مروا احببتهم كثيرا وعشت معهم سنوات الطفولة لعبنا وضحكنا وبكينا وتقاسمنا الببسي أو الحلاوة. وأحيانا الصغائر، تلك الكذبات الصغيرة وتلك المؤامرات التي لا تبدأ إلا ويفضح أمرها ومن ثم ننال عقابها. هذه الطاقة تمر من خلالها أحداث نتمنى ان تمحى فلا تظهر لكنها تفرض نفسها كصدمات الكهرباء الفجائية أحيانا او كلسعات نار، ربما تكون قوية جدا، لدرجة أنها تعود لتعشش خاصة تلك الأحداث التي نفقد أشخاصا نحبهم فتأتي حاضرة لتعيد ثقب القلوب المنهكة اصلا.. تمر أيامنا، أيام ضحكنا بها كثيرا، وتأتي أيام لها مرارتها لتنتشر في عواطفنا كشرارات جمر صغيرة لا تلبث أن تستشري.. هنا لابد من التعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ومن نفسنا، لنعود للبسمة كرة اخرى.. ماذا لو منحنا الله فرصة إحضار واحد من ماضينا ممن فقدناهم، من كانوا كدقة القلب وكتردد النفس، وكنسمة الربيع في صيف متجمر. كم من الأوجه ستكون أمامنا، لكن وجه واحد او وجهين سيكونان هما الحصيلة التي نقف عندها، نطالعهما، ويدق القلب دقاته أيهما نختار وكل منهما له حب لا يقل عن الآخر لكني شخصيا سأفكر بأمي التي فقدناها وهي شابة، وسألتقطها من خلال الطاقة، لألصقها قلبي وأحكي لها أيامي، فرحي الكثير نجاحاتي وحبي وبيتي وأطفالي الذين أصبح لديهم أطفال، سأخبئ! عنها الكثير مما تألمت منه وحرائق ديار المسلمين عربا وغير عرب.. لن أدعها ترى البنادق توجه لرؤوس الإخوة.. سأمنعها من رؤية الأخبار.. ومن ملاحظة العري في كل شيء السياسة والأخلاق والنفاق والتباهي به.. أشتاقها كثيرا ونبضة قلبها ورائحة البخور والعود، لكني أخاف عليها صدمة الألم والعودة للموت مرات في كل لحظة اخشى عليها ألما أكثر من المي لفراقها، احبها ولكني سأرأف بها مما حولنا، فانا أعرفها كما كل الأمهات، هناك أمور لا يمكن تجاوزها وخطوط وحواجز مادية ومعنوية ممنوع العبث فيها.. ما بين الطاقة المفتوحة والطاقة المتخيلة طاقة الحاضر والطاقة التي تأخذنا للماضي وللأحباب هناك بون كبير وهناك شيء أكبر منا نحن الذين عايشناها، عايشنا كسر كل قوارير الطيب، ولم يبق غير رائحة الخبث، لذا لابد من غلق طاقة الماضي، وللابد من ترك فكرة إحضار حبيب من الماضي ليعيش معنا اللحظات هذه والزمن هذا.. سنبقى نشتاق أمهاتنا وآباءنا، لكن نريد أن ندعهم بسلام عند الله يرأف بهم ويرحمهم مما نشاهد، ربما هناك من دعا دعوة ضدنا، ام ترى هو دعاء المنابر انقلب علينا فأصبح هناك من يخربون أوطانهم بأيديهم، وييتم أطفالنا وتترمل نساؤنا.. والكل ضد الكل، وبالتالي كل ضد نفسه.. نوما هانئا لأحبتنا الذين مضوا، ورحمة ألف رحمة يا رب بكل مسلم.. ويا رب طاقة حب ورحمة من لدنك، تفتح مجددا أبواب الحياة للآمال المعلقة.