ترقب ووله واشتياق وحب عارم. للقاء الشعب.. بقائده قائد التنمية وملك القلوب عبدالله الإنسان الذي تمايزت علاقته الحميمية بمواطنيه إلى حد الحب الصادق. يبقى السؤال بلا جواب محفوراً في الذاكرة الحية والواعية في إلحاح الرؤية في ذلك الاحساس العفوي لرجل الشارع البسيط. وقد انفجر في أعماقه بركان «الحب» المتأصل وبلا مقدمات لمليكه وهو يدعو له بفرط من الوعي المسؤول بأن يعود إلى أرض الوطن سالماً معافى، وأن يمد في عمره لأنه النبض الحي للجسد الواحد الذي تتمثل فيه وحدة الوطن في أروع صوره، كيف لا؟!! وقد انتهج معنا كمواطنين مبدأ الشراكة في الهدف والمصير الواحد وقد أعطى من شراكته لنا الكثير من «المنجز» الماثل وهو بيننا ومعنا في فكره ونبضه وحسه وجسده، فكانت ولازالت «أبوته» لشعبه طاغية على سلطته كملك ولا يرى نفسه إلا مواطناً يفخر بمواطنته ذلك هو المبدأ الذي رسمه - أيده الله - بقوله: «انني واحد منكم أفخر بمواطنتي ومشاركتي لكم فما أنا إلا مواطن قبل كل شيء، فكلنا شركاء في الهدف والمصير، وعلى الشريك أن يعطي الشراكة حقها، وذلك يكمن في الكلمة الصادقة والعمل المخلص، فبناء الأمم مرهون بمفاهيم الوطنية بكل أشكالها وصورها. وعبدالله بن عبدالعزيز.. جعل له رصيداً هائلاً من كم الأعمال والمواقف ولازال يحمل في صدره أملاً لا يتوانى، وعزماً نافذاً لا يلين، وإرادة حية لا تكل، دافعها فطرة رشيدة.. ووضوح هدف.. وصدق توجه وهو صاحب رؤية سباقة تدرك وتعي متغيرات العصر ومتطلبات الثورة المعلوماتية الشعب أحب عبدالله الإنسان الذي نزل إلى «المواطن» في نزله وسوقه وواقعه واندمج معه من منظور اجتماعي وارف الظل ليرسم رؤية واقعية بناءة بدأنا نلمس تجلياتها ونتائجها. عبدالله بن عبدالعزيز هو الذي وجه في تعديل مسار اتجاه طائرته من باريس إلى مطار جازان ليقف متفقداً ابناءه ومواطنيه فرداً فرداً اثناء انتشار وباء الحمى المتصدع ولم يسمح لنفسه حتى ان يلبس الكمام الواقي وهو يردد «الحامي هو الله»؟! عبدالله بن عبدالعزيز.. ابكته طفلة صغيرة أثارت في أعماق نفسه شجن العاطفة والرحمة والابوة الحانية. عبدالله بن عبدالعزيز.. الذي أوقف موكبه ليستمع إلى المواطنة المسنة بكل اريحية ليوجه على الفور بقضاء حاجتها. عبدالله بن عبدالعزيز.. الذي زهد بكل الألقاب ذات التبجيل والإجلال ليتخذ له لقباً زاده الله به رفعة وشرفاً وعده «مفخرة» ألا وهو لقب خادم الحرمين الشريفين والذي ترجمه إلى حزمة من المنجزات الجبارة غير المسبوقة في تاريخ الحرمين الشريفين في عهده. عبدالله بن عبدالعزيز.. رجل الاصلاح والبناء والذي اتسم عهده بالقرارات الفاعلة في بناء وتطوير أنظمة الدولة السعودية. عبدالله بن عبدالعزيز.. الفارس العربي الذي يتصدر الآن في هذه اللحظات المصيرية للتحديات ويحمل على عاتقه عبء قيادة هذه الأمة بحمله للهم القومي وعمله الدؤوب من أجل ادارة وإسلامية واحدة تدعم قضايا الأمة، وتصنع المنطقة على أبواب فجر جديد. عبدالله بن عبدالعزيز وشعبه تجذر لحمة ووحدة هدف قائمة على صدق الولاء المتأصل على اجتماع الكلمة والطاعة والالفة والمحبة وليس في ذلك تقليد أو عقد متوارث؟! إنما هي تعاليم الشرع الحنيف. اننا بحاجة اليوم إلى ترسيخ مفهوم الحب لدى الناشئة لقادتنا وولاة أمورنا ليس بتدريس مادة أو منهج دراسي نظري فيما يعرف بمادة «التربية الوطنية»؟!! إنما عبر رسائل تربوية سلوكية معززة ذات أثر مفيد ونافع في ربط «المنجز» الذي يلمسه في الكم الهائل من المقدرات والمكتسبات التي يتلمسها ويتعامل معها في البيت والمدرسة والشارع وهنا يتأكد دور الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات بأسلوب شائق وحوار متفتح يحمل أجمل بنود صورتنا الوحدوية من الداخل بذلك التلاقي الواعي والمسؤول بين النشء وقيادته إلى أبعد من حمل الصورة والعلم إلى حمل فكر واع ومتجذر وبتدرج وحب قانع ومنتج ليكون في المستقبل القريب عضواً نافعاً وصالحاً في بناء مجتمعه ووطنه الكبير، وهؤلاء النشء من ابنائنا هم الاستثمار الحقيقي الذي أراده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - وهم أمله الواعد القريب الذي يرقبه ويتطلع إليه في رؤيته وفكره ورسالته ورعايته ودعمه اللامحدود. ولابد لنا جميعاً ان نرسخ في أذهان النشء الانصهار في بوتقة الوطن الواحد الذي تنصهر بخارطته التعصب للمناطقية والاقليمية الضيقة إلى رحاب الوطن الواسع بكل أطيافه وثقافاته الواسعة.