ضمن مناشط نادي القصيم الأدبي المنبرية أقيمت محاضرة بعنوان « الشعر الجاهلي وجمالية تلقي النص الأدبي » ألقاها الناقد التونسي الأستاذ الدكتور صالح بن الهادي رمضان أستاذ الأدب والنقد في قسم الأدب بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض ، وذلك في مساء يوم الثلاثاء الماضي، وقدم الأستاذ ياسر الدوسري الذي أدار المحاضرة في البداية نبذة مختصرة عن الضيف أوضح فيها مشواره التعليمي والعملي ونتاجه العلمي ، بعدها استهل الدكتور صالح رمضان المحاضرة ببيان أنه يمكن في الوقت الحاضر للمؤرخ الأدبي أن يعيد قراءة ما كتبه المتحدثون عن الشعر القديم من زوايا متنوعة أهمها البنيوية الضيقة والأسلوبية والبنية الشفوية. واختار الدكتور بن الهادي زاوية جمالية التلقي بالعودة إلى التراث القديم لكي يقوم بدراسة هذه الظاهرة ورفع اللبس عنها من خلال بعض المفاهيم التي أطلق على أولها أنه فلسفي وهو مفهوم الجمالية وعرف بالأخطاء التي يقع فيها المترجمون حول هذا المفهوم، مشيراً إلى أن غالب هلسا ارتكب خطأ علمياً فادحاً عندما ترجم كتاب غاستون باشلار ( شعرية المكان ) إلى ( جمالية المكان ) ، كما شرح المحاضر الفروقات التي يراها بين الغرض والموضوع والمعنى ، ذاكراً بأن كثيراً من الدراسات خلطت بين هذه المفاهيم. وواصل الدكتور صالح بن الهادي سرد باقي المفاهيم التي تركزت في جنس القصيد والغرض والأعمال القولية الغالبة عليه من خلال أساليب التوكيد والإنشاء كذلك في صلة جنس القصيد بالمعنى. وختم الدكتور بن الهادي رمضان محاضرته بالتأكيد على أن جنس القصيد يبنى على الغرض بما هو قوة لا قولية ، وأكد أيضاً على أن تلقي القدامى للقصيد يتجه إلى جمالية الغرض ، كما أن للقصيد قيمة تداولية عالية تظهر في نظام الأغراض والغرض قوة ناظمة للمعاني ، كما بيّن أن الوحدة العضوية مفهوم عقيم غير صالح للتطبيق على النص العربي. ثم فتح مدير الأمسية باب المداخلات التي شارك فيها الدكتور حمد السويلم والدكتور سعيد شوقي والدكتور السيد حسونة والدكتور فرج مندور والأستاذ خالد الرفاعي وآخرون، وناقش المداخلون بعض الأفكار التي طرحها المحاضر، مركّزين على عدم دلالة العنوان بشكل دقيق على ما طرحه المحاضر خلال المحاضرة.