سلمان بن سلطان يرعى حفل تخرّج طلاب وطالبات البرامج الصحية بتجمع المدينة المنورة الصحي    وزير الداخلية يعزي الشريف في وفاة والدته    عسير.. وجهة سياحة أولى للسعوديين والمقيمين    "الغذاء " تعلق تعيين جهة تقويم مطابقة لعدم التزامها بالأنظمة    الثلاثاء المقبل.. رفع نسبة استقطاع التقاعد للموظفين الجدد    الخارجية الإيرانية: منشآتنا النووية تعرضت لأضرار جسيمة    تصاعد المعارك بين الجيش و«الدعم».. السودان.. مناطق إستراتيجية تتحول لبؤر اشتباك    غروسي: عودة المفتشين لمنشآت إيران النووية ضرورية    في جولة الحسم الأخيرة بدور المجموعات لمونديال الأندية.. الهلال يسعى للتأهل أمام باتشوكا    في ربع نهائي الكأس الذهبية.. الأخضر يواصل تحضيراته لمواجهة نظيره المكسيكي    النصر يفسخ عقد مدربه الإيطالي بيولي    أسرة الزواوي تستقبل التعازي في فقيدتهم مريم    بحضور مسؤولين وقناصل.. آل عيد وآل الشاعر يحتفلون بعقد قران سلمان    طقس حار و غبار على معظم مناطق المملكة    الجوازات: جاهزية تامة لاستقبال المعتمرين    حامد مطاوع..رئيس تحرير الندوة في عصرها الذهبي..    تخريج أول دفعة من "برنامج التصحيح اللغوي"    ما يسوي بصلة… مع الاعتذار للبصل    استشاري: المورينجا لا تعالج الضغط ولا الكوليسترول    "التخصصات الصحية": إعلان نتائج برامج البورد السعودي    مؤتمر صحفي يكشف ملامح نسخة تحدي البقاء لأيتام المملكة    الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين تنهي استبدال كسوة الكعبة    «الظبي الجفول».. رمز الصحراء وملهم الشعراء    الإبداع السعودي يتجلى في «سيلفريدجز» بلندن    الهلال يصل ناشفيل وكوليبالي يحذر باتشوكا    اعتماد روزنامة الموسم الرياضي لرابطة الهواة    رخصة القيادة وأهميتها    أوكرانيا: 19 قتيلاً في ضربات روسية.. ومساعدات هولندية لصناعة المسيرات    المملكة حضور دولي ودبلوماسية مؤثرة    توقيف قائد «داعش» في لبنان    صوت الحكمة    صيف المملكة 2025.. نهضة ثقافية في كل زاوية    بكين تحذّر من تصاعد توترات التجارة العالمية    مهندس الرؤية وطموحات تعانق السماء    مرور العام    جبر الخواطر.. عطاءٌ خفيّ وأثرٌ لا يُنسى    القطاع غير الربحي في رؤية 2030    الجوعى يقتلون في غزة.. 94 شهيداً    دورتموند يكسب أولسان ويتصدر مجموعته بمونديال الأندية    «الشورى» يطالب بخفض تذاكر طيران كبار السن والمرابطين    نائب أمير منطقة مكة يستقبل القنصل البريطاني    أمير تبوك يستقبل مدير فرع وزارة الصحة بالمنطقة والمدير التنفيذي لهيئة الصحة العامة بالقطاع الشمالي    وزير البلديات والإسكان يتفقد مشاريع استثمارية نوعية في الشرقية    من أعلام جازان.. الشيخ الدكتور علي بن محمد عطيف    رئيس جامعة أم القرى يترأس الجلسة العاشرة لمجلس الجامعة للعام الجامعي 1446ه    بنفيكا يكسب البايرن ويتأهلان لثمن نهائي مونديال الأندية    النفط يتراجع بعد يوم من التصعيد وإنهاء الحرب    أمير الجوف يبحث تحديات المشروعات والخدمات    أقوى كاميرا تكتشف الكون    انحسار السحب يهدد المناخ    الجوز.. حبة واحدة تحمي قلبك    الميتوكوندريا مفتاح علاج الورم الميلانيني    استشارية: 40% من حالات تأخر الإنجاب سببها الزوج    تسجيل محمية عروق بني معارض في القائمة الخضراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة    أمير تبوك يطلع على تقرير أعمال فرع وزارة التجارة بالمنطقة    الرواشين.. ملامح من الإرث المدني وفن العمارة السعودية الأصيلة    جامعة أم القرى توقّع مذكرة تفاهم مع هيئة جامعة كامبردج لتعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي في تعليم اللغة الإنجليزية    الهيئة الملكية تطلق حملة "مكة إرث حي" لإبراز القيمة الحضارية والتاريخية للعاصمة المقدسة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.الشمري: أصبحنا نملك علاجاً لأمراض الدم الوراثية والقلب والقرنية
ثورة العلاج بالخلايا الجذعية توفر «قطع غيار بشرية» للأعضاء التالفة أو المتليفة
نشر في الرياض يوم 02 - 11 - 2010

لم يكن أكثر العلماء والأطباء تفاؤلاً يحلم بيوم تتوفر فيه «قطع غيار بشرية» تحل مكان تلك الأعضاء التالفة أو المتليفة، لكن هذا هو الواقع الآن بحسب «د.صفوق الشمري» جراح القلب والباحث في مجال العلاج بالخلايا الجذعية بجامعة «أوساكا» في اليابان.
عندما كان «د.صفوق» يتحدث عن الخلايا الجذعية بدا غاية في التفاؤل والحماس والحزن في نفس الوقت، كان تفاؤله منطقياً وهو القريب من آخر التطورات في هذا المجال، إذ يعمل حالياً مع أكبر العلماء المتخصصين في مجال الخلايا الجذعية في اليابان، كان متحمساً وهو يتحدث عن المعجزة الجديدة وما ستقدمه للبشرية من إنهاء لمعاناتهم مع أمراض نهشت الكثير من البشر، ك»مرض السكر» الذي يعاني منه الملايين حول العالم، و»الزهايمر» و»الشلل النصفي»، وأمراض الدم ك»الأنيميا المنجلية»، بالإضافة إلى خمسين مرضاً آخر.
وكان «د.صفوق» حزيناً لأننا في المملكة لازلنا ندفع المليارات على علاج أمراض رغم أنه بات من الممكن القضاء عليها، وإنهاء معاناة المرضى، بل وتوفير الملايين لو اتخذنا خطوات جادة نحو تأسيس مركز للعلاج بالخلايا الجذعية في المملكة، والتي يعرفها الأطباء ب» الخلايا الاساسية التي تتكون منها بقية الأعضاء، والتي لها القدرة على التحول والتخصص إلى أي نوع آخر من الأنسجة يحتاجها الجسم» هو معجزة طبية بكل المقاييس تهدد بانقراض عدد من الأمراض التي لطالما أنهكت ملايين الأجساد، وأرهقت اقتصاديات كثير من الدول.
عبر الحوار يشرح «د.صفوق الشمري» بالتفصيل تلك المعجزة وكيف ستغير تكنيك الحرب التقليدية على الأمراض نحو مجالات أكثر ثورية وشراسة، الحوار يتناول أيضاً ملابسات إيقاف مشروعات البحث العلمي في مجال الخلايا الجذعية، وتورط شركات الأدوية في إيقاف مثل تلك البحوث، التي من المفترض أن تهدد كياناتها في المستقبل، وغيرها من القضايا المتعلقة بالعلاج بالخلايا الجذعية، وإليكم نص الحوار:
شركات الأدوية متورطة في تعطيل أبحاث الخلايا الجذعية خوفاً من فقدان زبائنها
معجزة بشرية
* حينما وُصفت انجازات أبحاث الخلايا الجذعية بأنها "معجزة" وبأنها ستمكن الأطباء من توفير "قطع غيار بشرية"، هل ترون بأن هذا التعبير مبالغ فيه؟.
- أبداً ليست مبالغة، هي بالفعل معجزة بشرية وضعها الخالق للانسان ليتدبر بها، ومسألة وجود ما يسمى قطع غيار بشرية فهذا موجود بالفعل، أُعطيك مثال: قرنية العين نحن الآن لا نحتاج إلى متبرعين لزراعة القرنيات، بل نقوم بعملها من نفس جسم الشخص، هذه إضافة جديدة لنا، وأعتقد أنتم تعرفون موضوع الأنسجة القلبية الذي نشرتم عنه سابقاً، وها نحن في "أوساكا" بدأنا بعضوين ومستقبلاً نطمح لأكثر من ذلك.
أمراض منتشرة
* عندما يكون الحديث عن الخلايا الجذعية ينحصر التركيز غالباً على "مرض السكر" و"أمراض القلب"، ماذا عن الأمراض الأخرى مثل "الشلل الرعاش" أو "الفشل الكلوي" مثلاً؟.
- "السكر" و"القلب" أمراض منتشرة بكثرة، وهي تشكل النسبة الكبرى من المشاكل الصحية في العالم، وأيضاً النجاحات فيها أصبحت ظاهرة للعيان، لكن هذا لا يمنع من القول من أن الخلايا الجذعية تقدمت في الأمراض الأخرى، بل نستطيع القول إن الأمل بالشفاء بإذن الله تعالى سيكون معقوداً على الخلايا الجذعية في شفاء أمراض "الأعصاب" و"الحبل الشوكي" و"الكبد" وأمراض "الدم الوراثية" وغيرها.
قسم السرطانات
* ماذا عن علاج السرطانات؟.
- هناك قسم خاص في أبحاث الخلايا الجذعية يسمى قسم السرطانات، هذا بالإضافه إلى "العلاج الجيني"، والتقدم في هذا المجال يمشي بخطى حثيثة، فلدينا قسم بالجامعة متخصص فقط في ذلك.
تقنية مكلفة
* العلاج بالخلايا الجذعية - في حال بدأ انتشار العمل به - هل سيكون حكراً على الأثرياء والمقتدرين؟.
- أي تقنية طبية في العالم تبدأ غالية بسب تكلفة الأبحاث التي وضعت فيها، لكن مع الوقت تصبح التكلفة عادية، فقط للعلم تقنية زراعة الأنسجة القلبية تزيد قليلاً عن تكلفة جراحات القلب في اليابان، لأننا في الجامعة نحاول مساعدة المرضى قدر الإمكان.
أشهر أطباء اليابان أبدوا استعدادهم لمساعدة المملكة في إنشاء مركز وطني للعلاج
التحكم في السوق
* ذكرتم في إحدى المناسبات بأنه يجب التحكم بدخول الخلايا الجذعية بشكل تدريجي للأسواق الطبية، لماذا؟.
- حتى لا يتم استغلالها بصوره تجارية من أُناس يسيئون استخدامها، أعطيك مثالا لذلك: الصديق "د.ياماناكا" اكتشف خلايا (أي بي اس) ويعد هذا أحد اكبر الانجازات في القرن، لأنه يعني كسر إحدى المسلمات التي كانت موجودة في العالم، وهي إعادة الزمن للوراء على مستوى الخلية، فتقنية ال"اي بي اس" تعتمد على نظرية العودة بالزمن إلى الوراء وهو ما كان من المستحيلات، والعملية ببساطة تقوم على تحضير خلية ناضجة عمرها 50 سنة مثلاً من الشخص نفسه الذي يبلغ العمر نفسه، ونعيد برمجة جيناتها لتصبح خلية جذعية مثل التي عمرها أيام فقط، وبذلك تكون العملية قد تحاشت إحدى عيوب الاستنساخ، حيث وجد العلماء أنهم عندما استنسخوا الحيوانات، أن المولودة كانت تحمل علامات الهرم، وتحمل أمراض المفاصل، لأنها كانت مأخوذة من حيوانات كبيرة، أعود الى مخاوف العشوائية في دخول هذه التقنية للأسواق الطبية، فبعد اكتشاف ال"اي بي اس" واعادة الزمن إلى الوراء للخلايا، نخشى أن يستغل الوضع بالاستنساخ هذا مثال واحد، المثال الآخر نحن متخوفون من أن تصبح بعد سنوات مسألة زراعة الأعضاء عشوائية وأشبه ما تكون ب"التبضع" في سوق تجاري، بحيث يقوم الأغنياء بطلب تغيير أعضائهم كل فترة، وللأسف الآن بدأت ظواهر وجود مراكز تجارية بحتة للعلاج بالخلايا الجذعية.
مسيرة الأبحاث
* بحوث الخلايا الجذعية عام 2001 شهدت توقفا وعرقلة إبان فترة حكم الرئيس "بوش"، إلى أي مدى أثر ذلك على مسيرة الأبحاث؟.
- أعتقد أنها أثرت على أمريكا فقط وليس على العالم، من المعروف أن أمريكا بدون منازع هي سيدة الطب، لكن لو تلاحظ المجال الوحيد الذي تتأخر فيه أمريكا عن العالم هو الخلايا الجذعية، رغم ذلك أتوقع أنه خلال فترة قصيرة ستلحق بالركب، بعد أن رفع "أوباما" الحظر عن تمويل الخلايا الجذعية، أما بقية العالم فاعتقد أنهم قطعوا خطوات لا يستهان بها خصوصا اليابان وبريطانيا وأيضاً فرنسا.
شركات الأدوية
* ماذا عن الإدعاءات التي ترى بأن عرقلة بحوث الخلايا الجذعية بسبب ضغوط شركات الأدوية، على اعتبار أن نجاح هذه البحوث يهدد كياناتها ووجودها وبالتالي إفلاسها؟.
- لنكن صريحين إن نجاح العلاج بالخلايا الجذعية يعني نهاية كثير من الأدوية التي تستخدم بشكل يومي، و"مرض السكر" و"علاج الأنسولين" خير مثال لذلك، فلو عولج الشخص بالخلايا الجذعية، فهذا يعني أن تخسر شركات "الأنسولين" زبون يومي دائم مدى الحياة، وهناك كيانات ضخمة في العالم وتجارة بمئات المليارات لأدوية "السكر" و"القلب"، وهو ما يبرر قلق امبراطوريات الأدوية من انتشار العلاج بالخلايا الجذعية.
أهم اكتشافين
* اليابان لها تجربة رائدة في مجال أبحاث الخلايا الجذعية، الى أي مدى حققت اليابان نجاحات في هذا المجال من واقع عملكم هناك؟، وهل تلك الأبحاث ممولة من الحكومة اليابانية؟، وهل ترون بأن اليابان لا تعاني من ضغوط شركات الأدوية كما هو الحال في امريكا؟.
د.ياماناكا اكتشف «آي بي اس» التي مكنتنا من إعادة الزمن للوراء على مستوى الخلية
- اليابان كما تعلمون لديها مشكلة في مسائل زراعة الأعضاء، لأسباب معينة، لذلك الحل هو إيجاد طريقة بديلة لعلاج هذا النقص، فالحكومة مولت مشروعاتنا البحثية بوفره، وبطبيعة الحال هذه المشروعات تكاليفها غالية جداً، لكن كانت ثمرة ذلك أهم اكتشافين في مجال الخلايا الجذعية في العالم خلال السنوات الأخيرة، وهي الأغشية المتراصة لتكوين أنسجة القلب، وخلايا ال "اي بي اس"، فأصبحنا نأخذ خلايا الجلد ونحولها إلى خلايا جذعية، وهو مصدر كبير بعد أن كان استخراج الخلايا الجذعية يتم بصعوبة .
أما النجاح في مجال علاج "الفشل القلبي" كان ممتازاً، وحقق نتائج طيبة، وأيضاً تصنيع القرنيات وزراعتها من نفس الشخص، فلا يحتاج الشخص لاستخدام علاجات خفض المناعة كما كان سابقاً عندما يحصل على قرنيات من متبرعين آخرين، بسبب رفض الجسم لكل ما ليس منه.
بريطانيا والنجاح
*هل هنالك دول أخرى تحقق نجاحات في مجال هذه الأبحاث؟.
- بريطانيا حققت نتائج جيدة على الصعيد البحثي، ولكن لم تصل إلى مرحلة التطبيق على البشر بعد.
ضرورة ملحة
* ماذا عن المملكة، طالبتم أكثر من مرة بإنشاء مركز سعودي للخلايا الجذعية، إلى أي مدى ترون جدوى هذا المركز في علاج المرضى لدينا؟، وإلى أي مدى أيضاً سيوفر مثل هذا المركز مصروفات مادية إذا ما قورنت بطرق العلاج التقليدية لأمراض تستنزف الوطن بشكل دائم ك"مرض السكر"؟.
- وجود مركز وطني متقدم للعلاج بالخلايا الجذعية والجينات أصبح ضرورة ملحة للغاية، فالأمراض المزمنة تستنزف الكثير من ميزانية الدولة ومن الجهود المستنزفة، لو ذهبت إلى أي مستشفى ستجد أغلب المنومين إما "أمراض قلب" أو إحدى مضاعفات "مرض السكر"، بالإضافة إلى فئة أُخرى يجب التركيز عليها ومعالجتها، وهم مرضى "أمراض الدم الوراثية" ك"الانيميا المنجلية" و"الثلاسيميا" يوجد عشرات الآلالف منهم، وهم يحتاجون الى عناية صحية مستمرة، ومع العلاج الجيني الذي حقق اختراقات مهمة في علاج أمراض الدم الوراثية، أصبح بالإمكان علاج أغلبهم والقضاء على معاناتهم، أما المراكز الموجودة للخلايا الجذعية في المملكة حالياً، فمازالت في بداياتها، وأتمنى لها التوفيق، لكن ما نحتاجه هو مركز على مستوى عالمي يعالج مشاكلنا الصحية، والحق يقال أنني عندما أناقش كبار العلماء في العالم في مجال الخلايا الجذعية حول مدى استعدادهم للتعاون مع مركز أبحاث سعودي عالمي، يرحبون بالفكرة ويساندونها، وهذا يرجع إلى مكانة المملكة الدولية وسمعتها في مجال خدمة الانسان.
الاستغلال التجاري
* هنالك مجموعة من العيادات التي بدأت بالفعل العلاج بالخلايا الجذعية ك"عيادة الخلايا الجذعية" في "باناما" وعيادة "اكسيل" في ألمانيا، هل هذه العيادات وغيرها عيادات شرعية؟، وهل تنصحون بها أم أن الوقت لازال مبكرا؟.
- حتى أكون صادقاً، أنا دائماً أنصح بالمراكز التي تكون تابعة لجامعات عالمية مرموقة، حتى نتجنب الاستغلال التجاري، والمراكز العالمية التي فعلاً تقدم علاجا علميا حقيقيا للأسف أقل من عدد أصابع اليد الواحدة.
بداية العلاج
* متى سيبدأ بالفعل الاستفادة من هذه الطريقة العلاجية؟، أقصد متى ستخرج من نطاق الأبحاث الى أن تكون الطرق العلاجية المتاحة للعامة، بحيث تكون متواجدة ومتوفرة في معظم دول العالم؟.
- بالنسبة إلى العلاج القلبي فقد تمت الموافقة عليه حالياً في اليابان، وكما تعرف سيكون المملكة إن شاء الله ثاني دولة في العالم تستفيد منه، لكن كما تعرف أن "البروتكول" الخاص بالعلاج سري لا يعرفه إلا القليل لكي نحفظ براءة الاكتشاف، وأن الاكتشاف كلف الكثير من الجهد والمال، لكن كن على ثقه عندما تحل جميع الأمور الإدارية، سينشر في جميع العالم وفي النهاية الفريق الطبي هدفهم خدمة البشريه قبل كل شيء.
بناء الأغشية الرقيقة
* ماذا عن أبرز الصعوبات التي تواجه العلاج بالخلايا الجذعية في مرحلتها الحالية؟.
- أبرز الصعوبات هي كيفية إيصال الخلايا الجذعية إلى العضو المصاب، كانت طريقة "الحقن" هي المستخدمة، ولكن للأسف معظم الخلايا المحقونة تغسل مع الدم، ولا يبقى إلا (5%) منها في العضو، إلا أن طبقت طريقة بناء الأغشية الرقيقة المتراصة، وهي الطريقه الأفضل، لأنك تضمن وصول الخلايا للعضو المراد معالجته، وللأسف البعض ما زال مصراً على طريقة "الحقن" رغم أنها فشلت، وأعتقد أنها طريقة لا تنجح إلا في عضوين فقط، أما بقية الأعضاء فالافضل في علاجها التحول إلى طريقة الأغشية المتراصة.
ليست علاجاً مسكناً
* إلى أي مدى نسبة نجاح العلاج بالخلايا الجذعية؟، وهل هي تشفي تماماً المرض أم تخفف من أعراضه؟.
- العلاج بالخلايا الجذعية ليس علاجاً للأعراض أو علاج مسكناً، بل هو علاج لنفس المرض، لذلك العلاج بالخلايا الجذعية إما يعالج أو لا يعالج، بعض حالات العلاج الجزئي ناتجة عن نسبة وعدد الخلايا الجذعية التي وصلت الى العضو المصاب.
حالة الشفاء
* من موقعكم كمتخصص في هذا الشأن، هل تتنبأ بانقراض مجموعة من الأمراض في المستقبل القريب؟، أي الأمراض تتوقعون انقراضها؟، بمعنى أنها لن تصنف بعد الآن في خانة الأمراض الخطيرة؟.
- العلاج بالخلايا الجذعية والعلاج الجيني سيشفي بإذن الله "أمراض الدم الوراثية"، و"أمراض القلب" و"القرنية" و"السكر" و"الكبد"، على الأقل الأمراض الثلاثة الأولى نمتلك حالة شفاء كامل حاليا لها.
د. ياشوكي سوا
د. ياشوكي يرحب بالتعاون الطبي مع المملكة في أبحاث الخلايا الجذعية
من جانبه رحب «د. ياشوكي سوا» - الفائز بجائزة أفضل طبيب في اليابان لهذا العام - بالتعاون مع المملكة طبياً، من خلال المساعدة في إنشاء مركز سعودي للعلاج بالخلايا الجذعية التي باتت الطريقة الأهم للقضاء على كثير من الأمراض المستعصية.
وقال في تصريح ل «الرياض» إن المملكة من أكثر البلدان العربية تطوراً، ولديها تكنولوجيا متقدمة؛ ورغبة في تطوير علم صناعة الأعضاء»، مؤكداً على أهمية إنشاء مراكز أبحاث وعلاج بالخلايا الجذعية حول العالم؛ معللاً ذلك بتسريع وتطوير تقنية العلاج، مشيراً إلى أن الخلايا الجذعية العضلية أو التي تستخرج من نخاع العظم طُبقت على المرضى في أنحاء العالم، إلاّ أن الأهم هو حالات الفشل القلبي التي تتسبب في موت وفقدان كثير من الخلايا، ولا يمكن أن يعوض ذلك الاّ الحصول على خلايا قلبية جديدة، وهنا تكمن أهمية الخلايا الجذعية في توفير خلايا جديدة والعودة إلى مرحلة إعادة بناء القلب التالف».
وأضاف:»أن تلك التقنية لا تخلو من عقبات وتحديات؛ إذ إن عدداً قليلاً من الخلايا الجذعية لديها القدرة على التحول إلى خلايا قلبية، كما أن طريقة تنقية الخلايا الجذعية لاستخدامها وتطبيقها اكلينيكياً مازالت ضعيفة، اما المشكلة الثالثة فهي أنه في اثناء تحول الخلايا الجذعية إلى خلايا متخصصة قد يتأثر (الدي إن أي) للخلية مما يسبب ظهور أورام»، موضحاً أن تلك العقبات متوقعة في أي تقنية ثورية جديدة، وهي تحديات تواجه العلماء، إلاّ أن الدراسات الحديثة في الخلايا الجذعية وخصوصاً تقنية خلايا «الاي بي أس» جعلت الخلايا الجذعية ذات قدرة للتحول إلى خلايا قلبية في المختبر، كما طورت عملية التنقية والتحول، مؤكداً أن تجاوز تلك العقبات يصبح تطبيق العلاج بالخلايا الجذعية ممكناً في المستقبل القريب.
وأشار إلى أن أكثر من عقبة في طريقة العلاج الجديد تم حلها عن طريق علماء يابانيون؛ إذ أن تقنية «آي بي أس» قُدّمت وطُورت في اليابان، كما أن طريقة إيصال الخلايا للأعضاء التي كانت تواجه الفشل؛ بسبب غسيل الدم للخلايا المحقونة تم حلها بتقنية يابانية أيضاً، وهي تقنية الأغشية المتراصة، وتم تطويرها يابانياً؛ مما جعل اليابان من آوائل الدول في مجال الخلايا الجذعية والقوة المحركة لعلم صناعة الأعضاء في العالم. يذكر «أن د. ياشوكي سوا» هو أحد أهم علماء أبحاث الخلايا الجذعية في العالم، كما يرأس مركز القلب ومركز الابحاث الطبية في جامعة أوساكا، إضافة إلى حصوله على جائزة أفضل طبيب في اليابان لعام 2010-2011.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.