تتركز أنظار الجماهير السعودية على مواجهتي إياب نصف نهائي دوري أبطال آسيا 2010 اللتين ستلعبان ظهر ومساء غد (الأربعاء)، إذ سيلعب الهلال أمام ذوب آهن أصفهان الإيراني على استاد الملك فهد في الرياض، فيما يلتقي الشباب وسيونغنام الكوري على استاد سيونغنام. ولعبت مباراتا الذهاب يومي 5 و6 أكتوبر الجاري، إذ كسب الشباب نزال الذهاب أمام سيونغنام بنتيجة 4 – 3، في حين خسر الهلال مواجهته أمام ذوب آهن في أصفهان بهدف وحيد. ويتطلع السعوديون لمواصلة تحقيق النتائج الجيدة على صعيد كرة القدم خلال هذا الشهر، بعد أن نجح المنتخب السعودي لدرجة الشباب في الوصول إلى كأس العالم 2011 في كولومبيا، إذ تنتظر جماهير الوطن وصول فريقين سعوديين لنهائي البطولة الذي سيقام على الملعب الأولمبي في طوكيو يوم 13 نوفمبر المقبل. وسار الفريقان بشكل رائع خلال مشوارهما في البطولة إذ تصدرا مجموعتيهما وواصلا السير بثبات حتى بلغا هذه المرحلة، بيد أن الفريقين سيجدان صعوبات جمة في الوصول للمباراة النهائية، نظراً لظروفهما، ونتيجتا لقاءي الذهاب، عدا عن القوة الفنية لنظيريهما. ويرى المدرب الوطني عبدالعزيز العودة أن "الزعيم" و"الليث" سيكونان قادرين على ضرب موعد سعودي خالص في استاد طوكيو، إذ يقول: "كلا الفريقين يستحقان اللعب على النهائي، وهما مؤهلان لذلك لكونهما يمتلكان ترسانة من النجوم". ويعلق العودة على الوضع الفني الهلالي قبل ملاقاة ذوب آهن: "المطلوب من الهلال أن يهاجم مرمى الفريق الإيراني، والهلال مع البلجيكي غيرتس عرف بأنه فريق يهاجم في جميع فترات المباراة، لكن الفريق مطالب بالحذر، لأن ولوج هدف في مرمى الهلال سيصعب المهمة، يتوجب على الهلال الضغط على خصمه والتنويع في غزو المرمى الإيراني، ويتوجب أيضاً السيطرة بشكل مبكر على الكرات المقطوعة من الجانب الإيراني حتى يستطيع الفريق بناء الهجمات بتركيز عال". ونبه العودة على ضرورة الحضور الذهني للاعبي الهلال: "المهم أن يحذر اللاعبون طوال فترات المباراة، لاعبو الوسط مطالبون بالمساندة الهجومية، لكن ذلك يجب ألا يكون على حساب دفاعات الفريق، إذ سيكون لزاماً عدم تقدم ظهيري الجنب معاً مع بقاء أحد لاعبي المحور ليشكل ساتراً دفاعياً أمام الهجمات المرتدة، فذوب آهن سيعتمد على لعب الكرات الطويلة خلف المدافعين مع تخصيص ثلاثة لاعبين للهجوم على مرمى حسن العتيبي سواء بمهاجم واحد ولاعبي وسط أو العكس، كما أن الهلال سيمتاز بسرعة الارتداد للدفاع لكون اللاعبين الإيرانيين أقل سرعة من السعوديين، وهذا عامل مهم". وطالب العودة لاعبي الهلال بعدم الاستعجال، مضيفا: "الهلال من أفضل الفرق التي تخلق الفرص المتعددة، هناك لاعبون قادرون على التسجيل مثل ياسر القحطاني وعيسى المحياني وفيلهامسون ونيفيز والفريدي، لكن المهم هو عدم الاستعجال ورفع درجة التركيز والثقة بالنفس طوال دقائق المباراة وعند الوصول لمناطق الفريق الإيراني خصوصاً". العودة: القحطاني سيقول كلمة الهلال.. والكوريون ضعفاء لياقياً ويرى العودة أن عودة لاعبي الوسط الروماني ميريل رادوي والبرازيلي ثياغو نيفيز ستشكل قوة فنية ضاربة في قائمة الفريق الأزرق، قبل أن يراهن على أن مهاجم الهلال الدولي ياسر القحطاني سيكون أكثر اللاعبين تأثيراً في الفريق: "ياسر القحطاني أفضل المهاجمين السعوديين، وهو مهاجم خطير ومميز وتواجده يشكل ضغطاً على الفرق المقبلة، وياسر سيكون في قمة توهجه لأنه من اللاعبين الذين يعرفون التعامل مع لحظات الحسم، فضلاً عن قدرته على إعداد نفسه بشكل جيد في مثل هذه المناسبات، يجب على ياسر أن يعرف أنه من أفضل اللاعبين على مستوى القارة، وأن يدرك أن جماهير الفريق تعوّل عليه كثيراً". الشباب يلعب بفرصتين وتابع: "لو كنت بموقف المدرب غيرتس فلا أجد صعوبة في اختيار الطريقة التي سأدخل بها المباراة، سواء عبر اللعب بمهاجمين أو مهاجم واحد، في ظل وجود هذه الكوكبة من النجوم في الفريقين". وفي الوقت الذي ينتظر الهلاليون تواجد 70 ألف مشجع هلالي في اللقاء لدعم الفريق على غرار ما حدث في مواجهتي الغرافة القطري وبونيودكور الأوزبكي، يؤكد العودة على أن "حضور جماهير الهلال بكثافتها المعهودة سيعني قطع نصف المشوار قبل بدء المباراة، خصوصاً إن تفاعلت الجماهير مع الفريق طوال 90 دقيقة". وتحدث المدرب الوطني الذي قاد الهلال في فترات متقطعة عن حظوظ ممثل الوطن الآخر الشباب في مواجهته أمام سيونغنام الكوري، إذ يقول: "نتيجة الذهاب جيدة، لكنها خطيرة، أعتقد أن ثمة عمل إداري كبير في الفريق الشبابي لتحضير الفريق ذهنياً لهذه المباراة". ويشدد على أن الشباب مطالب بالتحفظ وإغلاق المناطق الدفاعية قبل الاعتماد على المثلث الهجومي المكون من لاعب الوسط البرازيلي مارسيلو كماتشو والمهاجمين ناصر الشمراني والأرغوياني خوان أوليفيرا من خلال التمريرات السريعة والكرات العرضية لاستغلال التكوين الجسماني المميز للثنائي الشمراني وأوليفيرا. وأضاف: "الشباب يقدم كرة ممتعة، وهو فريق قوي، والكوريون سيضعون ذلك في حساباتهم، أعتقد أن الفريق سيكون بحاجة للتحفظ، والاعتماد على الكرات الطويلة، وسيكون من المهم إنهاء الشوط الأول بالتعادل لوضع الكوريين تحت الضغط النفسي". وكشف عن خشيته من إفراط ظهيري الجنب في الشباب حسن معاذ وعبد الله شهيل بالتقدم مدركا: "الشباب يملك ظهيرين من أفضل الأظهرة، لكن عيبهما الوحيد هو المبالغة في التقدم، وخصوصاً حسن معاذ، أتمنى أن يتنبه مدرب الشباب لهذه النقطة، كما أن عودة المدافعين مارسيلو تفاريس ونايف القاضي ستزيدان من قوة الفريق، وسيجد الكوريون صعوبة في اختراق المتاريس الشبابية". ووفقاً لرؤيته للفريق الكوري يقول العودة: "الفريق الكوري فريق مميز، ويملك خط وسط قوي وهجوم قادر على التهديف، ويعيب عليه ضعف المعدل اللياقي فهو يلعب بمعدل 70% من معدل اللياقة الطبيعي، ما ينعكس بالسلب على نتائجه، وهذا أمر يجب أن يتنبه له الشبابيون لكونه من عوامل تفوق الشباب". وعن رؤيته لغياب لاعب وسط الشباب أحمد عطيف بسبب الإيقاف ببطاقتين صفراوين، يقول: "أحمد عطيف لاعب مهم ومؤثر، ويكفي لتأكيد ذلك أنه يربط خطوط الفريق، وهو أيضاً أهم مفاتيح بناء الهجمة الشبابية، وأعتقد أن وجود الكوري سونج جونج قد يحد من تأثير غياب أحمد عطيف، ولكن وجود لاعب المحور ماجد المرحوم سيكون مهماً لأن المرحوم يضطلع بأدوار دفاعية خاصة، وهو لاعب سريع وقوي ويجيد الرقابة الفردية لأن الفريق الكوري يملك لاعبين جيدين في خط الوسط وخصوصاً صانع الألعاب الكولومبي مولينا".