أكد "د. عبد المحسن الملحم" مدير مستشفى الملك فهد بالهفوف عدم كفاية الأطباء في بعض التخصصات النادرة والدقيقة وهذه ظاهرة عالمية، حيث يوجد نقص في الكادر الطبي على مستوى الأطباء والتمريض وغيرها من التخصصات النادرة. وقال في حديث ل "الرياض": لقد قمنا بدعم من الوزارة والشؤون الصحية بالتعاقد مع مجموعة من الأطباء لتلك التخصصات وفي انتظار اكتمال وصول الأعداد، حيث تم وصول بعضهم، مشيراً إلى أن فداحة الخطأ الطبي تكمن في تعلقه بأرواح البشر، وأن بعض تلك الأخطاء لا يمكن تعويضها، مشيراً إلى أن لديهم في المستشفى واسطة معلنة، ولكنها محددة لمن تزيد أعمارهم عن الستين وكذلك لذوي الاحتياجات الخاصة، وفيما يلي نص الحوار: عدم اكتفاء * نلاحظ أن هناك عجزاً في الكادر الطبي هل هذا صحيح؟، وما هي الإجراءات التي تمت لحل تلك المشكلة؟ - نعم يوجد هناك عدم اكتفاء في بعض التخصصات النادرة والدقيقة وهذه ظاهرة عالمية، حيث يوجد نقص في الكادر الطبي على مستوى الأطباء والتمريض وغيرها من التخصصات النادرة، وخصوصاً تخصص العناية المركزة والطوارئ والأشعة الداخلية والطب الشرعي، وذلك لقلة الإقبال على تلك التخصصات، وازدياد الطلب عليها، ولقد قمنا بدعم من الوزارة والشئون الصحية بالتعاقد مع مجموعة من الأطباء لتلك التخصصات وفي انتظار اكتمال وصول الأعداد حيث تم وصول بعضهم. التحويل ليس «الخيار الأول» للعلاج وزيادة رواتب الأطباء خطوة مهمة محاسبة المقصرين * نلاحظ ازدياد الأخطاء الطبية في الآونة الأخيرة في كثير من المستشفيات، كيف يتم التعامل معها؟ - تكمن أهمية الخطأ الطبي في كونه يتعلق بأرواح البشر، وأن بعض تلك الأخطاء لا يمكن تعويضها، أما كيفية التعامل مع تلك الأخطاء، فهناك لجان خاصة لمراقبة العمل والتوجيه لتفادي تلك الأخطاء، وفي حالة حدوثها يتم محاسبة المقصرين، وخاصةً عندما يكون الخطأ ناتج عن إهمال أو عدم معرفة بأمور يجب على الممارس الطبي معرفتها. صندوق الاقتراحات * هل يتم الاستفادة من صندوق الاقتراحات؟ - نعم يتم ذلك، حيث تم تكليف قسم العلاقات العامة وقسم الجودة بدراسة تلك المقترحات والشكاوى وعرضها على إدارة المستشفى، حيث يتم الأخذ بتلك الاقتراحات إذا كانت لصالح العمل والمواطن. ثقافة غير مكتملة * هناك من الأطباء من يقول بأن الإدارة في صف المريض أو المراجع، وغالباً ما يتم التحقيق مع الكادر الطبي فما سبب ذلك؟ - الشكوى والتحقيق لا يعني الإدانة، لكن ثقافة الكادر الطبي وكذلك المواطن فيما يتعلق بالحقوق والواجبات غير مكتملة، وعدم التواصل الجيد بين المستفيد ومقدم الخدمة يوجد فجوة بينهما، وعدم معرفة المستفيد بتفاصيل الخدمة التي قدمت له وكذلك التشخيص وخطة العلاج يؤدي إلى الشكوى. تحويل الحالة * يدعي البعض بأنه لا يتم تحويل الحالة إلا عند اليأس من علاجها وتجربة عدة علاجات؟ - المستشفى لدينا هو أكبر مستشفى في المحافظة، وهو المستشفى المرجعي، وهذا لا يعني أنه لا يقوم بتحويل بعض الحالات إلى المستشفيات التخصصية، ولكن يتم التحويل عندما يكون هناك خدمات إضافية يمكن تقديمها للمريض غير موجودة لدينا، أو عندما لا يتم الوصول إلى تشخيص لبعض الحالات بسبب عدم وجود بعض الإمكانيات، وفي الحالتين يتم ذلك بعد إجراء الكشف الطبي على الحالة، وإجراء بعض الفحوصات اللازمة التي تحتاج إلى بعض الوقت. أكثر من عام * عندما كانت عيادة الأسنان ضمن عيادات المستشفى، كانت المواعيد تمتد لأكثر من عام، ولقد ظل الوضع تماماً حتى بعد تخصيص مركز لطب الأسنان؟ - الخدمة المقدمة في عيادات المستشفى تتركز على جراحة الوجه والفكين، وهي مختلفة عن الخدمات التي تقدم في مركز الأسنان مثل الحشوات والتقويم وتركيب أسنان، والمواعيد لا تزال بعيدة بالنسبة لتقويم الأسنان، بالرغم من وجود مراكز خاصة تقدم نفس الخدمة، وذلك لندرة في مجال تقويم الأسنان وكثرة المراجعين، ويبدو أن الناس أصبحوا يهتمون بالأسنان أكثر من ذي قبل. خطط وتوسع * يوجد نقص في الأسرة بمستشفى الملك فهد، ما هي خططكم لحل ذلك؟ - نعم فإن عدد الأسرة بالمستشفى غير كاف لمراجعي المستشفى في الأقسام الحرجة، ولكن تحظى محافظة الأحساء باهتمام حكومتنا الرشيدة ومتمثلة في وزارة الصحة، حيث تم البدء في إنشاء مستشفى الملك فيصل، وكذلك مبنى جديد لمستشفى الأمير سعود بن جلوي، كما أن جامعة الملك فيصل ستنشئ مستشفى جامعيا في المحافظة، كما أنه تم افتتاح مستشفى "سلوى"، بالإضافة إلى أنه يتم توسعة قسم الطوارئ بمستشفى الملك فهد حالياً. تكسر الدم * كيف تواجهون مشكلة "تكسر الدم" في المحافظة؟ - هناك مركز متخصص لتلك الحالات، وهو مركز أمراض الدم الوراثية الذي يقوم بمتابعة تلك الحالات، بالإضافة إلى معالجتها في مستشفيات المحافظة، وكذلك يتم تحويلها إلى المستشفيات المتخصصة عندما تحتاج إلى زرع نخاع العظم أو خدمات أخرى تخصصية غير موجودة لدينا. التأكد من المعلومات * ردودكم على بعض الشكاوى يتأخر؟، ما هو السبب؟ - لأنه يجب التأكد من المعلومات قبل الإدلاء بها في الرد، خصوصاً إذا كانت متعلقة بخدمة علاجية للمريض، وما أتمناه أن يتم مراجعة آلية الشكاوى والردود في صحافتنا المحلية سواءً الشكاوى على القطاع الصحي أو القطاعات الأخرى. خبرات طبية * ما مدى التبادل العلمي والخبرات الطبية بينكم وبين المستشفيات الأخرى وبين الهيئات الطبية؟ - هناك تعاون قائم بيننا وبين المستشفيات المتخصصة، وأخص بالذكر مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، حيث يوجد لدينا مكتب دائم للمستشفى المذكور، ويتم تقديم الخدمات لمرضى المحافظة من خلاله، مثل تحويل المرضى وتجديد المواعيد وعمل الفحوصات اللازمة لمرضى التخصصي من أهالي الأحساء، كذلك يتم التعاون بينهم في عمل الندوات والمؤتمرات وآخرها مؤتمر طب الطوارئ الذي عمل قبل عدة أشهر، كذلك يتم زيارة بعض الأطباء الاستشاريين من المستشفى المذكور للكشف على بعض المرضى لدينا، وإجراء العمليات الجراحية المعقدة معهم في المستشفى لدينا، كما أن هناك تعاونا دائما مع كلية الطب بجامعة الملك فيصل بالأحساء حيث يتم تدريب طلاب المرحلة السريرية لدينا. لدينا واسطة معلنة * تلعب الواسطة دوراً في تسهيل الإجراءات المعقدة والمعاملات المعطلة، فما دورها في مستشفاكم؟ - نعم يوجد لدينا واسطة معلنة ولكنها محددة لمن تزيد أعمارهم عن الستين وكذلك لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تم تفعيل "الخدمة الذهبية" لما بعد 60 وذلك بتاريخ 1/1/1430 ه، حيث يقوم موظفون مختصون باستقبال المستفيدين من تلك الخدمة (أكبر من 60 سنة أو ذوي الاحتياجات الخاصة) ويقومون بضيافتهم في استراحة خاصة (قهوة، تمر، شاي) في الوقت الذي يقوم فيه موظفون مختصون بإنهاء إجراءاتهم (فتح ملف، أو خروج مريض، تقارير طبية، تجديد مواعيد أو غيره) حيث إن ذلك يفيد المراجع بدون أن يكون هناك ضرر على الآخرين. مستشفيات خاصة * بماذا تفسرون وجود مستشفيات خاصة بالرغم من وجود المستشفيات الحكومية؟ - الشريحة الكبرى من المراجعين يتم تغطيتها وتقديم الخدمة لها بواسطة المستشفيات الحكومية، ولكن يتم دعمها بواسطة المستشفيات الخاصة لازدياد الطلب على الخدمات الصحية، كما أنه توجد شركات ومؤسسات تقوم بالتأمين الصحي على موظفيها، وهذا يتم حتى وقت قريب في المستشفيات الخاصة، ولكنه بدأ ذلك في مستشفياتنا الحكومية كما تعلمون. الثقة الكبرى * هل تتوقعون نجاح مشروع التأمين الصحي على الأجانب والمواطنين؟ - نعم وبمشيئة الله، بدأنا التأمين الصحي بالمستشفى لدينا كأول مستشفى في المحافظة يقدم تلك الخدمة للأجانب، ولقد لاقت استحسان متلقي الخدمة خاصةً وأن هناك خدمات تقدم في المستشفيات الحكومية غير موجودة في القطاع الخاص، بالإضافة إلى الثقة الكبرى في المستشفيات الحكومية والتوسع المستمر. نسبة العمليات الناجحة * تقاس نجاح أي مؤسسة صحية بعدد من تحقق لهم الشفاء، وبعدد العمليات الناجحة، ما نصيب مستشفاكم من ذلك؟ - أعتقد أن النجاح يجب أن يقاس بنسب العمليات الناجحة وليس بعددها، لأن المستشفيات المزدحمة تكثر فيها العمليات، وبالتالي مهما كانت نسبة المشاكل ضئيلة، فإن عددها يكون كثيراً بسبب كثرة العمليات والمراجعين، ومن لا يعمل لايخطئ. زيادة الرواتب * هناك من ينتقد التعاقد مع أطباء ضعيفي التأهيل لأن رواتبهم أقل، وأن ذلك يؤدي إلى أخطاء طبية، فما رأيك؟ - لدينا برنامج التشغيل الذاتي التابع للوزارة وفيه رواتب عالية جداً، خصوصاً إذا ما عرفنا أنه تم زيادة رواتب الأطباء الأجانب في الآونة الأخيرة، وبالذات أصحاب التخصصات النادرة والدقيقة من حملة الشهادات الغربية، كذلك تم ولله الحمد زيادة رواتب الأطباء السعوديين. ملف المريض * لماذا لا يسمح للمريض بالحصول على صورة من ملفه الطبي، وكيف يمكنه اكتشاف خطأ طبي ارتكب في حقه؟ - يمكن لأي مريض الحصول على تقرير مفصل عن حالته والذي يضم التخصص وجميع الإجراءات، كما يمكنه الحصول على نسخة من ملفه إذا كان بطلب رسمي من جهة حكومية. لغة عربية طبية * كيف يستطيع المريض فهم الأطباء الأجانب؟ - أما أن يكون الأجنبي له معرفة باللغة العربية الطبية، أو عن طريق مترجمين، فلا يخلو أي موقع في المستشفى من كادر طبي عربي متقن للغة الانجليزية لغة الطب في مستشفياتنا. إنجازات وأجهزة حديثة * ماهي آخر التطورات لديكم في المستشفى؟ حصول المستشفى على شهادة الاعتماد من قبل المجلس المركزي لاعتماد المنشآت الصحية بالمملكة، نجاح تطبيق برنامج الضمان الصحي، وتطبيق برنامج الخدمة الذهبية لما فوق (60 سنة)، وبرنامج التنسيق لمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض ومركز الابحاث، إلى جانب أنه أول مستشفى يقوم بتحويل جميع أرقام الملفات الطبية للمرضى إلى أرقام السجل المدني، كما أنه يعتبر أول مستشفى يتم تجديد المواعيد فيه عن طريق تقنية الايميل الالكتروني (e-mail)، بالإضافة إلى أنه تم الانتهاء من توسعة قسم الأشعة حيث أصبح مركزا متكاملا للأشعة وتم استحداث أجهزه مثل أجهزة التصويرالاشعاعي الرقمي الحديثة، وجهاز تنظير إشعاعي حيث يعد هذا الجهاز الأول من نوعه الذي يتم تركيبة وتشغيله على مستوى العالم بعد بلدة المنشأ ألمانيا، و"Digital Fluoroscopy" ويتميز بإمكاناته التشخيصية العالية وبقدرتة الفائقة على انتاج صور اشعاعية رقمية ثابتة ومتحركة بجودة عالية، وجهاز حديث لقياس كثافة العظام بالأشعة السينية لتشخيص حالات هشاشة العظام وغيرها من الحالات الأخرى.
