مسألة الفتاة الجزائرية التي وقعت من شرفة فندق في مكةالمكرمة، وظهرت نتائج تحقيقات الواقعة في الصحافة، وبأن الموضوع كان محاولة للهروب من مبنى إلى مبنى آخر. وانعدام شبهة الجريمة. وهذا في معيار المسعى الأمني والبحث الجنائي إنجاز وحيادية وتجرّد، ويشكرون عليه. وكأني بالإخوة المعتمرين الجزائريين تمنوا لو لم تأخذهم العجلة في التجمهر لطلب القصاص، دون أن يتبينوا. عندما قرأت الموضوع وتابعتُ البيانات الصحفية التي أتت من مصادر ذات صلة، تذكرتُ واقعة مماثلة حصلت في جدة في العام الميلادي 79، لامرأة انجليزية اسمها هيلين سميث. هيلين سميث ممرضة بريطانية توفيت في ظروف غامضة بمدينة جدة. ولكي أقول لكم كيف يتصيّد إعلام الغرب ما يروّج ويشاع عن العرب، رغم عاديتها، إن لم نقل تفاهتها، فقد جرى تأليف ثلاثة كتب عن هذه القضية، - نعم رقما 3 كتب - هي: الكابوس العربي لريتشارد أرنوت - صاحب الشقة - ولعبة العدالة لجيفري روبرتسون، والثالث هو الأشهر وهو قصة هيلين سميث لبول فووت. كلها عن امرأة سقطت من بلكونة..!. فجر يوم تلا ليلة حفلة (بارتي). رفض والدها دفنها لمدة ثلاثين عاما بقيت في ثلاجة الموتى في مستشفى ليدز في بريطانيا. وطالبت والدة الممرضة "هيلن رون سميث" التي تعد صاحبة أطول جثة في العالم لم تدفن، بأن يوافق والدها على دفن جثة ابنته، مشيرة إلى أن سبب رفض الدفن يعود إلى تخيلات في عقل والد الفتاة بأنها قتلت ولم تتوف بسبب سقوطها، مؤكدة أن التحقيقات أوضحت بأن الوفاة كانت بسبب السقوط من إحدى العمائر في جدة من ارتفاع 70 قدماً حيث كانت في حفل أقامته إحدى العوائل الغربية. وطالب المسئولون في بريطانيا بضرورة دفن الجثة بعد مرور هذه المدة الطويلة خاصة وأن جميع التحقيقات التي أجريت في المملكة وبريطانيا أكدت أن الوفاة طبيعية نتيجة حادثة سقوط، ولا توجد أي شبهة جنائية، إلا أن والدها كان يمنع دفنها ويطالب بأن تبقى جثة ابنته في ثلاجة الموتى حتى وإن استغرق الأمر ثلاثين عاماً أخرى. وكانت "هبلن رون سميث" (23 عاماً) قد لقيت مصرعها عند الساعة الخامسة والنصف من فجر يوم 20 مايو من عام 1979م، حيث كانت تعمل ممرضةً في أحد المستشفيات الشهيرة بجدة، كما وجد بجانبها جثة صديقها الهولندي البحار "يوهان اوتن". وفي عام 1982 صدر كتاب في بريطانيا وبيعت منه مئات الآلاف من النسخ في جميع أنحاء أوروبا يحمل عنوان "قصة هيلن سميث"، وضم الكتاب العديد من الصور للممرضة، وقصتها منذ بداية تخصصها في التمريض.. !، وتدربها في عدد من المستشفيات في بريطانيا وسفرها إلى السعودية ووفاتها بعد أربعة أشهر من وصولها. وأقول لنفسي إن والدها ربما..!. كان يُسابق للدخول إلى موسوعة غينيس، أو أنه يأمل في الحصول على "بدل سكوت". ولو كل من سقط من بلكونة جرى تضخيم قصته بهذا الشكل لجفت الأقلام في زمن قصير.