كم يعجز القلم وهو يكتب وبدون كلمات وسطور وأحرف عن حياة علم من أعلام هذه البلاد الطاهرة وقائد حكيم فذ من قادتها العظماء وإمام عادل عرف الله فخافه وأقام العدل وأرسى قواعد البناء وأعطى دروساً في التواضع وحسن الخلق والصبر والحكمة والاستقامة على الدين والتقى. انه جلالة الملك الصالح خالد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح الجنان وأمطر على قبره شأبيب رحمته ومغفرته ورضوانه، حيث شهدت في عهده المملكة العربية السعودية تطوراً شمل ميادين مختلفة ونمواً اقتصادياً وتطوراً هائلاً في مجالات كثيرة وازدهاراً. وقد كان - رحمه الله - يحمل في داخله نفساً نقية صالحة فيها تواضع العظماء وعطف الأب الرحيم على أفراد الشعب وكانت فترة حكمه - رحمه الله - مرحلة بناء وتطوير وتقدم ورقي خدم أمته العربية والإسلامية بصدق وإخلاص وناصر قضاياها العادلة فهو أحد القادة العظماء الذين مروا على هذه الجزيرة العربية وهذه البلاد المباركة وأبقوا تاريخاً مجيداً وثماراً مباركة طيبة لن تنسى ولن ينسى التاريخ هذا الملك الصالح خالد بن عبدالعزيز. وستبقى ذكراه العطرة خالدة في الأذهان ومحفورة على مر التاريخ والعصور. فقد واصل رحمه الله ما أسسه والده الملك المؤسسة عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود رحمه الله وأسكنه فسيح الجنان وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء والإحسان، وسار عليه من بعده ابناؤه البررة الكرام الملك سعود وفيصل ثم خالد وفهد رحمهم الله جميعاً رحمة واسعة وأكرمهم بجنات النعيم. لقد عاش الملك خالد بن عبدالعزيز رحمه الله حاكماً لشعبه فعدل بينهم متواضعاً أمام الصغير والكبير قاضياً لحاجاتهم منفساً لكرباتهم محكماً لشرع الله القويم بينهم مهتماً بقضاياهم وشؤونهم رحيماً رؤوفاً حنوناً عليهم طيب القلب شديد الخشية لله عز وجل ملكاً متواضعاً في هيبته صادقاً مع الله عز وجل كريماً محباً لشعبه، وهذه الصفات الطيبة والخصال الحميدة في الملك خالد - رحمه الله - ليست غريبة عليه فهو من سلالة أسرة حاكمة مباركة طيبة ومن سلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - وأسكنه فسيح الجنان. ومهما تحدثنا وتكلمنا وكتبنا عن حياة وتاريخ الملك خالد رحمه الله فلن نوفيه حقه، فقد قدم رحمه الله مشاريع جبارة ونهضة عمرانية عملاقة في فترة ليست طويلة امتدت لسبع سنوات إلى أن توفاه الله عز وجل في يوم الأحد الموافق 21/8/1402ه وبمناسبة افتتاح فعاليات الندوة العلمية لتاريخ الملك خالد - رحمه الله - وجدتها فرصة طيبة ان أتحدث واكتب عن هذا الملك الصالح والمؤمن الصادق والقائد الحكيم بهذه الكلمات المتواضعة التي لن توفيه حقه رحمه الله، وقد كان لوفاته رحمه الله صدمة كبيرة وحزناً عميقاً فبكاه الصغير والكبير وحزنت الأمة لرحيله ولكن يبقى عزاؤنا انه ترك إرثاً عظيماً طيباً سيخلده التاريخ له رحمه الله وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء والإحسان على ما قدمه لشعبه وأمته اللهم آمين. وعزاؤنا أيضاً أن المشاريع الجبارة والخير، لم يتوقف عن هذه البلاد الطاهرة المباركة، فقد واصل أخوه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - رحمة واسعة وأسكنه فسيح الجنان مرحلة البناء والتطوير والازدهار والرقي فقد شهدت هذه البلاد الطيبة في عهده - رحمه الله - نهضة عمرانية وتطوراً عظيماً ونمواً اقتصادياً شمل مجالات كثيرة فقد اهتم - رحمه الله - برفاهية المواطن وحقق انجازات عظيمة وشمل اهتمامه الحرمين الشريفين فنالت نصيباً كبيراً من هذا الاهتمام وتوسعة عملاقة عظيمة واهتم بشعبه وأمته وناصر القضايا الإسلامية والعربية وحظي القرآن الكريم من الملك فهد - رحمه الله - باهتمام بالغ فقد أمر - رحمه الله - بطباعة المصحف الشريف في المدينةالمنورة وإرساله إلى كافة دول العالم الإسلامي ليكون سهلاً وميسراً لهم، جعل الله ذلك في ميزان حسناته ورفعه في درجاته يوم القيامة اللهم آمين. ثم جاء العهد الزاهر المبارك عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك الإنسانية - حفظه الله - ورعاه وسدد على طريق الخير خطاه، فواصل أيده الله مراحل البناء والتطوير والنمو الاقتصادي والعمراني في هذه البلاد الطاهرة، فشهدت هذه البلاد المباركة نمواً في اقتصادها ومشاريع جبارة وعملاقة وواصل اهتمام أخيه الملك فهد - رحمه الله - بالمشاعر المقدسة، فشهدت الحرمين الشريفين في عهده حفظه الله توسعة عظيمة وعملاقة واحتلت مكةوالمدينة والمشاعر المقدسة هذا الاهتمام البالغ من لدن الملك عبدالله أيده الله وشهدت الجمرات أيضاً توسعة عملاقة وذلك سهيلاً وتيسيراً لحجاج بيت الله الحرام لفض الاختناقات والازدحام اثناء أداء مناسك الحج ورمي الجمار ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة ولاتزال هذه البلاد الطاهرة تشهد تطوراً ونمواً في مجالات شتى وميادين مختلفة فحفظ الله لهذه البلاد المباركة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، وأبقاهم الله ذخراً لهذه البلاد الطاهرة ليواصلوا مراحل البناء والتطوير لهذه البلاد الغالية وأسبغ الله عليهم نعمه ظاهره وباطنه وحفظ الله هذه البلاد وأهلها وقادتها من كل سوء ومكروه وأدام عليها نعمة الأمن والأمان والرخاء والاستقرار وجعلها آمنة مطمئنة عزيزة مستقرة انه سميع مجيب اللهم آمين. * إمام وخطيب جامع والدة الأمير عبدالعزيز بن محمد بن عياف آل مقرن بمحافظة الحريق