تواصلا لحديث الاعداد الماضية نتطرق اليوم الى بعض من الالتهابات التي تصيب الانسان ومنها التهاب العصب، وهو مرض أو إصابة مؤلمة قد تؤثر في عصب واحد أو عدة أعصاب، وقد تختلط أحياناً مع خلل يسمى الألم العصبي، يمكن أن تسبب البكتريا والفيروسات ونقص الغذاء والفيتامينات التهاب العصب، والعدوى مثل الدرن والزهري والحلأ المنطقي، يمكنها أن تغزو العصب بسبب التهاب العصب، ويمكن أن يتولد التهاب العصب عندما يغير مرض مثل البول السكري أنشطة خلايا الجسم. والتهاب العصب يحدث بسبب الجرح العضوي لعصب يشمل العصب المصاب. وإذا استمر التهاب العصب لفترة زمنية طويلة فقد يتلف العصب بصورة سيئة، لدرجة أنه لن يعود صالحاً لوظيفته بالطريقة الصحيحة، ونتيجة لذلك قد يفقد الشخص القدرة على الإحساس بالحرارة والضغط واللمس، وقد يفقد الجسم أيضاً التحكم في الأنشطة التلقائية مثل العرق، فإذا لم يعد العصب قادراً على التحكم في العضلة يمكن أن تضمر العضلة وتصبح مشلولة في النهاية، فالتهاب العصب خلل خطير يتطلب رعاية الطبيب. تشمل أعراض التهاب العظم الحاد الحمى التهاب عضلة القلب ان التهاب عضلة القلب مرض يصيب العضلة التي تؤدي عملية ضخ الدم في القلب، وقد تبقى الحالات الخفيفة لالتهاب عضلة القلب غير مكتشفة، كما تؤدي الحالات العنيفة إلى قصور قلبي (هبوط القلب) وهي حالة يعجز فيها القلب عن ضخ كميات دم تكفي لاحتياجات الجسم، ولالتهاب عضلة القلب أسباب كثيرة لكن معظم الحالات تنتج عن أمراض أخرى. فالأحياء الدقيقة المسببة لهذه الأمراض مثل التهاب الكبد والإنفلونزا والتهاب سنجابية النخاع قد تنتقل عبر مجرى الدم إلى القلب فتحدث التهاباً في عضلة القلب. وتشمل المسببات الأخرى الحمى الروماتزمية والتسمم الكحولي والتفاعلات الدوائية. وقد يكون التهاب عضلة القلب مصحوباً بكثير من أعراض الوهن وضيق التنفس وتجمع السوائل في الجسم وأيضاً يمكن أن يصاحب التهاب عضلة القلب عدم انتظام دقات القلب وتضخم القلب ويستطيع الأطباء الكشف عن هذه الأعراض باستخدام الأشعة السينية أو بمراسم كهربائية القلب التي تقيس نشاط القلب. وتبدأ معالجة التهاب عضلة القلب بمعالجة الأسباب إذا كان تحديدها ممكناً، وفي حالة القصور القلبي يصف الأطباء الراحة التامة والغذاء القليل الملح إضافة إلى أدوية معينة، ويشفى كثير من المرضى تماماً من مرض التهاب عضلة القلب. ويعيش آخرون سنوات مع المرض، كما يموت بعض مرضى التهاب عضلة القلب من جراء القصور القلبي أو من جراء أنواع أخرى من التلف القلبي. يمكن استعمال ماء الكمأة (الفقع) في علاج التهاب الجفون التهاب العظام والتهاب العظام مرض يصيب العظم ونقي العظم (مادة هلامية في وسط العظم) وينجم عن هذا المرض عادة عن عدوى من بكتريا تدعى العنقودية الذهبية ويمكن أن تحدث إصابة نقي العظم إذا أصيب الإنسان بكسر مركب ففي مثل هذه الكسور يمكن أن يتعرض نقي العظام للهواء الحاوي على الجراثيم، وفي حالات أخرى ينقل الدم الجراثيم من دمل أو لوزتين مصابتين أو من أي مصدر آخر للخمج في الجسم إلى نقي العظم. تشمل أعراض التهاب العظم الحاد الحمى والقشعريرة وألم العظم المصاب والغثيان، ويعالج الأطباء الإصابة عادة بالمضادات الحيوية، وقد يكون النزح الجراحي ضرورياً أحياناً، والتأخر في معالجة التهاب العظام يمكن أن يؤدي إلى قصور العظم وإلى حدوث تشوه فيه. التهاب العين التهاب العين مرض حاد يصيب أغشية العين، وقد يصاب به الإنسان نتيجة عدوى أو سموم أو جروح، فالتهاب أعين الوالدان مثلاً عدوى تصيب أعين الأطفال حديثي الولادة تسببه البكتريا المسببة لداء السيلان، والتهاب العين الودي حالة نادرة تنتشر في كلتا العينين بعد إصابة إحداهما بجروح، وقد يؤدي إلى العمى. التهاب الملتحمة يسمى التهاب الملتحمة إحمرار العين أو الرمد وهو التهاب يحدث في الملتحمة، وهي الغطاء المخاطي الشفاف الذي يحيط ببياض العين وباطن الجفون، الأسباب يمكن أن ينتج عن بكتريا أو فيروسات أو عوامل بيئيه مثل الحساسية لأدوات تجميل العين أو حبوب اللقاح أو مسببات الحساسية الأخرى، وكثيراً ما يحدث التهاب الملتحمة الفيروسي بعد نزلة برد أو عدوى فيروسية أخرى لأعلى الجهاز التنفسي بالفيروس الغدي، وهو المتهم الأكثر شيوعاً. والتهاب الملتحمة البكتيري معد بشكل كبير وينتشر بسهولة عندما يحك الناس أعينهم بأصابعهم وهو شائع بشكل خاص بين الأطفال في المدارس ودور الحضانة إذ إن الأطفال لا يمكن التعويل عليهم في غسل أيديهم بعد لمس أعينهم. ورمد حديثي الولادة شكل من التهاب الملتحمة يمكن أن يصيب الأطفال أثناء الولادة إذا كانت الأم قد أصابها الحلا (الهربس) أو الكلاميديا أو السيلان. ويمكن أن ينتشر هذا النوع من التهاب الملتحمة خلال العين كلها مسبباً العمى ما لم يعالج فوراً. وأعراض التهاب الملتحمة احمرار في بياض العين وحكة وإفراز مائي وقشور حول أهداب العين وشعور بالخربشة عندما تطرف عينك. وعلاج التهاب الملتحمة هو تخفيف الأعراض بمسح الإفراز بقطعة قطن مبللة وتأكد من غسل يديك قبل وبعد معالجة عينيك لتجنب انتشار العدوى للعين الأخرى ولأشخاص آخرين في المنزل. ينبغي معالجة التهاب الملتحمة البكتيري بالمضادات الحيوية في صورة مرهم أو قطرة للعين للتخلص من العدوى. ولا يستجيب التهاب الملتحمة الفيروسي للمضادات الحيوية ولكن الجهاز المناعي للجسم يمكنه عادة التخلص من العدوى خلال أسبوع. التهاب العين التهاب الجفون يمكن أن يسبب التهاب جفون العين مشقة كبيرة حيث تصبح حواف الجفون حمراء ومستحكة وملتهبة، ويتكون مخاط قشري حول أهداب العين ويمكن أن يسبب اعتلالات في جلد الجفون أما العينان ذاتها فقد تصبحان حمراويتين وحساستين للضوء وتشمل الأعراض الأخرى الدمع الغزير والمظهر المشوه للجفون وعدم وضوح الرؤية وأحياناً يؤدي التهاب الجفون إلى التهاب الملتحمة في الجفون وهو عدوى تسبب الحكه والإفرازات والإحمرار. أما أسباب التهاب الجفون فلا يحدث دائماً نتيجة عدوى، على أنه إن أصاب حواف الجفون فقد يعزى السبب إلى عدوى ببكتريا المكورات العنقودية، أو إلى قشر الرأس أو كليهما، ويمكن أن يكون التهاب داخل الجفون نتيجة أيضاً لقشر الرأس أو مشاكل في غدد ميبوم الجفنيه التي تفرز مادة زيتية في جفن العين، والوردية هو مرض جلدي يمكن أن يكون سبب آخر. وعلاج التهاب الجفون هو المضادات الحيوية في صورة قطرة للعين أو مرهم للتخلص من البكتريا، كما يمكن استعمال ماء الكمأه (الفقع) للعلاج حيث ورد في الحديث أن الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين. التهاب العنبية العين كرة مجوفة مكونة من طبقات ثلاث، الطبقة الخارجية هي الصلبة وهي غطاء قوي والطبقة الداخلية وهي الشبكية، وهي تجمع الضوء، والطبقة الوسطى، هي العنبية، والتهاب العنبية هو التهاب لطبقة العنبية بين الصلبة والشبكة الداخلية. تتكون العنبية من أجزاء ثلاثة: القزحية وهو الجزء الملون الذي ينظم كمية الضوء التي تدخل العين والمشيمة وهي طبقة من الأوعية الدموية التي تغذي الشبكية، والجسم الهدبي وهو يربط الجزأين الآخرين. ويمكن أن يسبب الالتهاب أي من هذه الأجزاء. إن أكثر الأجزاء التي تصاب من العنبية هي القزحية، وهذا النوع من التهاب العنبية يسمى التهاب القزحية، ويمكن أن يصيب الالتهاب كذلك أجزاء أخرى من العين بما فيها الشبكية والعصب البصري والسائل الزجاجي، ويمكن أن تصيب الحالة إحدى العينين أو كلتيهما وتسبب فقداناً دائماً للإبصار. اقترن التهاب العنبية بموروثه تسمى مستضد الخلايا البيضاء البشري ب 27 (HLA-B27) وهي تسبب كذلك التهاب الفقار القسطي وهو مرض مناعة ذاتية يصيب العمود الفقري والحوض. وثمة حالات مرضية كثيرة تحدث مقترنة بالتهاب العنبية، وتشمل هذه التهاب المفاصل الرثياني وافرناوية ومرض بيشت وأنواعاً من العدوى مثل داء المقوسات، والدرن، وفيروس نقص المناعة المكتسب، والحلأ النطاقي وإصابة العين الجرحية، وحتى الإصابات القديمة للعين يمكن أن تؤدي إلى التهاب العنبية، وكذلك التعرض لسموم الأفاعي ويمكن أن يكون التهاب العنبية أحد مضاعفات جراحة العين. أعراض التهاب العنبية تشمل احمرار العين والحساسية للضوء وعدم وضوح الرؤية ورؤية بقع صغيرة تعبر مجال الإبصار والألم ويعتمد كل عرض على موضع الالتهاب فالتهاب العنبية الأمامي كثيراً ما يسبب الألم والاحمرار ونقص الإبصار بينما التهاب العنبية الأوسط والخلفي كثيراً ما تصحبه الطافيات ونقص الإبصار. أما العلاج فيمكن استخدام قطرات للعين التي توسع الحدقة مثل قطرة الأتروبين الذي يستخلص من نبات البلادونا يمكنه تخفيف الألم وكذلك قطرات العين أو المرهم الذي يحتوي على استرويد يمكن أن يقلل الالتهاب، وقد يلزم استعمال المضادات الحيوية وكذلك أدوية تثبيط المناعة لالتهاب العنبية المقترن بأمراض المناعة الذاتية.
