أيها العقل طال غيابك!

يارا

فكرت أن أغير قناعاتي. لا يمكن تجاهل الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والاحتلال الأمريكي للعراق وأفغانستان والاحتلال الروسي للشيشان والاحتلال الأثيوبي للصومال. لا يمكن نسيان سجن قونتنامو وأبو غريب والحرب الفرنسية على الحجاب. جميعها كما هو ظاهر للأعمى عدوان صليبي صهيوني على بلاد الإسلام. أثناء تفكيري في تغيير قناعاتي تذكرت أن الأيمان منظومة متكاملة. في ديننا الإسلامي مثلا: لا يمكن أن تؤمن بالصلاة دون أن تؤمن بالصوم. أن تؤمن بالصوم دون أن تؤمن بالشهادة. أن تؤمن بالشهادة دون أن تؤمن بالوحي. حتى على المستوى الدنيوي. في الليبرالية مثلا لا يمكن أن تؤمن بالحرية دون أن تؤمن بحرية المرأة لا يمكن أن تؤمن بحرية المرأة دون أن تؤمن بحرية الأقليات والطوائف. حتى الإيمان على المستوى الشخصي الداخلي منظومة متكاملة. الإيمان بالاحتلالات المشار إليها أعلاه بصيغتها الصليبية ليس معزولا. مرتبط بإيمانات أخرى. أول الإيمانات عليك أن تؤمن أن هناك مؤامرة تحيكها كل الدول الغربية. أن تفكر على أن الغرب دولة واحدة دينية صليبية وفي نفس الوقت عليك أن تؤمن أن الغرب دولة علمانية إلحادية. الغرب يروج للإيمان بالدين المسيحي وفي نفس الوقت يروج للإلحاد العلماني. ركب هذا المفهوم في رأسك بالطريقة التي تناسبك. المهم أن تؤمن به. الإيمان الثالث لتتكامل معك المنظومة يجب أن تؤمن أن هناك مؤامرة على المرأة المسلمة لإفسادها وإخراجها من حشمتها وعفتها. هذا الإيمان يحتاج منك أن تؤمن أن فساد المرأة الغربية هو الذي دفع الغرب لإفساد المرأة المسلمة. حسب المنطق التالي: ( فسدنا بناتنا ليش ما نفسد بنات الناس). بلغة أوضح تصور أن رجلا أفسد بناته وبدلا من إصلاحهن قرر إفساد بنات الناس. ركب هذا أيضا في رأسك. الإيمان الرابع في سلسلة هذه المنظومة يتطلب منكم الإيمان بالإعجاز العلمي الذي ابتكره زغلول. كل العلوم التي اخترعها الغرب موجودة ومذكورة في القرآن الكريم. الاكتشافات العلمية بكل أشكالها: الطبية الجغرافية الفلكية الكيمائية. لا داعي أن تعجب بالغرب. كل اختراع يخترعه الغرب سيجده لك زغلول في القرآن، وبالتالي بوصفك مسلماً تكون سبقت الغرب بألف وخمسمائة سنة. نستطيع أن نقول وفقا لبيانات زغلول إن المواطن الأفغاني متقدم على المواطن الفنلندي. المواطن الصومالي متقدم على المواطن البلجيكي. القبلي الدارفوري متقدم على إنسان مونتريال الكندي. الإيمان الخامس عليك أن تؤمن أن الزنداني في صنعاء اليمن صنع علاج مرض الإيدز الذي عجز عنه الغرب. لم يستخدم المختبرات والأبحاث العلمية كما يفعل الكفرة. اكتشفه من خلال قراءته للأحاديث النبوية فقط.
أمامنا إذاً منظومة إيمانات تتظافر لتصبح إيماناً واحداً يشكل شخصية الإنسان ويصيغ طريقة تفكيره. ضع علامة صح على ما تؤمن به :
كل ما يحدث في ديار المسلمين حرب دينية صليبية ، حرب علمانية ملحدة ، حرب إفسادية موجهة للمرأة المسلمة. تصديق إعجازات زغلول في مصر واكتشافات الزنداني في صنعاء اليمن.