غصن الطفولة

من أين أبدأ حديثي.. وكيف؟ أصوغ كلماتي.. وكيف؟ أروض القوافي..؟
..الم وجروح.. وطعون وقروح.. وكلام أنشره.. وشعر أنظمه.
.. ودمع من مقلتي قد انهمر.. وشيب برأسي قد غطى الشعر.
أيام حانية اندثرت وسنين ضاحكة اختفت.. كانت الأرض ملعبنا والغيوم سقفنا.. وكل من على الأرض اهلنا.
كان يومنا سعيدا.. وليلنا عيدا.. ونومنا هنيئا.. وخيالنا محدودا.. ليس سيارة يتمنى ولا بيت يتغنى..
وقلوبنا معطرة.. لا تعرف حقدا ولا غشا.. ولا تعرف ألما ولا جروحا.
لا تعرف إلا حبا وودا.. من نبع السعادة نسقيها دوما.. كي لا.. تموت أبداً.. وشفاهنا مبتسمة.. لا تعرف حزنا.. ولا تكف عن الضحك يوما.. يعطرها كلام ناعم أبداً لا تنم.. ويدانا للخير.
.. لا تعرف الشر.. ولا تقطف إلا الزهر ولا تنشر الا العطر..
.. كانت أيامنا زهرة فواحة ندية.. محملة بالعطر شذية.
.. وسنين طفولتنا زهرة قطفتها.. قبل ان تنفض الطل من على أوراقها.
تلك سنينا زهرة أرسلها اليك لترسم على شفاهك بسمة ندية.. وضحكة جلية.. وذبل غصن الطفولة واندثر.. وجف نهر المحبة والسعادة.. وأجدبت قلوبنا.. وحلت أرواحنا.. وكبرنا.. وتغير الحال. وتحقق المحال.. ودخلنا غابة مبهمة.. لا نعرف إلا بابها..
.. وتفرق الصحاب.. وتاه الخطو.. وتعددت السبل.
.. أصبح الخيال مشردا.. والقلب مغربا.. وبدت دنيانا صعبة.. فراق ولقاء... حب وكره.. جرح وسعادة.
.. جرحت قلوبنا واكتوت أرواحنا.. وتعقدت ألسنتنا.. ونحفت أجسامنا.
كم من حبيب فارقنا.. فكان ممن الموت قد طواه.. أو كان ممن لسفر.. ودعناه.. وبقى ممن أحببنا نزر يسير.. وسيكون فراقهم ان فارقناهم عسير.
--------------
هل تحب ان تكون من المؤمنين الذين يكلمهم الله؟! اذهب الى تلفزيون العيلة.
http://www.maktoob.com/familytv/