استيقظ سكان حي السامرعلى صوت جاءهم عبر المايكروفون ينذرهم بسرعة إخلاء المنازل فورا فبحيرة المسك على وشك الانفجار مما أثار الذعر والخوف في البيوت لدرجة أن الكثير من العوائل خرجت إلى الشارع دون استعداد لمثل هذا الموقف ليكتشفوا أن الأمر مجرد مزحة من أحد أبناء الحي المراهقين مما دفعهم لتسجيل بلاغ ضده. وقررت الجارتان هدى وفاتن التناوب على حراسة أطفالهما الصغار واقتسام ساعات النوم فيما بينهما من أجل التأهب لأي حالة طارئة تحدث كهطول أمطار جديدة أو انفجار لبحيرة المسك القريبة من منزلهم حتى يتسنى لهما مباشرة عملية الإخلاء الطارئة لأسرتيهما بعد سماعهما لخبر انفجار السد الترابي للبحيرة في أي لحظة عبر مكالمة هاتفية من إحدى القريبات . ولجأ السيد عبد الخالق الجهني إلى تهديد زوجته بالزواج من امرأة ثانية أكثر حكمة وتعاملاً مع الأحداث منها بعد أن أرهقته بإرسال رسائل نصية تنذر بحدوث سيول وبراكين مما جعله يعيش حالة من القلق والخوف ،وأصبح أضحوكة بين زملائه عندما كان يحاول التأكد من حقيقة المعلومات المرسلة اليه! .. حال سكان مدينة جدة منذ وقت حدوث الكارثة فالشائعات الشغل الشاغل للناس وتتناقل الهواتف المحمولة أعداداً كبيرة منها بشكل يومي مما تسبب في إثارة الذعر بينهم! الأخصائي النفسي علي الزائري وصف الشائعة بالتواصل الاجتماعي غير الرسمي لنقل المعلومات ومحاولة الناس لأنفسهم في التعبير بصوت مرتفع عما يجول في خاطرهم والتي تأتي في صورة فضفضة لمشاعرهم الداخلية وذلك عند غياب مصدر أكيد للمعلومات مشيراً إلى دور وسائل الاتصالات الحديثة في نقل الشائعة خلال دقائق مدعمة بالصوت والصورة موضحا أن أكثرها تأثير هي شائعة الخوف لأنها تعكس مخاوف الناس من نتائج أو كوارث مثلما يحدث الآن من خوف الناس من بحيرة المسك. واعتبر المرأة أكثر نقلا للشائعات في المجتمعات العربية لبعدها النسبي عن مصدر المعلومة ورغبتها التواصل مع الأحداث بشكل فضولي أكثر من الرجل.