ربما تدفع أم شابة حياتها بسبب خطأ طبي فادح، تمثل في عدم قدرة الأطباء على إدراك أن الشامة التي كانت في ظهرها ناتجة عن إصابتها بسرطان الجلد. وكانت تارا جونز ( 26عاماً) قد أجرت عملية لإزالة تلك الشامة قبل ثلاث سنوات، وأظهر الفحص، الذي أجري على عينة منها، أنها ناتجة عن ورم حميد. ولكن خلال الشهور التي تلت العملية تدهورت حالتها الصحية، وفقدت حوالي ثلاثين رطلاً من وزنها. وظن الأطباء أنها مصابة بالاكتئاب وعزوا نقص وزنها لفقدان الشهية. وشرعوا في علاجها بمضادات الاكتئاب. ولم تتضح إصابة جونز بالسرطان حتى بداية العام الحالي بعد إجراء فحوصات جديدة. وهنا أدرك الأطباء الخطأ الفادح الذي ارتكبوه في حقها. والآن انتشر السرطان في عظامها، وأبلغها الأطباء أنها لن تعيش سوى فترة محدودة. وتتمنى فقط أن تظل على قيد الحياة لتحتفل مع طفليها تايلر ( 6سنوات)، ولويس (ثلاث سنوات) بأعياد الميلاد. وتقول تارا في أسى بالغ "لن أتمكن من رؤية أطفالي وهم يكبرون، ولن أكون معهم عند ذهابهم إلى المدرسة لأول مرة، ولن أرى أصدقاءهم وصديقاتهم. وبسبب خطأ طبي فادح سأفقد حياتي. سأفقد كل شيء. لا أستطيع التفكير في ذلك! أحسب أيامي يوماً يوماً، ولا أدري كم من الأيام لي في هذه الحياة! لقد أصبحت حالتي غير قابلة للعلاج وذلك لانتشار السرطان في عظامي. أشعر برعب شديد عندما أذهب إلى النوم لأنني أخشى ألا استيقظ مرة أخرى. وأحياناً أعجز عن المشي، إنني أشعر بآلام مبرحة. وأكثر ما يؤلمني الأسى الذي يعصر قلبي. لا أستطيع تحمل المشاعر التي تنتابني عندما أرى أطفالي حولي. كثيراً ما يسألني تايلر، هل سأموت لأنني مريضة للغاية؟،. كيف سأجيب على هذا السؤال؟ لا أود أن أموت وأتركهم خلفي. أود أن أظل معهم. لا أستطيع تصور أنهم يعيشون بدوني، لأنني لم أفارقهم ولو ليوم واحد. سأفقد كل الأشياء التي أمارسها معهم، سأفقد الذهاب معهم إلى الحديقة العامة، وإطعام البط، وبالبحث عن الديدان مع تايلر". ولاحظ الأطباء وجود الشامة في ظهر تارا، التي تعيش في جنوب ويلز، عندما ذهبت إلى المستشفى لولادة ابنها لويس في عام 2005.وأخذوا عينة من الشامة وأظهر الفحص الذي أجري في مستشفى غلامورغان الملكي أنها لا تشكل خطراً على حياتها. وأقنعها أحد أصدقائها بإعادة الفحص، وبعد إجراء المزيد من الفحوصات زارها أحد الأطباء في المنزل ليبلغها بالحقيقة المروعة. وتقول تارا "أخبرني بحدوث خطأ قاتل في التشخيص، إذ إن الشامة التي أزلتها في عام 2005كانت ورماً خبيثاً. فأخذت أبكي وأصرخ وأصيح في وجهه بأنهم دمروا حياتي. ولكن كان ذلك بعد فوات الأوان، إذ لم يعد في الإمكان فعل أي شيء لإنقاذ حياتي. أحاول الاستمتاع بكل دقيقة متبقية من عمري، إلا أن ذلك أمر صعب جداً أن يعلم الإنسان أنه سيموت بسبب السرطان شيء صعب، ولكن أصعب منه وأقسى أن يدرك أنه كان من الممكن وقف انتشار الداء بسهولة لو كان الفحص الذي أجري بعد إزالة الشامة صحيحاً. سوف أموت بسبب خطأ فادح ارتكبه شخص ما". وترك زوجها كريس ( 29عاماً) عمله لتوفير الرعاية لها ولأطفاله. ووكلت الأسرة محامياً لرفع قضية إهمال ضد الأطباء. ويقول كريس "إن الخطأ الذي ارتكب في حق تارا فوق كل تصور. إنني أحبها كثيراً. وأفعل قصارى جهدي لأتماسك من أجلها وأجل الأطفال. تفرق شمل أسرتي بسبب خطأ طبي فادح".