توعية المتخلفين.. الجزائرية كنموذج

على البال

وبلادنا تستقبل ضيوف الرحمن لفت انتباهي ما تبثه الفضائية الجزائرية من برامج توعوية للحجاج الجزائرين وبأسلوب اعلامي مبسط وذي قيمة توعوية هامة،من جميع الجوانب،وتحذيرهم من المخالفات التي قد يقومون بها من غير قصد، فلا يخلو ما تبثه القناة بهذا الخصوص من ابراز للجهود التي تقوم بها بلادنا بهذا الخصوص، وهنا يحسب للفضائية الجزائرية هذا التوجه التوعوي الإعلامي الراقي، نظرا لحاجة الحجاج لمثل هذه البرامج التلفزيونية والتي تساهم بتسهيل حجهم ومساعدتهم بهذا الخصوص. وهنا كنت اتمنى ان يتم استغلال الفضائيات العربية والأجنبية في توعية الحجاج بعيدا عن الأساليب الإعلامية التقليدية والتي لازالت تعرض حتى في وقتنا الحاضر، فمن المهم ان تكون هناك خطة اعلامية متوافقة مع التوجهات العليا للدولة بخصوص تنظيم مناسك الحج، وهذا الأمر سيحل الكثير من المشاكل والمعوقات التي تحدث بهذا الموسم العظيم، من افتراش وتأخر في السفر وفي احيان كثير التخلف والإقامة غير النظامية لهؤلاء الحجاج، فلو تم التعامل على سبيل المثال مع مشكلة التخلف باعلام يبين الأضرار والآثار السلبية التي قد تواجه الحاج عند تخلفه بحثا عن فرص العمل،وتكون الرسالة لهذه التوعية واضحة وبأسلوب توعوي مباشر بأن تتم لقاءات مع بعض من تخلفوا وساءات بهم الظروف جراء اقامتهم غير النظامية، والعقوبات التي واجهوها والسلبيات التي احاطت بهم. فنستفيد من هذه الفضائيات اعلاميا وبطريقة احترافية، لاسيما ان التقارير التي اعتادت القنوات الفضائية عرضها خلال موسم الحج اصبحت مكررة ومملة احيانا، فأصبح الملل يراودنا ونحن نطالع في كل عام التقارير عن سائقي الدراجات النارية ومهاراتهم بالحج او عن الأطفال المفقودين!! لماذا لا نحاول ان نظهر الجهود الكبيرة لبلادنا من خلال تقارير هذه القنوات وبأسلوب تشويقي، واظهار الجوانب الأخرى لبلادنا بالمزج مع هذه المناسبة، لانني لاحظت انه لاتتم الاستفادة خصوصا من القنوات العالمية الشهيرة في هذا المجال، فلو تم اعداد لقطات سريعة ومصورة لاهم منجزات بلادنا ولقطات لجماليات مدننا وطلبنا من بعض القنوات ان يكون الشعار الأساسي لتغطياتهم عن الحج كما هو معمول مع الفارق طبعا اثناء استضافة الدول للمناسبات المهمة وخصوصا ما نشاهده اثناء الشارات الإعلامية في بطولات كأس العالم، فموسم الحج بطبيعة الحال اعظم واكثر روحانية لمليارات المسلمين، والكل يصبح موجهاً انظاره وحواسه باتجاه بلادنا، ومتى ما عملنا وبشكل اعلامي احترافي فان انعكاس ذلك سيكون كبيراً ومهماً في جميع الأحوال، لاننا مللنا التكرار الذي اصبحنا نتعامل معه اعلاميا مع موسم الحج. من ناحية اخرى ومختلفة نوعا ما عن موضوع هذا المقال، اتقدم بالشكر لمجموعة ال MBC لتفاعلها الإيجابي مع ما كتبته هنا بهذه الزاوية قبل اسبوعين بعنوان "منع اعلانات التدخين لايكفي"، حيث وجهت القيادة العليا بالمجموعة شركات الإنتاج التابعة لها وخصوصا "الصدف" بمنع التدخين بالمشاهد التي يتم تصويرها، كمحاربة علنية ومباشرة يضاف لتوجههم المميز بمنع اعلانات التدخين لدى جميع قنواتهم، حتى ولو افقدهم هذا الأمر مئات الملايين من الدولارات، فتحية لهم ونتمنى ان يحذو الجميع حذوهم.