قال الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما، في خطاب الفوز الذي ألقاه أمام مناصريه في حديقة "غرانت" بمدينة شيكاغو في ولاية إيلينوي، إن التغيير جاء إلى أميركا، مشدداً على أن القوة الحقيقية للأمة الأميركية لا تأتي من قوة سلاحها أو حجم ثروتها بل من القوة الثابتة لقيمها. وقال الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة والأول من أصل أفريقي في تاريخ الولاياتالمتحدة والرئيس الديمقراطي الخامس عشر إن التغيير جاء إلى أميركا، "إذا كان البعض منكم ما زالوا يشككون بأن أميركا هي المكان الذي يمكن فيه تحقيق كل شيء.. ما زالوا يتساءلون عن قدرة الديمقراطية الأميركية، الليلة تحصلون على الإجابة". وقال ان "الإجابة جاءت من خلال الطوابير الطويلة من الناخبين أمام المدارس والكنائس والتي لم تشهد الولاياتالمتحدة مثلها من قبل. ومن الناس الذين انتظروا ثلاث أو أربع ساعات، وعدد كبير منهم صوتوا للمرة الأولى لأنهم آمنوا ان هذه المرة يجب أن تكون مختلفة وبأن صوتهم قد يحقق هذا الفرق". وأضاف ان الإجابة جاءت من "الشباب والمسنين، الأغنياء والفقراء، الديمقراطيين والجمهوريين، من البيض والسود واللاتين والآسيويين والأميركيين الأصليين والمثليين والمستقيمين المعوقين والأصحاء الأميركيين الذين بعثوا رسالة إلى العالم اننا لسنا مجموعة من الولايات الحمراء والزرقاء نحن نشكل الولاياتالمتحدة الأميركية وسنبقى دائماً" .وأكد "بسبب كل ما فعلناه هذا اليوم في هذه الانتخابات وفي هذه اللحظة الحاسمة، جاء التغيير إلى أميركا". وهنأ أوباما منافسه المرشح الجمهوري جون ماكين والمرشحة لمنصب نائبته حاكمة ولاية آلاسكا سارة بايلين على كل ما حققاه وقال ان ماكين ناضل من أجل الأمة الأميركية وقدم تضحيات كثيرة وأشار إلى انه يتطلع إلى العمل معهما "لتجديد وعد هذه الأمة بالتغيير في الأشهر المقبلة". وتوجه أوباما في كلمته، التي ألقاها عند منتصف الليل بالتوقيت الشرقي في الولاياتالمتحدة، بالشكر إلى جميع من ساهم في تحقيق انتصاره من المرشح لمنصب نائب الرئيس السيناتور جوزيف بايدن وزوجته ميشال وابنتيه ساشا وماليا وجدته التي توفيت قبل يومين .وشكر مدير حملته ديفيد بلوف وكبير الاستراتيجيين في الحملة ديفيد أكسيلرود وفريق حملته الذي وصفه بأنه "أفضل فريق في التاريخ السياسي الأميركي". وأضاف "ولكن فوق كل ذلك لن أنسى ما حييت إلى من يعود الفضل في هذا النصر: إليكم أنتم". وأردف أمام حشد قدر ب 125ألف شخص "ان الطريق أمامنا ستكون طويلة. قد لا نصل إلى هدفنا في عام واحد أو ولاية واحدة ولكني يا أميركا لم أكن متفائلاً أكثر مما أنا عليه هذه الليلة بأننا سنبلغ هدفنا. أعدكم أننا كشعب سنصل إلى هدفنا". وأكد مجدداً على "ان الحكومة لا يمكنها حل كل المشاكل ولكني سأكون صادقاً معكم حول التحديات التي نواجهها. سأصغي إليكم خصوصاً حين لا نتفق. والأهم من ذلك أني سأطلب منكم أن تشاركوا في العمل على إعادة بناء هذه الأمة وهي الطريقة الوحيدة التي اتبعت في أميركا في ال 221عاماً لماضية: طوبة فوق طوبة ويداً بيد". وأكد ان "النصر وحده ليس هو التغيير الذي نسعى إليه بل هو الفرصة لنا لتحقيق التغيير المرجو. وهذا لا يمكن أن يحصل بالطريقة التي كانت متبعة من قبل. لا يمكن أن يتحقق التغيير من دونكم". وعن الأزمة المالية قال أوباما "إذا علمتنا الأزمة المالية شيئاً فهو أنه لا يمكن لوول ستريت أن يزدهر فيما الآخرون يعانون. نحن نزدهر أو ننهار كأمة واحدة. كشعب واحد". وشدد الرئيس الأميركي المنتخب أكثر من مرة في خطابه على الوحدة بين الحزبين. ودعا إلى "مقاومة إغراء العودة إلى الحزبية نفسها وضيق الأفق وعدم النضج التي سممت سياساتنا لفترة طويلة". واستشهد بكلام للرئيس الراحل أبراهام لينكولن في خطابه عندما انتخب رئيساً ودعا خلاله إلى الوحدة بين الجمهوريين والديمقراطيين. وقال أوباما "كما قال لينكولن لشعب كان أكثر انقساماً مما نحن عليه الآن "نحن لسنا أعداء، لكننا أصدقاء" ولأولئك الأميركيين الذين سأعمل على اكتساب أصواتهم، ربما لم أحظ بأصواتكم، ولكنني أسمع صوتكم.. أنا بحاجة إلى مساعدتكم.. وسأكون رئيسكم أيضاً". وتوجه "إلى الذين يريدون تدمير العالم سنهزمكم" و"للذين يسعون للسلام والأمن سنقف إلى جانبكم" .وأضاف "إلى جميع الذين تساءلوا ما إذا كان المشعل الأميركي ما زال مضيئاً فقد أثبتنا الليلة مرة أخرى ان القوة الحقيقية لأمتنا لا تأتي من قوة سلاحنا أو حجم ثروتنا بل من القوة الثابتة لقيمنا: الديمقراطية والحرية والفرص والأمل الذي لا يتزحزح" .وذكرت وسائل إعلام أميركية أن أوباما فاز ب 338صوتاً من أصوات المجمع الانتخابي، فيما حصل ماكين على 156لمنافسه. وكان الأميركيون قد اصطفوا في طوابير طويلة للإدلاء بأصواتهم . وشهدت الانتخابات أعلى نسبة إقبال على مراكز الاقتراع في التاريخ الأميركي ،وصلت في بعض الولايات الى أكثر من 80%.