ظاهرة البهرجة استفحل أمرها وشاع شيوعها بين الاُسر ولم تصبح ملتقى فكريا متنازعا بسيطا وينتهي بل تعدت كل المدارات.. الأُسر المُقوقعة هي التي تعاني من تلك المعضلة التي تهتم لآراء الآخرين وتنغمس في أهوائهم تترك الإفادة والإجادة على قارعة الطريق وتشخص بناظريها نحو التيجان والحُلي المقلدة وإن كانت حقيقة لاتبحث عن جوهر معاناة ومأساة رصدتها حكايا أُناس طرحتها لنا مدرسة الحياة فرأينا مارأينا وسمعنا ماسمعنا ويذهب البريق دون مساس منهجية الأسر المتبهرجة الإنعواجية كما أسمّيها منهجية قاتمة المعايير تكاد تُغيّر كل المعالم وتنفي كل التفاصيل بُغية الظهور لم تضع الأصالة التقاليد العربية المكانة الإجتماعية الفضاء الرحب المتسع لذوات البساطة بل ضربت بذلك كله عرض الحائط وبحثت عن اجتهادات البهرجة في مياه عكِرة. الأسباب أعتقد أنها في حلقة مفقودة ونجد في مُقدمتها ضعف الوازع الإخلاقي وهشاشة القِيم التي أودت بعقليات تلك الفئة في مهبّ الريح. أحدهم قال لي إن هذه الفئة من المجتمع قد تنصف وتظلمك في آن واحد قلت له كيف قال تعال بينهم وتكلّم ببوق عاجي قلء لدي... ولدي... رصيدي... أملاكي ومن هذه المنطلقات تستطيع أن تكون السيد المُطاع عجبت لكلامه وتأملت وقلت قد يكون صحيحاً. نعم قد يكون صحيحاً ذلك الكلام الذي لم يفتعله صديقي من فراغ بل شواهد شاخت لها الأبدان واقشعرت منها الأعيان القضاء عليها لن يكون سهلاً إلا في حالة الهبوط من تلك الأبراج العاجية والعودة إلى مستوى النظر والبقاء على وتيرة خُلقية متزنة تُجبلك على قمع التعسّفات والإشكالات الظالمة والعودة بصدق ومراعاة النفوس وترك مالايعنيهم والاهتمام بما يعنيهم عندها سنجد البياض والنقاء والصدق وزوال تلك البهارج.