شن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أمس هجوماً عنيفاً على معارضيه السياسيين واتهمهم بالتواطؤ مع الأجانب للإطاحة بحكومته. وقال نجاد في كلمة بمدينة قم وهي معقل لعلماء الدين وطلاب العلوم الدينية في إيران ان معارضي الحكومة يتجاهلون الإنجازات الكبيرة التي قدمتها الحكومة خلال الأعوام الثلاثة الماضية (التي شغل فيها منصب الرئاسة) وينسبون كل الإنجازات إلى حكومتي الرئيسين السابقين هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي. واتهم الرئيس الإيراني معارضيه بالتواطؤ مع الأجانب وقال بأن ما قامت به حكومته في الملف النووي كان انجازاً عظيماً ولكن معارضيه يتجاهلون كل ذلك. وتأتي تصريحات الرئيس نجاد بعد يوم واحد من تصريحات ادلى بها الرئيس الإيراني الأسبق اكبر هاشمي رفسنجاني انتقد من خلالها الأداء الاقتصادي لحكومة الرئيس نجاد. وتتصاعد الانتقادات الشعبية لأداء حكومة الرئيس نجاد وخاصة بين الطلبة الجامعيين بسبب الارتفاع المستمر في نسبة التضخم والبطالة. من ناحية أخرى، توجه الرئيس الإيراني أمس إلى العاصمة الطاجيكية دوشنبه على رأس وفد رفيع للمشاركة في القمة الثامنة للدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون في خطوة لحشد دعم أعضاء هذه المنظمة وخاصة روسيا والصين لبرنامج بلاده النووي. وتضم منظمة شنغهاي للتعاون التي تم تأسيسها عام 2001وتتمحور أهدافها حول التعاون الأمني والسياسي والعسكري والاقتصادي بين الدول الأعضاء كل من الصين وروسيا وكازاخستان وطاجيكستان والتحقت بها كل من ايران والهند وباكستان ومنغوليا بصفة مراقب. وتؤكد أوساط ايرانية بأن الرئيس نجاد الذي سيجتمع على هامش اجتماع قمة مجموعة شنغهاي للتعاون مع زعماء هذه المجموعة سيعمل خلال محادثاته مع زعماء كل من روسيا والصين إلى اقناع قادة البلدين في تعزيز دعمهما لطهران في نزاعها المحتدم مع الغرب وخاصة الولاياتالمتحدة حول البرنامج النووي الإيراني. وأضافت هذه الأوساط بأن الرئيس الإيراني سيسعى جاهداً خلال لقائه بالرئيس الروسي ديمتري ميدفيدف على هامش قمة دوشنبه استثمار الفتور الشديد في العلاقات بين موسكووواشنطن على خلفية الحرب التي شهدتها جورجيا لتعزيز الدعم الروسي للموقف النووي الإيراني واقناع زعيم الكرملين على بيع ايران أحدث أنواع الأسلحة والأجهزة والمنظومات العسكرية المتطورة المتوفرة في الترسانة العسكرية الروسية. وقال الإعلام الإيراني بأن محادثات الرئيس نجاد مع نظيره الروسي ديمتري ميدفيدف على هامش قمة شنغهاي ستتمحور حول الملف النووي الايراني وتطورات الوضع على الساحة الجورجية. وترى الأوساط الإيرانية بأن النزاع في جورجيا جاء لصالح ايران بسبب انشغال الولاياتالمتحدة بالقضية الجورجية وبالتالي ابتعاد واشنطن عن الملف النووي الإيراني من جهة وتراكم الغيوم الداكنة في سماء العلاقات بين موسكووواشنطن والذي سينعكس ايجابياً على التعاون النووي والعسكري بين طهرانوموسكو.