سُئل شيخ عن سر سعادته وصحته قال إنه لم أخزن أبداً في قلبي غضباً على عائلتي ولم أحسد من هو أعظم مني ولم أشمت بسقوط أحد. كلمات ذلك الشيخ ذهبية اللفظ والمعنى فلازالت يُذعن لها من أسماع العقلاء الذين عرفوا خضم الحياة عن دراية وتجربة. فمن يعيها ويعرف قيمتها يجدها استعداداً لسعادة قادمة لمن هم في سن الصبا والشباب وتنويرا جديدا وعظة هادئة لمن هم في ركب الشيخوخة. حياتنا المليئة بالمتغيرات يقل بها جانب الاستعداد والهدوء العقلاني للوصول للأهداف الحتمية.فتجد البعض يلوذ بشيباته في غضب جم على أفراد عائلته ومن هم في خارج نطاق العائلة تجده الرؤوف الرحيم.ذلك التناقض يخلق فتورا في مشيبه حيث صفو حياته يجبن ولا يستطيع الحراك في أي مدار. وكذلك الحسد الساري في النفوس كاشتعال النار في الحطب يبعثر الأخلاقيات ولا يجمعها على سوّية واحدة.فأضحى الحسد مضرب نقص يغزو أولي النفوس المتناقضة الرافضة لمبدأ القناعة وجموحها.واكمالاً لنهج التناقضات التي تقتل الشيب قبل مشيبه الشماتة بالناس فالبعض يتخذ ذلك المجال سخرية وهزواً.لا يلبث على ذكر المحامد والعلياء ولكن يشمت بالسقوط والهبوط ولا يثني على وصول ونجاح.. تلك الرسائل التي بعثها جواب الشيخ عن شيخوخته السعيدة هي الهناء بأم عينه فكثير ما تغيب عنه الاستعداد لمشيب هانئ.فحري بنا أن نسير على نهجنا الأخلاقي لحميد ونترك بغائض الأمور في نقصان وخوارم للمروءة.