بدء برنامج عودة أهالي الفلوجة واعتقال 44 عراقياً جنوب بغداد

هجوم بالقذائف على مقر للشرطة وعبوة ناسفة في تكريت

بدأ نحو 20 من سكان الفلوجة أمس الخميس تفقد منازلهم في حي الاندلس في إطار البرنامج الذي وضعته الحكومة العراقية للاهالي للعودة إلى ديارهم التي غادروها قبل 60 يوما اثر الاجتياح الامريكي للمدينة لتعقب المسلحين والقضاء عليهم.
وقال شهود عيان لوكالة الأنباء الالمانية (د.ب.أ) إن 20 مواطنا شوهدوا صباح أمس يدخلون الحي بسياراتهم الخاصة وإن هناك أكثر من 100 آخرين ينتظرون أن تسمح مفارز التفتيش التابعة للحرس الوطني والقوات الأمريكية لهم بالدخول.
وأضاف الشهود أن السماح بدخول المدينة اقتصر على رب الاسرة دون أفرادها بعد المرور بقوات الحرس الوطني التي تتولى تفتيشه بدقة بعد أن يبرز هوية تعريفية وبطاقة تموينية ثم بعد ذلك يمر بنقطة للقوات الأمريكية يزود خلالها ببطاقة ويختم على يديه للاذن له بالدخول.
وأكد شهود عيان أن الاجزاء الشرقية والجنوبية للمدينة شهدت مساء أمس الأول الاربعاء اشتباكات وتبادلا لاطلاق النار بين القوات الأمريكية ومسلحين فيما سمع دوي انفجارات من مسافات بعيدة.
وكانت الحكومة العراقية قد وضعت برنامجا لعودة سكان الفلوجة إلى منازلهم حسب جدول زمني يبدأ بحي الاندلس.
وكان نحو 450 ألفا من سكان الفلوجة قد فروا إلى مناطق في الصقلاوية والكرمة والأزرقية ومجمع المدينة السياحية في الحبانية إثر اجتياح القوات الأمريكية للمدينة قبل شهرين.
وكان وزير الامن القومي العراقي قاسم داود قد أعلن أن نحو ألفين من سكان الفلوجة سيسمح لهم بالعودة أمس الخميس في إطار برنامج إعادة جميع السكان إلى المدينة.
اعتقال 44 مشتبهاً جنوبي بغداد
من جهة أخرى اعلن الجيش الاميركي في بيان أمس الخميس ان قوات مشاة البحرية الاميركية (المارينز) اعتقلت 44 مشتبها بهم في عملية عسكرية قامت بها بالتعاون مع القوات العراقية جنوبي بغداد في المنطقة التي يطلق عليها اسم «مثلث الموت».
وقال البيان ان «جنودا من المارينز تمكنت بالتعاون مع قوات امن عراقية من اعتقال 44 مشتبها بهم امس الأول الاربعاء جنوبي بغداد في عملية ضد مواقع المتمردين مما رفع عدد المعتقلين إلى 600 شخص خلال خمسة اشهر».
واوضح البيان ان هؤلاء الاشخاص تم وضعهم قيد الاعتقال ولم يطلق سراح اي منهم على عكس عمليات الاعتقال الاخرى التي تجري في بقية انحاء العراق.
وكان الجيش الاميركي قد شن عمليتين في هذه المنطقة الاولى في تشرين الاول - اكتوبر الماضي والثانية في تشرين الثاني - نوفمبر الماضي.
وتقع مدينتا اللطيفية والمحمودية في هذه المنطقة التي يطلق عليها اسم «مثلث الموت» لكثرة ما شهدت من عمليات خطف لعراقيين واجانب وهجمات على قوافل عسكرية وعمليات قتل استهدفت مسافرين وزوارا للعتبات المقدسة.
وعثر على العديد من الجثث في هذه المنطقة قبل ان تشن القوات المتعددة الجنسيات عملية واسعة فيها في 23 تشرين الثاني - نوفمبر للقبض على المقاتلين والخارجين على القانون.
اعتقالات في كربلاء
وفي كربلاء أعلن المتحدث الاعلامي في الشرطة أمس الخميس القبض على ستة أشخاص يشتبه في تورطهم في الانفجارات التي شهدتها مدينة كربلاء في مطلع الاسبوع.
وقال المتحدث إن شرطة كربلاء ألقت القبض على خمسة عراقيين وشخص أجنبي وتبحث عن اثنين آخرين من احدى دول الخليج شاركوا جميعا في تفجير السيارة المفخخة في كربلاء يوم الاحد الماضي.
وأضاف أن المعتقلين اعترفوا جميعا بارتباطهم بتنظيم (القاعدة) في العراق الذي يتزعمه الارهابي أبو مصعب الزرقاوي وبأنهم شاركوا في تنفيذ الانفجارات في كربلاء يوم الاحد الماضي ومحاولة اغتيال ممثل المرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني في المدينة الاسبوع الماضي بواسطة عبوات ناسفة.
وأوضح المتحدث «أن الشرطة تبحث حاليا عن اثنين من احد بلدان الخليج متورطين في الانفجارات الاخيرة بعد أن اعترف زملاؤهم بأنهم جزء من المجموعة التي ساهمت في تنفيذ الانفجارات».
وأشار المتحدث إلى أن التحقيق ما زال مستمرا وإلى أن المشتبه بهم عثر بحوزتهم على أسلحة وصور وافلام فيديو تظهر فيها تدريبات تلقوها في الخارج على تنفيذ هجمات مسلحة في العراق.
وكانت مدينة كربلاء قد شهدت الاسبوع الماضي وفي مطلع الاسبوع الجاري سلسلة هجمات بعبوات ناسفة وسيارة ملغومة سقط ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.
هجوم على مقر للشرطة في بغداد
إلى ذلك قتل شرطي واصيب اخر بجروح خطيرة أمس الخميس نتيجة سقوط قذيفة كاتيوشا امام احد مقرات الشرطة في بغداد، حسبما افاد ضابط في الشرطة العراقية.
وقال مصدر أمني ان «الانفجار ادى إلى مقتل شرطي واصابة اخر بجروح خطيرة نقل على اثرها إلى احدى المستشفيات».
واوضح المصدر ان «هذه هي المرة الثالثة التي يتعرض لها هذا المركز إلى هجمات صاروخية لكنها المرة الاولى التي تؤدي إلى وقوع ضحايا».
بعض آثار الهجوم بقذيفة مورتر أمس الخميس على مركز شرطة حي المأمون في بغداد حيث تظهر فروع اشجار مدمرة وشرطي يرفع لوحة مركز شرطة المنصور القريب من مكان الهجوم (أ.ف.ب)
عبوة ناسفة في تكريت
وفي تكريت قتل احد عناصر الحرس الوطني العراقي واصيب اثنان اخران بجروح اليوم الخميس في انفجار عبوة ناسفة على طريق دوريتهم حسبما افاد مصدر امني لوكالة (فرانس برس).
وقال النقيب علي يوسف من قوات الحرس الوطني العراقي في محافظة صلاح الدين ان «علاوي حسين احد عناصر الحرس قتل واصيب اثنان اخران بجروح عندما انفجرت عبوة ناسفة كانت مزروعة على حافة الطريق على دوريتهم بالقرب من مدينة تكريت (180 كلم شمال بغداد».
جثة لشرطي عراقي في الناصرية
وفي الناصرية عثر أمس الخميس على جثة شرطي مقتول بالرصاص وفق مصادر الشرطة العراقية كما اختطف مجهولون عراقيين اثنين في هذه المنطقة التي نادرا ما تشهد حوادث من هذا النوع.
واوضح المقدم محمد هبيل مساعد مدير شرطة محافظة ذي قار (مركزها الناصرية) انه «عثر على جثة الشرطي حسين سهر في مياه نهر الفرات على بعد 5 كلم شمال الناصرية».
وقال «اختفى الشرطي منذ ثلاثة ايام وعثر على جثته مصابة بعد طلقات نارية في الرأس».
من ناحية اخرى وفي المحافظة نفسها خطف مجهولون عراقيين اثنين.
واكد المهندس عبد الله ساجت مدير سكك حديد ذي قار «ان مسلحين مجهولين اختطفوا صباح أمس الخميس في منطقة لقيط (60 كلم جنوب الناصرية) سائق مقطورة لصيانة السكك الحديد ومساعده» فيما كانت متوجهة من الناصرية إلى البصرة (550 كلم جنوب بغداد).
نسوة عراقيات ينظرن بأسى بعد هجوم بقذيفة مورتر تعرض لها مركز شرطة حي المأمون في العاصمة بغداد أمس الخميس وتسبب انفجار القذيفة خارج المبنى في مقتل أحد رجال الشرطة واصابة آخر بجراح (أ.ف.ب)
ارتفاع حصيلة انفجار المحمودية
إلى ذلك قتل سبعة اشخاص واصيب 52 اخرون بجروح في انفجار صهريج غاز امس الأول الاربعاء في المحمودية في حصيلة جديدة وفق مصادر المستشفى العام في المدينة التي تقع على بعد 30 كلم إلى الجنوب من بغداد.
وقال مدير مستشفى المحمودية العام داود الطائي «الحصيلة الاخيرة لانفجار يوم امس الأول يشير إلى سقوط سبعة قتلى و52 جريحا بينهم 18 بحالة خطيرة».
وكانت الحصيلة الاولى اشارت إلى سقوط خمسة قتلى وعشرين جريحا في الانفجار الذي لم يعرف ان كان ناجما عن صهريج مفخخ او صهريج يحمل غاز.
وكان الطائي اكد ان الاعتداء نجم عن تفجير «صهريج مفخخ».
بالمقابل اكد مصدر اميركي انفجار صهريج في المكان مشيرا إلى ان ذلك «لا يعني بالضرورة انه من فعل المتمردين».
وقال النقيب ديفيد نفرز من قوات المارينز «سنساعد الشرطة العراقية في التحقيق وسنعرف تفاصيل ادق لاحقا».
عراقيون يفحصون آثار الدمار الذي لحق بمعرض للسيارات شرقي بغداد