يمثل الأدب صلة كبرى لدارس التاريخ فيقدم تصوراً للفرد يشمل الرؤية في الأفكار والآراء والعواطف ويتعدى تأثيره إلى الجماعة والمجتمع ثم الى الأمة. والشعر من أهم ما دون في تاريخ الأمة العربية والإسلامية. فمن خلاله عرفت كثير من الاحداث والوقائع المجهولة. و يأتي دور المؤرخ في الإفادة من تلك المدونات والتفاصيل فيأخذ في شرحها وتحليلها ودراستها للظفر بالحقيقة التاريخية. وكتب الأدب من شعر وفن ونقد تمثل جزءاً من ذلك المكنون والتراث الرائع وتعد كتب التراث من أهم وابرز تلك الروافد التاريخية. فسعى العلماء والباحثون والمحققون في كشف المؤلفات والمخطوطات التي أسهم علماء الأمة في تدوينها وحفظها فتتابع المحققون لإخراج تلك الكنوز المليئة بالدرر فأفادوا تراث الجزيرة العربية خصوصاً والأمة عموماً. وأخذ كثير من علمائنا ومحققينا بالبحث عن كثير من المخطوطات وتتبعها والبحث عنها بجهود ذاتية رغم العناء والتعب والإرهاق الجسدي والمادي. فأسهموا في نشر ما توصلوا إليه في كتب مطبوعة أو نشرها في المجلات المُّحكمة والمتخصصة داخل بلادنا وخارجها. ولعل من أنشط باحثينا وعلمائنا المحققين في كتب الأدب العلامة الدكتور عبدالعزبز بن ناصر المانع أستاذ الأدب بجامعة الملك سعود. حيث تجد له بحوثاً عديدة في مجلاتنا داخل بلادنا وخارجها خصوصاً في المجلات التراثية التي اصدرت في مصر ومشاركات واسعة في الندوات العلمية التي تقام داخلياً وخارجياً. تعود معرفتي به لأول مرة في عصر أحد الأيام في أواخر عام 1413ه لدي شيخنا العلامة حمد الجاسر فكان يقرا علية و يستفيد منة شأنه شأن الكثير من الأدباء والباحثين والمؤرخين مع متابعة حضور خميسياته المشهورة كل أسبوع. اتجه المانع لكثير من المخطوطات لتحقيقها وإخراجها بجودة تامة قدر الإمكان مع تتبع دراسات المستشرقين وما تنتجه المطابع بل والسفر للبلدان للبحث والتقصي عن تراث الأمة العربية والتعامل الراقي مع تلامذته فضلاً عن خلقه الجم والدمث مع الآخرين. ان أمثال هؤلاء الأدباء وما يقدمونه عن رغبة ومحبة - وليس عن عمل وظيفي أكاديمي فقط - هو الذي أسهم في بروز أمثال هؤلاء الذين نفتخر بهم وندعو لهم مع الإشادة بهم وتكريمهم والثناء على عطائهم المحمود....