في بلدة ارتبطت بالبحر منذ القدم، وأصبحت ثول والبحر وجهان لعملة واحدة، كانت تموج بحراك صيد الأسماك وتوريده لكبرى مدن منطقة مكةالمكرمة، مما ترك تاريخ بحري امتزج مع النشاط السكاني البري، مع موروث متنوع في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. وفي ثول يظل متحف خضر حضرم الجحدلي مظلة تجمع تاريخ وموروث ثول، ومسرح مفتوح يجسد لجيل اليوم تاريخ وحياة الأمس. يقول الجحدلي ل"الرياض": تأسس المتحف 1421ه، وكان زاوية صغيرة في مدخل منزلي، كنوع من التغيير، وما لبثت وقتاً قصيراً حتى استهوتني الفكرة وبدأت شغوفاً بجمع المقتنيات القديمة، فبدأت بتخصيص غرفة في المنزل وتوسعت عاماً بعد عام حتى وصلت عدة أجنحة، حيث الهدف من إنشاء المتحف تعريف الأجيال على تراث الآباء والأجداد، وكيف كانت حياة أسلافنا، والاستفادة من هذا الموروث لتخيل الحياة التي كانوا يعيشونها. ويتميز المتحف عن غيره كونه يجمع بين الموروث البري والبحري ويضم مقتنيات من خارج المملكة، وأيضاً هو الوحيد في هذه البلدة، ويضم أكثر من 450 قطعة اثرية ومجموعة من العملات القديمة والمخطوطات والصور. ويشير الجحدلي أن للمتحف دور مهم في إبراز موروث البلدة والمنطقة عموماً عند المهتمين به فهو يبرز الكثير من مقتنيات البلدة، كما توجد معروضات بحرية مثل السفينة الخشبية التي تسير بالأشرعة وأدوات الصيد، ومجسم لها، وكذلك نوع الأحذية التي تستخدم داخل الماء والرمح لصيد السمك، ومعروضات برية لمضخة ماء وأواني حفظ المياه وطرق نقلها ومجسم لبئر، وكذلك حرف يدوية للنسيج وخياطة الملابس. وبين شراكات بين المؤسسات والجهات التعليمية والثقافية والفكرية وبين الاتجاه السياحي، تظل الأحلام لتعزيز دور المتحف اليتيم في ثول ليصبح وجهة سياحية في عصر صناعة السياحة والترفيه. معروضات من التراث القديم