مع إعلان إدارة نادي القادسية التعاقد مع مدرب جديد لقيادة الفريق الأول لكرة القدم، عاد التفاؤل ليطرق أبواب الجماهير، لكنه تفاؤل مشوب بالتساؤل: هل ينجح المدرب الجديد في إصلاح ما أفسده سابقه، وإعادة الفريق إلى المسار الصحيح؟ الفترة الماضية لم تكن سهلة على القادسية، إذ عانى الفريق من تذبذب في النتائج وغياب واضح للهوية الفنية، إلى جانب قرارات فنية لم تخدم المجموعة، سواء على مستوى التشكيل أو توظيف اللاعبين، ما انعكس سلبًا على الأداء داخل الملعب وأفقد الفريق الاستقرار والثقة. المدرب الجديد يرث تركة ثقيلة، تتمثل في فريق يعاني نفسيًا قبل أن يكون فنيًا، وهو ما يجعل مهمته أكثر تعقيدًا. فالإصلاح لا يقتصر على تغيير طريقة اللعب أو رسم الخطط، بل يبدأ بإعادة الانضباط، وبناء الثقة بين اللاعبين والجهاز الفني، وإيجاد روح جماعية قادرة على تجاوز آثار المرحلة السابقة. نجاح المدرب الجديد مرهون بعدة عوامل، أبرزها سرعة قراءة واقع الفريق، والقدرة على اتخاذ قرارات حاسمة دون تردد، إضافة إلى حسن استغلال الإمكانات المتاحة، خاصة العناصر الشابة التي تحتاج إلى توجيه صحيح وفرصة حقيقية لإثبات ذاتها. كما أن الدعم الإداري والاستقرار خارج الملعب يمثلان عنصرًا أساسيًا في أي مشروع فني ناجح، في المقابل، يجب أن تتحلى الجماهير بالصبر، فالإصلاح لا يحدث بين ليلة وضحاها، ولا يمكن الحكم على التجربة من مباريات قليلة. المرحلة الحالية تتطلب تضافر الجهود، ومنح المدرب المساحة الزمنية الكافية للعمل، مع المحاسبة المنطقية بعيدًا عن ردود الفعل العاطفية. يبقى السؤال مفتوحًا: هل ينجح مدرب القادسية الجديد في تصحيح المسار؟ الإجابة ستأتي من أرض الملعب، حيث ستكون النتائج والأداء الحكم الحقيقي، لكن المؤكد أن الفرصة قائمة، والكرة الآن في ملعب الجهاز الفني الجديد لصناعة بداية مختلفة تليق بطموحات القادسية وجماهيره. علي طاهر الصقر