أعلن مركز الدرعية لفنون المستقبل اليوم، وهو أول مركز مخصّص لفنون الوسائط الجديدة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عن تاريخ افتتاح المعرض الرابع في سلسلة معارضه الكبرى، ويحمل عنوان «من الأرض: من التكنولوجيا الأرضية إلى علوم الأحياء الحاسوبية» يتمحور المعرض حول أربعة مواضيع رئيسة، وهو من تنظيم القيّمة الفنية في المركز، إيريني بابادمتريو، ويستمرّ من 14 يناير إلى 16 مايو 2026، داعياً الزوّار إلى التأمّل في العصر الرقمي ودوره في إعادة تشكيل علاقة الإنسان مع العالم الطبيعي. من خلال أعمال لأكثر من 30 فناناً، يتساءل معرض «من الأرض» كيف تُوظَّف التكنولوجيا في أغلب الأحيان كأداة للتحكم بالطبيعة والعالم من حولنا، ويتطرّق في الوقت نفسه إلى تداعيات التكنولوجيا الرقمية على البيئة في كوكب محدود الموارد. وتذكّرنا الأعمال الفنية المعروضة بأن الوسائل التكنولوجية مصنوعة من موارد الأرض نفسها، وتعتمد على الطاقة، وعلى خوادم مادية، وكبلات بحرية، ومعادن نادرة. فالأنظمة الرقمية لا تعمل بمَعزل عن عالمنا، بل تعتمد على اليد العاملة البشرية والموارد المستخرجة من الأرض؛ وبالتالي، يقترن استحداثها واستخدامها بتبِعات مادية واجتماعية وبيئية. من عدسة الفنانين المبدعين، يسلّط المعرض الضوء على هذه العلاقات التي نغفل عنها كثيراً، وعلى البنى التحتية التي تقوم عليها الأنظمة الرقمية، ويكشف حقيقة أن الآلات والطبيعة والبشر والكائنات غير البشرية هي كلّها جزء من هذه الأنظمة المترابطة. كما تقدّم الأعمال الفنية منظوراً آخر تكون فيه الابتكارات التكنولوجية وفيّة للبيئة ومُراعية لمواردها، فتؤكّد على أن العلاقة التكافلية بين التكنولوجيا والبيئة ممكنة. هذه الشراكة بين الفن والتكنولوجيا والعلوم تشقّ طرقاً إبداعية ومبتكرة للوقوف على القضايا الملحّة ومواجهة هياكل السلطة التكنولوجية، وتقترح مسارات تقود إلى منظومات رحيمة، وتُعيد تصوّر التكنولوجيا كأداة نابعة من معرفة متعمّقة بالكائنات الحية والمجموعات والكوكب ككلّ؛ أداةٍ لا تخدم احتياجات البشر وحدهم، بل تراعي الكوكب بأسره. يصاحب المعرض برنامج عام يتضمّن حلقات نقاش وورش عمل تطبيقية ودورات احترافية.