كثيراً ما ننظر للرسائل في حياتنا باعتبارها كلمات تقال أو تكتب، ولكنها في الحقيقة تواصل وعبور نحو الآخر، والإنسان بطبيعته الاجتماعية مهتم بالتفاعل والتواصل مع الآخرين، فحياتنا الشخصية مزدحمة بالتواصل الدافئ. المفعم بالحب، حيث إن وجود أشخاص من حولنا يفهمون رسائلنا مباشرة، رحمة ولطف في عالمنا. في حين أننا كقادة في بيئة العمل نعيش في بيئة صامته بين المكاتب والاجتماعات، نرسل التعميمات والتوجيهات، ونظن أن وصولها أمر بديهي، غير أن الواقع يخبرنا بأن رسائلنا.. لا تزال معلقة! يعود تساؤل لأنفسنا.. لماذا لم تصل؟ هل أخطأت في التعبير؟ أم أن المساحة التي بيني وبينهم حالت دون وصول تلك الرسائل؟! أيقنت بعدها أننا كقادة، لا نحتاج فقط أن نتكلم؛ بل أن نُصغي، أن نقترب، أن نُفسر، وأن نخلق بيئة آمنة للتواصل الإنساني قبل المهني. لأن العمل في نهايته ليس جدرانًا ومهامًا وملفات... بل بشر يحملون مشاعر وتوقعات وأسئلة تنتظر الإجابة. التواصل في حياتنا ليس ترفاً اجتماعياً، بل مهارات أساسية نبني من خلالها مهارات تواصل سليمة صحية مع الموظفين في نطاق العمل ومع الأشخاص عموما في الحياة. حيث لا قيمة لرسائل لا تصل! ولا معنى لأي تواصل إن لم يُفهم، والقيادة الحقيقية تبدأ من لحظة وعي بأن كل كلمة نرسلها.. هي في الحقيقة علاقة نبنيها، ومسافة نختصرها، وإنسان نصل إليه. فهل نحن نتواصل... أم ما زلنا نرسل رسائلنا المعلقة؟