افتتحت في العاصمة الرياض، اليوم، أعمال المنتدى العالمي الحادي عشر لتحالف الأممالمتحدة للحضارات، بحضور صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، ومعالي الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش، وعدد من وزراء الخارجية ومسؤولي المنظمات الدولية وشخصيات دينية وفكرية وشبابية من أكثر من 130 دولة. وأكد صاحب السمو وزير الخارجية في كلمته الافتتاحية أن استضافة المملكة لهذا الحدث الدولي المهم تأتي انطلاقًا من التزامها الراسخ بدعم الحوار بين الثقافات والحضارات، وتعزيز مبادئ الاعتدال والتسامح والتعايش السلمي، وذلك ضمن نهجها الثابت ومبادئ رؤية المملكة 2030 التي تُعد مشروعًا وطنيًا ثقافيًا يسعى لترسيخ قيم الانفتاح ومكافحة التطرف وخطابات الكراهية. وأشار سموه إلى أن المملكة كانت من أوائل الدول الداعمة لمبادرة تأسيس تحالف الأممالمتحدة للحضارات في عام 2005، وقدمت له الدعم السياسي والمالي تحقيقًا لأهدافه النبيلة في بناء جسور التفاهم بين الشعوب وتعزيز الثقة بين المجتمعات ومنع النزاعات وتسويتها بالطرق السلمية. وأوضح سمو الأمير فيصل بن فرحان أن المملكة أطلقت العديد من المبادرات والمراكز الوطنية والدولية الرامية لتعزيز قيم الحوار الحضاري، ومن أبرزها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، ومشروع سلام للتواصل الحضاري، ومركز اعتدال، ومركز الحماية الفكرية، إضافة إلى مشاركتها عام 2012 في تأسيس مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات بالشراكة مع إسبانيا والنمسا والفاتيكان. وفيما يخص التحديات الدولية الراهنة، شدد سموه على أن تنامي ظواهر التطرف وخطاب الكراهية والتمييز يحتم مضاعفة الجهود لتفعيل المبادرات الدولية والوطنية، وتقييم أثرها وتطوير آلياتها، مشيدًا بالدور الحيوي للشباب بوصفهم صناع المستقبل ورُسل السلام، ومؤكدًا حرص المملكة على تمكينهم ودعم مشاركتهم في صناعة مستقبل قائم على التفاهم والتعاون بين الشعوب. ويُعقد المنتدى هذا العام تحت شعار: "عقدان من الحوار من أجل الإنسانية – النهوض بحقبة جديدة من الاحترام والتفاهم المتبادلين في عالم متعدد الأقطاب"، ويضم برنامج المنتدى سلسلة من الجلسات الحوارية وورش العمل التي تناقش قضايا معاصرة من بينها الذكاء الاصطناعي والتضليل الإعلامي، وتمكين النساء في جهود السلام، والهجرة وكرامة الإنسان، ومكافحة خطاب الكراهية. كما يستضيف المنتدى "منتدى الشباب" الذي يسلط الضوء على التجارب الريادية للمشاركين في برامج التحالف ودورهم في إحداث التغيير الإيجابي في مجتمعاتهم، إضافة إلى حفل تخريج الدفعة الثامنة من برنامج تأهيل القيادة الشابة لمشروع سلام للتواصل الحضاري. ويترأس معالي السيد محمد علي النفطي، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، وفد الجمهورية التونسية المشارك في أعمال الدورة، مؤكدًا أهمية هذه المناسبة الدولية في تعزيز الحوار والتفاهم بين الحضارات ومواجهة التحديات المشتركة التي يواجهها العالم. كلمة وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بالمنتدى العالمي ال11 لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة في الرياض pic.twitter.com/UiAuJUz6Ky — قناة الإخبارية (@alekhbariyatv) December 14, 2025