أكد معالي المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة أن المملكة كان لها قصب السبق في ميدان العمل الإنساني، وفي طليعة الدول العربية ومن أوائل الدول عالميًا بهذا المجال، مشيرًا إلى أن الفرق الميدانية الخيرية السعودية جابت العالم لخدمة المحتاجين وتخفيف معاناة المعوزين ورسم البسمة على وجوه الكبار والصغار. جاء ذلك خلال محاضرة لمعاليه بعنوان "الإنسانية في الطب" التي نظمت أمس في مركز زايد للأبحاث بمستشفى جريت أورموند ستريت في مدينة لندن بالمملكة المتحدة، بحضور جراحي الأطفال والمتدربين في تخصص جراحة الأطفال وأطباء الأطفال. وبين معالي الدكتور عبدالله الربيعة أن المملكة العربية السعودية حرصت منذ نشأتها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- وصولًا للعهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- على رعاية وتنمية العمل الإنساني والإغاثي وتطويره على أسس سليمة وقواعد راسخة، إدراكًا منها لأهمية هذا العمل في التخفيف من المعاناة الإنسانية وتلبية الاحتياجات الملّحة للشعوب التي تعاني من أزمات إنسانية وكوارث طبيعية في أنحاء العالم بما يدعم الازدهار والاستقرار في هذه الدول، فمنذ عام(1975م) قدمت المملكة (8.406) مشاريع إنسانية وإغاثية وتنموية وخيرية بقيمة تجاوزت (142) مليار دولار أمريكي غطت (173) دولة حول العالم. وأفاد معاليه أنه بفضل من الله عز وجل ثم بتوجيهات واهتمام خادم الحرمين الشريفين وبمتابعة دقيقة من سمو ولي العهد -حفظهما الله- أخذ العمل الإنساني في المملكة بعدًا عالميًا، حيث نفذ المركز منذ تأسيسه (3.881) مشروعًا في مختلف القطاعات الحيوية كالصحة والأمن الغذائي والتعليم والمياه والإصحاح البيئي، شملت (109) دول حول العالم بقيمة تجاوزت (8) مليارات و (251) مليون دولار أمريكي. وأشار معاليه إلى أنه رغبة من القيادة الرشيدة في إبراز جهود المملكة دوليًا أسوة بالدول المانحة الكبرى أُنشئت المنصات الإغاثية والتطوعية والتوثيق والتسجيل الدولي، مثل: منصة المساعدات السعودية، ومنصة المساعدات المقدمة للاجئين في المملكة، والبوابة السعودية للتطوع الخارجي، ومنصة التبرع الإلكترونية "ساهم". وتابع معاليه قائلًا: "إن مركز الملك سلمان للإغاثة بادر بإنشاء عددٍ من البرامج النوعية لمساعدة المحتاجين والمتضررين منها مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية "مسام" لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، ومراكز الأطراف الصناعية، ومشروع إعادة إدماج الأطفال المرتبطين سابقًا بالنزاع المسلح " كفاك". وعرج معاليه إلى البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة التابع لمركز الملك سلمان للإغاثة، الذي نجح منذ تأسيسه عام 1990م في إجراء (67) عملية فصل للتوائم، وقيّم (152) حالة من (28) دولة، مقدمًا شرحًا موجزًا عن أسباب نشوء التوائم الملتصقة وعرضًا لبعض الحالات التي قيد المراجعة والحالات التي فُصلت، وتوضيح أبرز التقنيات المتقدمة المستخدمة في علاج الحالات. واستذكر معاليه توقيع مركز الملك سلمان للإغاثة مذكرة مساهمة مالية بقيمة 100 مليون دولار أمريكي مع البنك الإسلامي للتنمية لدعم صندوق العيش والمعيشة التابع لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية في عام 2025م، وسيبلغ عدد المستفيدين من المشاريع الممولة من الصندوق نحو 200 مليون فرد من 37 دولة من دول البنك الإسلامي للتنمية معظمها في الصحراء الكبرى في قارتي أفريقيا وآسيا. وفي نهاية المحاضرة نوّه معالي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة الدكتور عبدالله الربيعة بتعزيز الشراكة الإستراتيجية بين المركز ومستشفى جريت أورموند ستريت في سبيل خدمة الفئات المهمشة، داعيًا إلى تحقيق الترابط بين العمل الإنساني والتنموي والسلام لدعم المجتمعات المتضررة حول العالم، وإيجاد مصادر تمويل جديدة للعمل الإنساني بالشراكة مع القطاع الخاص مع تسليط الضوء على الفرص الاستثمارية النوعية التي يوفرها القطاع، مبينًا أهمية التعاون الدولي المتبادل لتعزيز الوعي والتثقيف عن حالات التوائم الملتصقة وإعادة دمجهم في المجتمع، مع حفظ حقوقهم وكرامتهم الإنسانية، مطالبًا بمراعاة مبادئ القانون الدولي الإنساني في جميع أعمالنا الخيرية. وفي نهاية المحاضرة شاهد الحضور عرضًا مرئيًا بمناسبة اليوم العالمي للتوائم الملتصقة المصادف 24 نوفمبر من كل عام نال استحسانهم.