أعلن الجيش السوداني «الثلاثاء» صد هجوم لقوات الدعم السريع على بلدة استراتيجية في جنوب كردفان، في حين دعت واشنطن الجانبين المتحاربين إلى قبول مقترح وقف إطلاق النار في البلاد الذي دمّرته الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، وفي الأسابيع الأخيرة ومنذ سقوط الفاشر، تتوالى تقارير عن عمليات قتل جماعي وعنف عرقي وخطف واعتداءات جنسية، فيما أشارت منظمات حقوقية إلى وقوع عمليات قتل على أساس عرقي في المناطق الخاضعة لسيطرة الدعم السريع، ومنذ ورود هذه التقارير تكثفت الجهود الدبلوماسية من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار، ولا سيما من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترمب. لكن البرهان رفض مقترح الهدنة الأخير الذي قدم نيابة عن الدول الوسيطة والذي لم تكشف تفاصيله. وأعلنت قوات الدعم السريع الاثنين هدنة إنسانية من طرف واحد تستمر ثلاثة أشهر وقال قائدها في كلمة مسجلة، نعلن هدنة إنسانية تشمل وقف الأعمال العدائية لمدة ثلاثة أشهر والموافقة على تشكيل آلية مراقبة دولية. والثلاثاء، قال الجيش السوداني في بيان إن قواته تمكنت من «صد محاولة هجوم» فجرا على قاعدة للمشاة في بلدة بابنوسة، وتُعد بابنوسة آخر معاقل الجيش في ولاية غرب كردفان وتقع على طريق سريع يربط المنطقة بدارفور، حيث خسر الجيش الشهر الماضي آخر قاعدة له في مدينة الفاشر. وقال الجيش الذي يُقاتل لمنع قوات الدعم السريع من السيطرة على مزيد من الأراضي في إقليم كردفان إنه كبد المهاجمين «خسائر فادحة في الأرواح والعتاد» وأن قواته «استولت على عدد من المركبات القتالية ودمرت أخرى وحصيلة المعركة هلاك لعدد من قادة قوات الدعم السريع الميدانيين والمئات من المرتزقة». من جهته، أكّد مبعوث الرئيس الأميركي إلى إفريقيا مسعد بولس الثلاثاء أن طرفي النزاع في السودان غير موافقين على مقترح وقف إطلاق النار، ودعاهما إلى قبول خطة واشنطن من «دون شروط مسبقة». وقال بولس للصحافيين في العاصمة الإماراتية أبوظبي «نناشد الطرفين قبول الهدنة الإنسانية كما عُرضت عليهما دون شروط مسبقة». وأضاف «نرغب بأن يقبلا النص المحدد الذي قُدّم لهما». إلى ذلك، أعرب الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي عن قلقهما إزاء الوضع في السودان، مؤكدين دعمهما للعملية السياسية التي تقودها الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) في شرق أفريقيا في إطار جهود وقف النزاع المستمر منذ أكثر من عام ونصف، جاء ذلك في البيان الختامي الصادر عن القمة السابعة للتعاون والشراكة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، المنعقدة في عاصمة أنغولا، لواندا، يومي 24 و25 نوفمبر الجاري.