تشهد المملكة العربية السعودية منذ الساعات الأولى لإعلان زيارة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الولاياتالمتحدة الأميركية حالة لافتة من التفاعل الشعبي، تجلت في مختلف منصات التواصل الاجتماعي، وفي مقدمتها تطبيق (واتساب) وموقع إكس (تويتر سابقًا)، حيث عبّر المواطنون عن مشاعرهم الوطنية ودعواتهم لسموه في رحلة الذهاب والإياب، مصاحبين الحدث بصور وفيديوهات ونصوص تعبّر عن الفخر والثقة والمكانة الكبيرة التي يحتلها سموه في قلوب المواطنين. ومع انتشار أولى صور مغادرة ولي العهد، والتي ظهر فيها سموه وهو يصعد سلم الطائرة متوجهًا في زيارة رسمية، تحولت الصورة خلال ساعات إلى إحدى أكثر المواد تداولًا بين السعوديين. فقد امتلأت (حالات الواتساب) لدى الكثير من المواطنين بصورة المغادرة، مرفقة بعبارات مثل "اللهم احفظه في حله وترحاله، والله يرجعه بالسلامة، وفخرنا وقائد رؤيتنا. كما استخدمت الصورة ذاتها في الحسابات الشخصية على تويتر كصورة رمزية، ما يعكس المكانة العاطفية والشعبية الكبيرة التي يتمتع بها سموه. هذا التفاعل اللافت لم يكن مجرد مشاركة عابرة، بل حمل في طياته دلالات وطنية عميقة. المواطنون اعتادوا التعبير عن ارتباطهم بقيادتهم عبر المنصات الرقمية، إلا أنّ حجم الانتشار هذه المرة جاء استثنائيًا، يعكس الثقة في الدور الذي يلعبه سمو ولي العهد في رسم ملامح السياسة المستقبلية للمملكة، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي. وقد رأى مختصون في الإعلام الرقمي أن هذا التفاعل الشعبي العفوي يؤكد مدى الوعي الوطني والتلاحم بين القيادة والشعب، حيث يتابع المواطن السعودي تحركات قيادته أولاً بأول، ويشارك مشاعره عبر منصات التواصل دون انتظار مناسبة رسمية. أما موقع "إكس"، فقد شهد موجة من التغريدات تحت وسوم تصدرت قائمة الأكثر تداولًا على المستوى المحلي، مثل: #محمدبنسلمان، #زيارةوليالعهد، و #حفظكاللهيا_سيدي. وبرزت آلاف التغريدات التي حملت عبارات الدعاء والثناء، إضافة إلى تحليلات بعض المغردين حول أهمية الزيارة وما قد تحمله من شراكات سياسية واقتصادية جديدة تخدم مصالح المملكة. كما شارك مواطنون مجموعة من المقاطع القصيرة التي تظهر لحظة تحرك موكب سموه أو إقلاع الطائرة، ما زاد من وتيرة التفاعل والتوثيق الشعبي لهذه المناسبة. ولم يقتصر التفاعل على فئة معينة، بل شمل مختلف الأعمار والمناطق والفئات الاجتماعية. ففي المدارس والجامعات ظهرت حالات واتساب للطلاب والأكاديميين تحمل صور سموه، وفي الأسواق والمطاعم تداول رواد الأماكن العامة الصورة ذاتها عبر شبكاتهم الخاصة، بينما شارك بعض الفنانين والإعلاميين صورًا ورسائل تعبر عن اعتزازهم بزيارة سموه وتمثيله للمملكة على المستوى الدولي. ويؤكد مراقبون أن هذا النوع من التفاعل يعكس تحوّل المجتمع السعودي إلى مجتمع رقمي متفاعل، يستخدم الأدوات الحديثة للتعبير عن مواقفه الوطنية بشكل واسع وسريع. كما يشير إلى المكانة الاستثنائية التي يحتلها ولي العهد لدى المواطنين، خصوصًا في ظل الإنجازات التي شهدتها المملكة خلال السنوات الأخيرة ضمن رؤية 2030، والتي أسهمت في ترسيخ ثقافة الفخر الوطني وتحفيز المواطنين على إظهار دعمهم لكل تحركات قيادتهم، كما أشار خبراء في الإعلام الاجتماعي إلى أن صور المغادرة اكتسبت رمزية خاصة لدى الفئات الشبابية، حيث ارتبطت لديهم بمعاني الطموح والنهوض والتطلعات المستقبلية. فالمشهد الذي يظهر فيه سمو ولي العهد وهو يصعد سلم الطائرة أصبح بالنسبة للكثيرين رمزًا للإنجاز والعمل والجهود الدبلوماسية التي تسعى لفتح آفاق جديدة للمملكة. ومع استمرار الزيارة، يتوقع أن يستمر التفاعل الشعبي عبر مختلف الوسوم ومقاطع الفيديو والتحليلات والتغريدات، كما يتوقع أن تتجدد موجة التفاعل لحظة عودة سموه إلى أرض الوطن، حيث درج المواطنون على استقبال أخبار عودته بالتهاني والتبريكات عبر منصات التواصل، وفي المحصلة، فإن التفاعل السعودي الواسع مع زيارة ولي العهد للولايات المتحدة يعكس حالة الانسجام الوطني بين الشعب والقيادة، ويؤكد أن المواطن أصبح جزءًا فاعلًا في المشهد الإعلامي الوطني، يسهم في تشكيله وتوثيقه والتعبير عنه بطرق عصرية تعكس قوة الروح الوطنية في أبهى صورها.