في الوقت الذي تنتظر فيه الجماهير الشبابية انتفاضة تليق بتاريخ ناديهم العريق، يستمر المشهد داخل نادي الشباب في الانحدار الفني والإداري، وكأن الفريق يعيش موسماً بلا ملامح واضحة، ولا مشروع يمكن التقاط أطرافه، أزمة الفريق لم تعد مجرد سلسلة نتائج متخبطة، بل تحولت إلى صورة مكتملة الأركان تُظهر نادياً يبحث عن هويته في الملعب وخارجه. فنيًا، تبدو التوليفة الحالية أبعد ما تكون عن شخصية "الليوث"، الفريق يدخل المباريات بلا قدرة على فرض إيقاعه، ويخرج منها بلا ملامح، فريق غير قادر على المنافسة أو حتى المحافظة على ثبات أدائه. تغيّر الأجهزة الفنية، وتداخل القرارات، وتذبذب مستويات خلال آخر سنتين بالتحديد كلها عناصر تؤسس لحالة عدم استقرار مستمرة ومع كل جولة يتأكد أن المشكلة ليست في لاعب بعينه ولا مباراة بعينها بل في غياب رؤية فنية واضحة تُبنى عليها المرحلة. أما إداريًا، فالصورة ليست أكثر إشراقًا، فغياب الاستقرار على مستوى الهيكلة الإدارية جعلت النادي وكأنه في حالة "إعادة بناء" دائمة. الإدارات المتعاقبة تعلن مشاريع، وتصدر وعودًا، لكنها لا تجد الوقت ولا الهدوء الكافي لترجمة تلك الرؤية إلى أرض الواقع. والنتيجة: فجوة بين ما يُقال وما يتحقق، وارتباك ينعكس مباشرة على الفريق الأول لكرة القدم. الجانب المالي بدوره أصبح رقماً صعباً في معادلة التراجع، فالضغوط المالية وتكاليف التعاقدات غير المحسوبة تضع النادي في دائرة ضيقة تجعل الحركة الإدارية والفنية محكومة بقيود واضحة ومع ازدياد حجم التحديات أصبح النادي يعمل بأسلوب "رد الفعل" أكثر من "التخطيط المسبق"، وهو ما يضيف عبئاً جديداً على جسد يعاني أصلاً من الإرهاق. بصراحة لا يحتاج الشباب إلى معجزة، بل إلى عقل إداري واحد، رؤية فنية مستقرة، وضبط مالي يعيد التوازن، فالنادي الذي قدّم رموزاً ونجوماً للكرة السعودية يستحق أن يعود إلى مساره الطبيعي، وما بين رغبة الجماهير وواقع النادي، يبقى السؤال: من يملك القدرة على إعادة "الليوث" إلى عرينهم الحقيقي.. ودمتم سالمين.