ارتبط اسم حاتم لدى العرب كافة بالكرم الباذخ الذي لا مثيل له، والأمر نفسه ينطبق على أبناء مكة عامة، وأهل نادي الوحدة خاصة، بحاتم خيمي الذي عُيِّن رئيساً مكلفاً من قبل وزارة الرياضة، خلفاً للإدارة السابقة التي لو استمرت أكثر لأصبح فرسان مكة في ضياع أكبر! لقد سَعِد الوحداويون، بل والرياضيون قاطبة، بهذا القرار، وسيسعدون أكثر عندما يرون أحد أقدم الأندية السعودية يعود إلى مكانه الطبيعي في دوري المحترفين. وهذا، بلا شك، هو الحمل الكبير والهمّ الأهم أمام إدارة حاتم خيمي في الأيام المقبلة. المهم يا أهل مكة، ويا عشاق الوحدة، هو الاصطفاف والتكاتف مع إدارتكم، حتى تُعينوهم على النهوض بناديكم، ليتعافى ويتشافى بالتدريج. أما أنا، فمن الذين سيفتقدون حاتم خيمي وبشدة كمحلل وناقد عبر برنامج "كورة"، لحُسن قراءته للأحداث، وجمال أسلوبه في الحديث، وعذوبة استرساله في الكلام الفني والتكتيكي، كونه لاعباً خبيراً في الميدان. فهو يعرف كيف يُفرّق بين اللاعب الموهوب والمعطوب، ويمتلك فهماً عميقاً للمدربين بحكم تعامله مع الكثير منهم من مختلف الجنسيات، مما جعله يفقه أساليبهم وتكتيكاتهم. وهذا يؤكد على حقيقة مهمة، وهي أنّه كما يُكتشَف اللاعبون الموهوبون في أدغال الأحياء، فكذلك يُكتشَف الإداريون المميزون في أعماق البرامج. وخلاصة ما فهمناه في الأيام الماضية: أنّه عندما تُسلَّم الأمور الإدارية لمن يستحقها، فإنك حتماً سترى الفرحة والبهجة التي توازي بطولة لدى العشاق والمحبين. فهنيئاً لحاتم بهذه المحبة المستحقة، وهنيئاً لعشاق الوحدة بحاتم الموهوب الشامل في كل شيء. ختاماً: كثيرون هم من يملكون الموهبة الميدانية كلاعبين، ولكن قلّة من يجمعون بين الموهبتين الميدانية والإدارية معاً، وهذا لا يأتي إلا بعد نجاحٍ تعليميٍّ وخبرةٍ تراكميةٍ وصلت إلى مرحلة الاكتمال. حسين البراهيم - الدمام