انخفضت أسعار النفط، أمس الثلاثاء، حيث طغت مخاوف فائض المعروض على حالة عدم اليقين بشأن تأثير العقوبات الأميركية على شركتي النفط الروسيتين العملاقتين روسنفت ولوك أويل، وتفاؤل بشأن التقدم نحو إعادة فتح الحكومة الأميركية. انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 27 سنتًا، أو 0.4 %، لتصل إلى 63.79 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 07:17 بتوقيت غرينتش. وبلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 59.86 دولارًا للبرميل، بانخفاض قدره 27 سنتًا، أو 0.5 %. وارتفع كلا الخامين القياسيين بنحو 40 سنتًا في الجلسة السابقة. وقد ينتهي هذا الأسبوع أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولاياتالمتحدة بعد أن وافق مجلس الشيوخ على تسوية من شأنها استعادة التمويل الفيدرالي. يُحال الاتفاق الآن إلى مجلس النواب، حيث صرّح رئيسه مايك جونسون برغبته في إقراره يوم الأربعاء. وتظل آمال إنهاء الإغلاق الحكومي في الولاياتالمتحدة تدعم أسعار النفط، فيما يترقب متداولو الخام أسبوعًا حافلًا بالبيانات قد يعطي إشارات بشأن احتمال تشكل فائض في السوق. تراجع الخام في خمس من الأسابيع الستة الماضية مع تزايد المخاوف من فائض في الإمدادات. وخفّف تحالف أوبك+ بعض قيود الإنتاج لزيادة الحصة السوقية، بينما واصل المنتجون من خارج التحالف، بما في ذلك الولاياتالمتحدة، إضافة المزيد من البراميل. ومن المقرر أن تصدر منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) تقريرها الشهري يوم الأربعاء، في حين ستصدر "وكالة الطاقة الدولية" في اليوم نفسه تقريرها السنوي حول آفاق الطاقة، يتبعه تقريرها الشهري المنتظم يوم الخميس. في حين أن التقدم نحو إعادة فتح الحكومة قد عزز الأسواق على نطاق واسع، إلا أن المخاوف بشأن فائض المعروض من النفط الخام تُبقي أسعار النفط تحت السيطرة. ومع استمرار زيادة إنتاج أوبك، يتجه سوق النفط العالمي نحو الهبوط، حيث لا يزال الطلب يتجه نحو الانخفاض بالتزامن مع تباطؤ النمو الاقتصادي بين الدول الرئيسة المستهلكة للنفط، وفقًا لمحللين في شركة ريتربوش وشركاه للاستشارات في مجال الطاقة، في مذكرة. في وقت سابق من هذا الشهر، وافقت أوبك+ على زيادة أهداف الإنتاج لشهر ديسمبر بمقدار 137 ألف برميل يوميًا، وهو نفس مستوى شهري أكتوبر ونوفمبر. كما وافقت على تعليق مؤقت للزيادات في الربع الأول من العام المقبل. وفي حين أن تخمة المعروض النفطي الناتجة عن ارتفاع إمدادات أوبك قد جعلت المستثمرين يتجهون نحو الهبوط بشكل متزايد في الأسابيع الأخيرة، إلا أن العقوبات الأميركية لا تزال محط أنظار المستثمرين، وفقًا لمحللي بنك إيه ان زد، في مذكرة يوم الثلاثاء، في إشارة إلى أحدث إجراءات الرئيس دونالد ترمب التي تستهدف شركتي النفط الروسيتين العملاقتين روسنفت ولوك أويل. وأفادت مصادر أن شركة لوك أويل أعلنت حالة القوة القاهرة في حقل نفط عراقي تديره، وأن بلغاريا تستعد للاستيلاء على مصفاة بورغاس التابعة للشركة. تُمثل حالة القوة القاهرة في حقل غرب القرنة-2 في العراق أكبر تداعيات العقوبات المفروضة الشهر الماضي حتى الآن. وتتولى شركات نفط حكومية عراقية التشغيل المؤقت لحقل "لوك أويل" في العراق، حيث نقل العراق عمليات حقل "غرب القرنة 2" إلى شركتي "نفط البصرة" و"نفط ميسان" كإجراء مؤقت لضمان استمرار الإنتاج في أعقاب العقوبات المفروضة على شركة لوك أويل. إضافةً إلى ذلك، تضاعف حجم النفط المُخزّن على متن السفن في المياه الآسيوية في الأسابيع الأخيرة بعد أن أثّر تشديد العقوبات الغربية على الصادرات إلى الصينوالهند، وقيود حصص الاستيراد التي حدّت من طلب المصافي الصينية المستقلة، وفقًا لمحللين. وقد تحوّلت بعض المصافي في الصينوالهند إلى شراء النفط من الشرق الأوسط وأماكن أخرى. وأضاف محللو ريتربوش، أن أحد التحديات المحتملة للتوقعات السلبية لأسعار النفط "هو مدى استمرار الصين في تحويل الإمدادات الروسية إلى مخزونات استراتيجية، وما إذا كانت الهند ستستجيب لاقتراحات ترمب بتأجيل أي مشتريات إضافية من روسيا". في تطورات أسواق الطاقة، نما الإنتاج الصناعي في السعودية في سبتمبر بأسرع وتيرة منذ 2024، مدفوعًا بانتعاش قوي للأنشطة النفطية بعد زيادة المملكة مستويات إنتاجها من النفط الخام، عقب تخفيف تحالف "أوبك+" قيود الإنتاج عن الدول الأعضاء في التحالف. كما لقي الإنتاج الصناعي في المملكة دعمًا مماثلًا من تحسن في الأنشطة غير النفطية في سبتمبر، ما يعكس اتساع قاعدة النمو الصناعي في المملكة. وأظهرت بيانات الهيئة العامة للإحصاء، أن مؤشر الإنتاج الصناعي سجل في سبتمبر زيادة بنسبة 9.3 % على أساس سنوي، وهي أعلى وتيرة نمو منذ يناير من العام الماضي، بحسب البيانات المتاحة والمعدلة، وبالتسارع من نمو بنسبة 6.9 % في شهر أغسطس. جاء هذه الارتفاع بشكل أساسي بدعم من نمو الأنشطة النفطية بنسبة 10.1 % على أساس سنوي، وهي أعلى وتيرة منذ يناير من العام الماضي، وتشكل الأنشطة النفطية نحو 75 % من وزن مؤشر الإنتاج الصناعي، ما جعلها المحرك الرئيسي له. أما الأنشطة غير النفطية، التي تمثل ربع وزن المؤشر، فقد حققت نموًا بنسبة 7.3 % على أساس سنوي هو الأعلى منذ مايو 2024، بدعمٍ من تسارع الصناعات التحويلية بنسبة 6.5 %، وهي أعلى وتيرة منذ ديسمبر 2024، مما يعكس تحسنًا متزامنًا في أداء القطاعات الصناعية داخل وخارج المنظومة النفطية. ويأتي هذا الأداء بعد أن أنهى تحالف "أوبك+" في أغسطس الماضي عمليًا شريحة التخفيضات الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا التي التزمت بها ثماني دول منذ عام 2023، عبر رفع الإنتاج بواقع 547 ألف برميل يوميًا. كما أقر التحالف مطلع نوفمبر الجاري زيادة إضافية بمقدار 137 ألف برميل يوميًا بدءًا من ديسمبر، مع تجميد الزيادة المقررة في الربع الأول من 2026 لأسباب موسمية. ارتفاع إنتاج المملكة النفطي وارتفع إنتاج المملكة من النفط إلى 9.97 ملايين برميل يوميًا في سبتمبر مقارنة مع 8.97 مليون برميل يوميًا خلال نفس الفترة من العام الماضي. ورغم أن زيادة إنتاج النفط بدأت منذ أغسطس إلا أن نمو الأنشطة النفطية بدأ في تجاوز الأنشطة غير النفطية منذ يونيو الماضي. في الولاياتالمتحدة، يلمح الرئيس ترمب لاتفاق تجاري قريب مع الهند، في مؤشر على تحسن العلاقات بين البلدين. وقال ترمب إن الصفقة ستخفض الرسوم الجمركية المفروضة على الهند، مشيرًا إلى وجود علاقة جيدة جدًا مع رئيس الوزراء ناريندرا مودي. ولفت ترمب أيضًا إلى أن الرسوم الجمركية المفروضة على الهند مرتفعة بسبب مشترياتها من النفط الروسي. وأكد في نوفمبر الجاري أنه سيزور الهند بناءً على دعوة من رئيس الوزراء، وأشار إلى أن الزيارة قد تكون العام المقبل، لكنه امتنع عن تحديد جدول زمني دقيق للرحلة. في الصين، قدت بكين صادرات الفنتانيل إلى أمريكا الشمالية بعد اتفاق ترمب وشي، وأضافت الصين أكثر من 12 مادة أولية تستخدم في تصنيع الفنتانيل إلى قائمة صادراتها المقيدة نحو الولاياتالمتحدة والمكسيك وكندا، في خطوة يُنظر إليها على أنها تنفيذ للالتزامات التي تعهدت بها بموجب الاتفاق التجاري الذي أُبرم الشهر الماضي بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأمريكي دونالد ترمب. وأفادت هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية الحكومية (سي سي تي في) أن وزارة التجارة الصينية، بالتعاون مع 4 هيئات حكومية أخرى، فرضت متطلبات جديدة للحصول على تراخيص تصدير تخص شحن 13 مادة كيميائية أولية إلى الدول الثلاث في أمريكا الشمالية، وتشمل المواد المقيدة مشتقات مختلفة من مادة "بيبريدين" ومجموعات كاملة من المركبات ذات الصلة التي تُستخدم في إنتاج الفنتانيل. من جهة أخرى، علقت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تحقيقها بشأن قطاع بناء السفن في الصين، ما دفع بكين إلى اتخاذ خطوة مماثلة عبر تجميد تحقيقها الخاص وتأجيل فرض رسوم موانئ خاصة على السفن الأميركية. وقال مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة إن التحقيق الأمريكي سيجري تعليقه لمدة عام اعتبارًا من منتصف ليل الاثنين بالتوقيت المحلي. بعد دقائق، أعلنت وزارة النقل الصينية تأجيل إجراءاتها في التوقيت نفسه، تنفيذًا للتفاهم الذي تم التوصل إليه خلال المحادثات التجارية الأخيرة مع الولاياتالمتحدة الأميركية. أضاف البيان الأمريكي أن واشنطن ستواصل التفاوض مع بكين حول القضايا التي أثارها التحقيق. واقترب أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولاياتالمتحدة من نهايته بعد أن خالفت مجموعةٌ من الديمقراطيين المعتدلين قادةَ حزبهم وصوّتوا لدعم اتفاقٍ لإنهاء الإغلاق الحكومي الأطول على الإطلاق. وصوّت مجلس الشيوخ بأغلبية 60 صوتًا مقابل 40 لصالح عملية إجرائية تمهد لتقديم مشروع القانون مساء الأحد. ولم يُحدد مجلس الشيوخ موعدًا للتصويت النهائي بعد. ويحتاج مجلس النواب أيضًا إلى الموافقة على المشروع قبل إرساله إلى مكتب الرئيس دونالد ترمب للتوقيع عليه. وبموجب الاتفاق، سيُقرّ الكونجرس تمويلًا كاملًا لوزارات الزراعة، وشؤون المحاربين القدامى، والكونغرس نفسه، بينما سيتم تمويل باقي الوكالات حتى 30 يناير. وسيوفّر مشروع القانون رواتب للموظفين الحكوميين الذين أُجبروا على التوقف عن العمل، ويستأنف المدفوعات الفيدرالية التي تم تعليقها للولايات والبلديات، ويعيد الموظفين الذين تم تسريحهم خلال الإغلاق. وفي تطورات أعمال شركات النفط والغاز، تجاوزت أرباح شركة أوكسيدنتال بتروليوم توقعات وول ستريت للربع الثالث يوم الاثنين، حيث ساعد ارتفاع الإنتاج الشركة الأميركية المنتجة للنفط الصخري على مواجهة انخفاض أسعار النفط. ارتفع إنتاج النفط والغاز الأمريكي إلى مستوى قياسي في أغسطس، على الرغم من انخفاض خام برنت القياسي بأكثر من 13 % خلال الفترة المذكورة، نتيجةً لزيادة إمدادات أوبك+ وتباطؤ الطلب العالمي. وأعلنت شركة أوكسيدنتال، التي أفادت باستفادتها من استحواذها على كراون روك بقيمة 12 مليار دولار في أغسطس من العام الماضي، عن متوسط إنتاج عالمي ربع سنوي بلغ 1.46 مليون برميل من المكافئ النفطي يوميًا، بزيادة عن 1.41 مليون برميل من المكافئ النفطي يوميًا في العام السابق. انخفضت أسعار النفط المُحققة إلى 64.78 دولارًا للبرميل في الفترة من يوليو إلى سبتمبر، من 75.33 دولارًا في العام السابق. كما تجاوزت أرباح شركتي إكسون موبيل، وشيفرون توقعات المحللين للربع الثالث، مدعومةً بارتفاع الإنتاج. وتتوقع أوكسيدنتال أن يتراوح إنتاجها بين 1.44 و1.48 مليون برميل نفط مكافئ يوميًا في الربع الحالي. ووفقًا لبيانات جمعتها بورصة لندن للأوراق المالية، توقع المحللون في المتوسط إنتاجًا قدره 1.44 مليون برميل نفط مكافئ يوميًا خلال الربع الرابع. مع ذلك، انخفضت أسهم الشركة بشكل طفيف في التداولات الممتدة بعد إعلان النتائج. وقال جيمس ويست، محلل أبحاث ميليوس، بأن السوق يتطلع إلى "مزيد من الارتفاع" مقارنةً بتوقعات الربع الرابع، بعد الأداء المتفوق لأسهم الطاقة مؤخرًا. في الشهر الماضي، باعت أوكسيدنتال شركة أوكسي كيم إلى شركة بيركشاير هاثاواي المملوكة لوارن بافيت، مقابل 9.7 مليار دولار، في أكبر عملية بيع لها حتى الآن، بهدف تقليص ديونها بعد سنوات من عمليات الاستحواذ المكلفة. سددت الشركة ديونًا بقيمة 1.3 مليار دولار خلال الربع الثالث. وبلغ صافي ديونها طويلة الأجل 20.85 مليار دولار أمريكي في 30 سبتمبر. وأعلنت شركة أوكسيدنتال، ومقرها هيوستن، عن ربح معدّل بلغ 64 سنتًا للسهم الواحد للأشهر الثلاثة المنتهية في 30 سبتمبر، مقارنةً بتوقعات بلغت 52 سنتًا.