عوامل عدة حولت شجرة الأراك من مجرد شجرة برية، إلى مورد اقتصادي ينتظر الاستثمار، فالرمزية الدينية والثقافية للأراك وارتباطها بالبيئة النبوية، ومكوناتها الطبيعية، أسباب حافظت على بقاء الأراك في المشهد اليومي. شيخ باعة المساويك بمحافظة جدة حسين العبدلي طالب بمواكبة الحراك الكبير في تطوير خدمات المعتمرين والحجاج بمكةوالمدينةالمنورة، بتخصيص مواقع لمزادات الأراك أو المساويك في جدةومكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، مع تخصيص منافذ للبيع بمواصفات واشتراطات بلدية، تسهم في تعزيز السوق وتوفير مصادر عمل للسعوديين. موزعون التقت بهم الرياض في جدة، ألمحوا إلى أهمية إبراز السواك كمنتج تراثي وعضوي، يحمل الهوية السعودية ومن مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، ما يمنحه ميزة تنافسية، مع التفكير في تخصيص علامة تجارية عالمية لاستثمار الطلب الدولي عليه بحكم توافد المعتمرين والحجاج. منصر عبيد "متردد" لفت الاهتمام إلى أهمية توظيف السواك في الصناعات التحويلية مثل انتاج مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة، صناعة الصابون الطبيعي والعطور، وفي إنتاج عبوات معجون الأسنان العضوي، وفي الخلطات العشبية الطبيعية، خاصة في ظل النجاحات الكبيرة التي حققتها مصانع وطنية لأشجار برية في محافظاتعسير والطائف. نواف الحربي "متعامل" قال "شجرة تحوي الزيوت والتي من الممكن استخدامها في العديد من صناعة المنتجات مثل الشامبوهات والمعجون والمساحيق الطبية، وهناك دراسة استثمارية أن شجرة الأراك عائداتها مشجعة ولو تم استخدامها في الصناعة التحويلية، وأضاف: وتعتبر شجرة الأراك رعوية تمتاز بجمالها وتخفيفها للحرارة وهي ذات استثمار عالٍ ومن المشاريع الآمنة، وتنبت بشكل طبيعي، وهو ما يميزها حيث لا تروى ولا تضاف لها أسمدة ومصدر ريها المطر ومياه السيول. ووفقاً لموردين محليين فإن قرية الصوالحة بمركز حلي بن يعقوب جنوبي محافظة القنفذة بحوالي 50 كيلومترًا تقريبًا، هي مهد الأراك وأجواد أنواعه التي تفخر بها، حيث يمر بالقرب منها وادي حلي، أحد أكبر الأودية في تهامة، فيما يعتبر الساحل الغربي وتحديداً من الليث إلى جازان فضاء مفتوح لاستخراج شجرة الأراك المباركة. وبالعودة لشيخ باعة المساويك بمحافظة جدة حسين العبدلي فأن تميز قرى الصوالحة بأجود أنواع الأراك نظراً لجودة التربة وآلية استخراج الأراك بدون جرح أو تكسير، فهم يقدرون ويحشمون الأراك على حد تعبيره. ومن خلال تجربته الشخصية يؤكد العبدلي أن مكةالمكرمة تستحوذ على الكميات الأعلى في مبيعات الأراك نظراً لارتفاع الطلب من قبل المعتمرين والحجاج طوال العام، فهي تتربع على مدن المنطقة ثم المدينةالمنورة ثم مدينة جدة فالطائف، العبدلي يشير إلى أن أهم مواقع استخراج السواك جنوبي الليث ثم في الشواق ودوقة إلى جازان. العبدلي الذي يزاول المهنة منذ 45 عاماً، يشير إلى أنه باع السواك قديماً أمام المسجد الحرام، وتحديداً أسفل الكوبري الأخضر الشهير، وبجوار عمارة الجفالي بمكة، ويذكر أن أول دلال للمساويك هو عبد الله الصماني الهذلي، الذي كان يحرج على المساويك على دوار المسفلة بأم القرى. العبدلي متحدثاً ل«الرياض»