في إطار تسليط الضوء على الأساليب الحديثة في المقابلات الوظيفية، وأهمية الأسئلة النوعية في تقييم المرشحين، تحدّث خالد الحربي، الممارس والمستشار في مجال الموارد البشرية، عن الأبعاد الحقيقية لسؤال المقابلة الشهير "أين ترى نفسك بعد خمس سنوات؟"، مبيّنًا أنه ليس مجرد استفسار روتيني، بل مقياس جوهري يعكس وعي المرشح بنفسه، ومدى وضوح رؤيته المهنية. وفي هذا السياق، أوضح المستشار خالد الحربي أن الهدف الفعلي من طرح هذا السؤال هو اعتباره قيمة مضافة تنافسية بين المرشحين، وليس معيارًا أساسيًا للقبول مثل السلوك أو المعرفة التخصصية. وأضاف قائلاً: "على سبيل المثال، كان لديّ ثلاثة مرشحين متساوين في السلوك والمعرفة التخصصية، ولكن عندما طُرح عليهم سؤال (أين ترى نفسك بعد خمس سنوات؟)، تميّز أحدهم بإجابته الواضحة ورؤيته الدقيقة لنفسه، ما أضاف له ميزة تفاضلية عن الآخرين". وحول ما يقرؤه الخبير الوظيفي في إجابة المرشح عن هذا السؤال، أشار الحربي إلى أن الإجابة تكشف عمق الهدف والرؤية المهنية لدى المتقدم، قائلاً: "عندما يجيب المرشح بوضوح، فهذا يمنح انطباعًا رائعًا عن وعيه بمساره المهني. فمثلًا، لو سألنا خريجًا حديثًا في تخصص الموارد البشرية، وأجاب بأنه يطمح للحصول على شهادة (CIPD5)، ندرك حينها أنه مطّلع وواعٍ بالشهادات الاحترافية ومسارات التطوير في مجاله". كما بيّن أن أكثر الإجابات التي تترك انطباعًا سلبيًا لدى المقابلين هي تلك غير المنطقية أو المتكلفة، أو تلك التي تُستمد من وسائل التواصل الاجتماعي دون وعي، موضحًا بقوله: "من الأمثلة الشائعة إجابة المرشح بقوله (أبي أكون في مكانك)، وهي إجابة غير مناسبة تُقال من باب المزاح أو الإلجام. المطلوب ببساطة هو إجابة صادقة وواقعية توحي بوعي المتقدم في مجاله المهني أو مساره الحياتي". وفي ختام حديثه، أكد الحربي أن قوة الإجابة تكمن في منطقية الطرح، ووضوحها، وارتباطها بالمجال المهني، موضحًا أن هذه هي العناصر الأهم التي يجب وضعها في الاعتبار عند الإجابة، إذ يُعد هذا السؤال قيمة مضافة عن بقية المرشحين، ومن الضروري أن تكون هذه القيمة على أعلى مستوياتها من الاحترافية.