عندما رأينا توقيت مباراة الاتحاد والرياض في جدة عند الساعة 4:45 مساءً، اعتقدنا في البداية أنهم مخطئون، أو أن الأمر لا يعدو كونه مزحة أو دعابة للجماهير الرياضية. وإن أحسنَّ الظن قليلاً، فقد يكون السبب قلة خبرتهم وجهلهم بأن هذا التوقيت لا يصلح لإقامة مباراة، لا في الشتاء ولا في الصيف، في عروس البحر الأحمر. لكنهم مع ذلك مستمرون في تجربتهم، ومصرّون على كارثتهم، والأدهى من ذلك، أنهم رفضوا الطلب الرسمي المقدم من إدارة نادي الاتحاد بتغيير وقت المباراة، حتى يتسنى للجماهير الحضور بكل أريحية ودون أي مؤثرات قد تمنعهم من ذلك، ولكن.. لا حياة لمن تنادي! نمنحهم الفرصة حتى يوم المباراة، وإن أصرت لجنة المسابقات على موقفها، فحينها نقول: سلّم على العدالة المقلوبة، وعلى اللخبطة التي يرونها صواباً في نظرهم، وعلى عنادهم المحض الذي سيدخلهم التاريخ، لا من أوسع أبوابه، بل من أضيق حدوده! وعلى مدى أعوام طويلة، كان الاتحاد دائماً ضحية قرارات إدارية عجيبة تصدر من اللجان؛ فتارة تُرفض له طلبات التأجيل التي تُقبل لغيره بصدر رحب، وتارة يُجابَه طلبه بكلمة "سم وأمر" لفظاً ، لكن فعلياً يُقابل بالرفض، ومن خلال هذه الازدواجية يتسلل القهر إلى جماهيره وإعلامه، الذين مهما كانت ردة فعلهم، لا يجدون من ينصفهم. لا تنتظر رجب حتى ترى العجب؛ فالعجب تراه في الوسط الرياضي، وخاصة مع لجنة المسابقات وأفلامها الأكشنية! ونحن لا نحبذ الكتابة بهذا الأسلوب القاسي، إلا أن بعض التصرفات تجبرنا عليه، ومتى ما استمر في العمل من يفتقد الخبرة والكفاءة في الإدارات الرياضية ولجانها، فإننا بلا شك سنتراجع كروياً بدلاً من أن نتقدم خطوة إلى الأمام. ختاماً: الإدارة قيادة حكيمة، وليست تأليفاً واختراعات. حسين البراهيم - الدمام