لازالت مساجد جدة التاريخية حالة استثنائية ضاربة في عمق تاريخها العريق، فعبر مئات السنين التي تدثرت بهوية المكان ودقة تصميم فن العمارة الإسلامية ظلت ولازالت هذه المساجد العتيقة المنتشرة داخل حاراتها الرئيسة في الشام، والمظلوم، واليمن، والبحر، شاهداً على عصور زمنية تدثرت بعبق هذه الحقبة التاريخية العتيقة، ضاربة جذورها في أعماق التاريخ، ومنها مسجد الإمام الشافعي الواقع في حارة المظلوم منذ القرن السابع عشر الميلادي، والذي صمم مكشوفاً دون سقف أملاً في الحصول على تهوية جيدة، وقد شرع في بنائه بالطين البحري والحجر المنقبي وزين بالأخشاب، فيما يعد مسجد الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- الواقع في قلب جدة التاريخية واحداً من المساجد الأثرية الذي حمل اسم الأبنوس لوجود ساريتين من أخشاب شجر الأبنوس، حيث شيد هذا المسجد في القرنين التاسع والعاشر الهجريين حسب بعض المصادر التاريخية.